آخر تحديث :الخميس - 04 يوليه 2024 - 10:38 ص

اخبار وتقارير


"المنافسة على الشهادة" تجسيداً بارزاً لأدوار الإمارات بتحرير عدن

الخميس - 30 نوفمبر 2017 - 11:33 م بتوقيت عدن

"المنافسة على الشهادة" تجسيداً بارزاً لأدوار الإمارات بتحرير عدن

عدن تايم / فاروق عبدالسلام


"منافسة الجنود والمقاومين على نيل الشهادة في عملية السهم الذهبي التي انطلقت في الـ 14 من شهر يوليو/ تموز 2015م 27 رمضان 1436هـ، لتحرير محافظة عدن من ميليشيا الانقلابيين التابعين لجماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح"، هو أبرز ما جسد الواقع والدور الحقيقي والمشرّف لمشاركة ومساهمة رجال القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار دول التحالف العربي بالحرب في اليمن وتحرير عدن من الميليشيات الانقلابية التي سعت من وراء انقلابها إلى السيطرة والاستحواذ دون غيرها على سدة الحكم ومركز القرار والتوسع في عموم المدن والمحافظات اليمنية بدعم وإيعاز من إيران.

شهادة ومواقف

وتجسدت تلك المنافسة بين جنود القوات الإماراتية وقوات الجيش الوطني والمقاومة في عدن على نيل الشهادة فعلياً باستشهاد أول شهيد إماراتي وهو الملازم أول عبدالعزيز الكعبي، الذي خلط الدم الإماراتي بدماء الجنود والمقاومين في عدن وروى أرض مدينة عدن بالدم الإماراتي حتى أنه تم إطلاق اسم الشهيد "الكعبي" على أحد معسكرات عدن تقديراً واعتزازاً بدوره وتضحيته بروحه في تحرير عدن، ليواصل من بعده رفاقه من رجال الإمارات تقديم أعظم التضحيات والملاحم البطولية وضرب وعكس أروع أمثلة ومبادئ الإيثار وتلبية الواجب والرجولة والشجاعة والتصدي للظلم والوقوف إلى جانب المظلومين ونصرتهم، وهو الأمر الذي سيظل خالداً ولا يمكن نسيانه على الإطلاق في أذهان الأجيال اليمنية بشكل عام، كما سيظل ديناً في أعناق أبناء المحافظات الجنوبية بشكل خاص، ومحل فخر واعتزاز للإمارات على مختلف الأصعدة والمستويات العربية والإقليمية والدولية.

أدوار ومزايا

"عدن تايم" التقت بالملازم أول بالجيش الوطني في عدن جابر علي أحمد، أحد المقاتلين الذين عايشوا خطوة بخطوة عن قُرب جهود ودور رجال القوات المسلحة الإماراتية وبمقدمتهم الشهيد "الكعبي" خلال الحرب في بلاده وخصوصاً بعملية تحرير عدن، وروى الملازم أول جابر تفاصيل عظمة الدور الإماراتي بداية بتقديم الدعم الإنساني والعسكري وإعداد الخطط العسكرية والمساهمة في تجهيز وتأهيل القوات المؤلفة من رجال المقاومة، وتقدم رجال الإمارات بشجاعة واستبسال الصفوف الأمامية بساحات وميادين المعارك والقتال وتقديمهم التضحيات وتلقينهم عناصر الميليشيا الانقلابية التابعة لجماعة الحوثي والمخلوع صالح، دروساً قاسية وتكبيدهم خسائر كبيرة وفادحة بالأرواح والعتاد العسكري منذ انطلاق العملية العسكرية حتى تحقيق النصر الأكبر بتحرير عدن في يوم كلل بالنجاح الصمود الأسطوري لكافة شرائح وفئات المجتمع في وجه عصابات الانقلاب التي لم تتوانى حتى ولو لحظة واحدة عن ارتكاب الجرائم الدموية البشعة بحق أبناء عدن بدون تفريق بين المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى في الأحياء والمناطق السكنية البحتة والمقاتلين الشباب والرجال في ميادين القتال، منذ توغلهم في عدن عند اندلاع الحرب في الـ 26 مارس/ آذار عام 2015م، في سبيل بلوغ مرادهم وتنفيذ أجندتهم التي رسمها تحالف الشر بين الحوثي وصالح، ودعمتها إيران التي اصطدمت وتحطمت أحلامها وأطماعها ببسط نفوذها وسيطرتها على منطقة الخليج، بقوة وصلابة قوات التحالف العربي.

