آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 03:12 م

اخبار وتقارير


تقرير: موزع.. سلة الغذاء التي تنوء بغزارة الإنتاج الزراعي رغم ألغام المليشيات

السبت - 21 سبتمبر 2019 - 11:59 ص بتوقيت عدن

تقرير: موزع.. سلة الغذاء التي تنوء بغزارة الإنتاج الزراعي رغم ألغام المليشيات

عدن تايم/خاص

مرت أشهر قليلة على زيارتنا الأولى لمديرية موزع، حينما كانت الأرض جدباء مقفرة تتلاعب الرياح مع أكوام الأتربة مشكلة أجواء مغبرة وكئيبة بل ومحبطة في آن معاً، لكن زيارة موزع هذه المرة تختلف كلياً عن سابقتها لناحية التأثيرات النفسية العجيبة التي انطبعت بي كشخص يستهويه التنقل.. وتعطي المساحات الخضراء الشاسعة الزائر ارتياحاً نفسياً، لا سيما إن كان من سكان المخا، حيث حرارة الجو وندرة سقوط الأمطار تحول كل شيء إلى أجواء تبعث على الكآبة.

- مركز المديرية

للوصول إلى مركز المديرية ينبغي اجتياز طرق رملية تمر وسط مساحات واسعة، وتستقبلك حقول خضراء شبيهة بسجادة فاخرة فرشت لاستقبال الزائرين، فيما كان نشاط الأهالي وسط حقولهم، يضيف متعة لأجواء الأمكنة المدهشة.

عند الولوج إلى مركز المديرية التي تبلغ مساحتها 665 كم، كانت ندوب الرصاص بادية على جدران أبنيتها كما لا تزال شاهدة على ضراوة القتال، فيما الشعارات الطائفية التي اختفت أجزاء منها، تعبر عن حجم الألم الذي عاشته مديرية موزع قبل أقل من عام على تحريرها.

ولسنوات حافظ مركز المديرية، البالغ عدد سكانها 35045 نسمة، على مكانته التجارية وإن كانت هذه الأيام أقل نسبيا من سابقتها بسبب انحصار النشاط التجاري على أهالي المديرية، ولهذا ذهبت بعض الظنون وإن كانت غير صحيحة إلى أن موزع أخذت اسمها من توزيع التجارة عندما كانت مركزاً تجارياً مهماً نمت شهرتها بالتوازي مع شهرة ميناء المخا كملتقى لمناطق ومديريات عدة، إلا أن مركز المديرية بقى كملتقى تجاري نشط خاص بأبناء المديرية.

- تاريخ حافل بالنشاط الزراعي

على امتداد القرون الماضية كان النشاط الزراعي أحد أهم المهن التي زاولها السكان، وساهمت الخصوبة التي تتمتع بها تلك الأراضي في جعلهم يتشبثون بها دون اللجوء إلى أعمال أخرى، ولذا عرفت موزع تاريخيا بوادٍ شديد الخصوبة وأكسبها ذلك سمعة جيدة بأنها مصدر مهم لإنتاج الحبوب.

لكن مع دخول مليشيات الحوثي إليها تحولت بعضها إلى أجزاء قاحلة بفعل الألغام التي زرعتها ومنعت المزارعين بالعودة إلى حقولهم الزراعية، ومع ذلك فإن غلال المحاصيل باتت اليوم تنوء بكميات كبيرة مع غزارة الأمطار التي هطلت منذ بدء موسم الصيف إلى حد أن المزارعين يبحثون عن عمال يساعدونهم في قطف الثمار.

ووفقاً للمزارع علي ناصر، فإن النشاط الزراعي رغم توقفه في كثير من الحقول الزراعية التي كانت تشتهر بوفرة الإنتاج بسبب الألغام إلا أن الحقول المزروعة عوضت النقص في حجم المساحة المزروعة.

ويعترف ناصر بتسجيل موزع تراجعاً في عدد المساحة المزروعة بسبب كثافة الألغام إلا أن غزارة الإنتاج عوضت جوانب النقص بشكل كبير، لكن الألغام ما تزال تشكل خطراً كبيراً على السكان والمزارعين الذين حرمتهم من الوصول إلى حقولهم لفلاحتها كما تجعل تلك الأراضي عرضة للإهمال والتجريف، وهو ما يدمر جهداً بذله الآباء والأجداد كي تكون تلك الأرض كما هي عليها الآن.

تقدر المساحة المزروعة بالألغام بنحو 30 بالمائة من الأراضي الزراعية وليس هناك أي جهود تبذل لانتزاعها من أجل عودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليها قبل أن يطالها شر المليشيات سوى جهد وحيد البرنامج الوطني لنزع الألغام والذي تمكن من انتزاع 500 لغم.

- الضحايا

أغلب ضحايا الألغام رعاة أغنام وفلاحون كانوا يجهلون تحول حقولهم إلى مزارع للموت، وعندما غامروا بالعودة إلى نشاطهم السابق، انفجرت بهم وجعلتهم يحملون عاهاتها بقية حياتهم مع ما يشكل ذلك من ألم نفسي عميق على الشخص المصاب.

تتحدث الأرقام عن وفاة وإصابة العشرات نتيجة الألغام التي زرعتها المليشيات، وأغلب الحالات التي نجت من الموت بترت أحد أطرافهم وباتوا اليوم أرقاماً ضمن قائمة ضحايا حرب مليشيات الحوثي.