وتحدث عن جوانب من الحياة التي ميزت الجنود الإماراتيين من حيث قوة إيمانهم بالله والتزامهم بعبادة خالقهم وتحليهم بدماثة الخلق والكرم والشهامة والرجولة والشدة والمهارات القتالية وتلبية الواجب والانضباط العسكري وتقديم النصائح لمن حولهم والعمل على تلطيف الأجواء بالمزاح وعدم وجود أدنى ذرة خوف في أنفسهم.

استعدادات وتوجيهات

وقال الملازم أول جابر: إنه في العاشر من شهر رمضان بذلك العام تم تجميع نحو 223 شاباً من خيرة رجال المقاومة ونقلهم إلى منطقة عصب في ارتيريا، حيث تلقوا هناك تدريبات مكثفة وعاجلة في مهارات المشاركة بالقتال وتنفيذ العمليات والخطط العسكرية استمرت نحو أسبوعين كاملين، تحت إشراف نُخبة من القادة العسكريين التابعين للتحالف العربي وتحديداً قادة إماراتيين، وفي الخامس والعشرين من رمضان عادوا جنود ورجال المقاومة بعد تأهيلهم برفقة قوات إماراتية على متن سفينة عبر البحر من ارتيريا إلى عدن، وهنا تعرف على الكثير من الجنود الإماراتيين بينهم أول شهيد إماراتي في عدن "الكعبي"، وكان في استقبالهم عند وصولهم ميناء الزيت بمدينة البريقة غرب عدن، عدد كبير من القادة والشخصيات العسكرية والمدنية بالجيش والسلطات في عدن والتحالف العربي.

وأضاف: أنه فور وصولهم عدن، تحمس عدد من الجنود بالانطلاق والمشاركة في عملية تحرير عدن، ولكن تم السماح لهم بزيارة أسرهم وأقاربهم على أن يعودوا في مساء اليوم التالي 26 رمضان، وعند عودتهم في الموعد المحدد تناولوا الطعام بشكل جماعي رجال المقاومة والجيش الوطني وجنود الإمارات وبدأت التحضيرات والاستعدادات الفعلية لمعركة تحرير عدن من ميليشيا الحوثي وصالح، حيث تم نقلهم إلى منزل القيادي البارز في المقاومة الجنوبية الشيخ صالح بن فريد العولقي، وكان في استقبالهم عدد من قادة ضباط التحالف العربي من الإماراتيين الذين بدورهم شرحوا لهم تفاصيل الخطة والعملية العسكرية عبر شاشة كبيرة ووزعوا لهم نسخ ورقية تتضمن توجيهات بتحركاتهم معززين بالأسلحة والعربات العسكرية الحديثة والمتطورة.

انطلاق المعركة

ولفت إلى أنه أبرز ما شد انتباهه حماسة وإجراءات الجنود الإماراتيين وتأكيدهم لهم بعدم الخوف وضرورة التحلي بالشجاعة وأنهم سيكونون معهم في الصفوف الأمامية وبخندق واحد بساحات القتال والمعركة بمساندة المقاتلات الجوية لمواجهة العدو باعتبار أن جميعهم يشكلون جسداً واحداً والعدو عدوهم جميعاً، وهو ما تم فعلاً من خلال توزيع أكثر من 200 جندي إماراتي على العربات المدرعة العسكرية يحملون أجهزة تواصل لاسلكية للبقاء على تواصل بشكل مباشر ودائم مع القيادة العسكرية وصعود رجال وجنود المقاومة الذين تم تدريبهم والعديد من المقاتلين وشباب المقاومة إلى جانب الجنود الإماراتيين على متن العربات العسكرية والانطلاق صبيحة يوم 27 رمضان في عملية "السهم الذهبي" براً وجواً، صوب مطار عدن الدولي ومعسكر بدر وخورمكسر وتحريرها لتلوح بالأفق باكورة بشائر النصر على الميليشيات الانقلابية وفقاً لتنفيذ التحركات والخطة العسكرية بدقة متناهية للغاية وتعليمات ونصائح الجنود الإماراتيين لشباب وجنود المقاومة والجيش، وهو ما ساهم في ارتفاع معنوياتهم النفسية للسماء.

انتصارات وتضحيات

وأشار جابر، إلى أنه عند اقترابهم من سور المطار في طريق خط الجسر الواصل بين مديريتي المنصورة وخورمكسر، بدأت قوات العدو بإطلاق النيران نحوهم من جزيرة العمال، ولكن تم قصفها من قِبل الطيران الحربي للتحالف العربي وتوغل قوات مشاة نحوها والقضاء على مصادر نيران العدو التي استهدفت قوات الجيش الوطني والإمارات والتي مضت بخطى ثابتة في طريقها مقتحمة سور المطار وتتقدم رويداً رويداً حتى دخول قلب المطار وسط اشتباكات مسلحة مع عناصر الحوثي وصالح، أسفرت عن استشهاد وجرح بعض شباب المقاومة ومصرع وإصابة العديد من عناصر العدو.

وذكر أن تقدم قوات الجيش والمقاومة والإمارات قابله انسحاب ميليشيات الحوثي وصالح، إلى الخلف وصولاً إلى منطقة العريش شرق مديرية خورمكسر، وفي اليوم ذاته أفاد جابر بأنه تعرض لإصابة في منطقتي الكتف والرأس برصاص العدو أمام معسكر بدر، وفي اليوم الثاني من العملية 28 رمضان استشهد الملازم أول في القوات المسلحة الإماراتية عبدالعزيز الكعبي، إثر قصف قوات العدو بسلاح (بي عشرة) العربة العسكرية التي كان يقودها الشهيد "الكعبي" من جهة بوابته، ما أدى إلى استشهاده واستشهاد وإصابة عدد من شباب وجنود المقاومة والجيش الوطني.

استشهاد "الكعبي"

وأكد الملازم أول بالجيش الوطني في عدن جابر علي أحمد، أن استشهاد الكعبي وجنود وشباب الجيش والمقاومة في عدن، كان له أثراً نفسياً عميقاً بين أوساط رفاقه من الجنود الإماراتيين وجنود وشباب الجيش والمقاومة الذين تألموا وحزنوا كثيراً لفراقه وفراق كل من استشهد، وبالمقابل زادهم عزيمة وإصرار أكبر بالسير على درب الشهداء والجرحى والانتصار لهم ولعدن خاصة والبلاد والعروبة عامة، حيث واصل الجميع من رجال الإمارات والمقاومة والجيش المعركة ضد ميليشيا الحوثي وصالح، وحرروا في غضون يومين إلى ثلاثة أيام بقية المديريات التي كانت واقعة تحت احتلال الميليشيات الانقلابية مديرية وراء أخرى كريتر والمعلا والتواهي.

ونوه بالروح القتالية العالية التي تميز فيها الجميع، حيث كان كل رجل منهم مستعداً للتضحية بروحه انطلاقاً من حرصهم جميعاً على الحفاظ على أرواح بعضهم، وتحقيق الانتصار وتحرير وتخليص سكان ومدينة عدن من قبضة وجرائم ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وهو ما تم ومن ثم واصلوا طريق الانتصارات بتحرير المحافظات المجاورة لعدن محافظة لحج وفيها قاعدة العند العسكرية ومحافظة أبين والتوجه صوب محافظة شبوة، وفي العمليات القتالية استشهد وأصيب عدد من رجال الإمارات والجيش الوطني والمقاومة في عدن والمحافظات المحررة المجاورة لها.