آخر تحديث :الخميس - 04 يوليه 2024 - 01:32 ص

اخبار وتقارير


لنخلص الى اتفاق سلام واخاء بين الجنوب العربي واليمن الشقيق

الإثنين - 05 فبراير 2018 - 12:11 ص بتوقيت عدن

لنخلص الى اتفاق سلام واخاء بين الجنوب العربي واليمن الشقيق

كتب / جمال مسعود*

دائما ماتنتهي النزاعات والصراعات حتى الحروب دائما ماتؤول نتائجها الى وقف اطلاق النار وانسحاب وعودة الى الشكل السابق قبل الحرب وعقد اتفاق سلام بين الطرفين المتنازعين ولن تكن اليمن مستثناة من هذا الاجراء الطبيعي في العالم ، فهي اليوم تشهد صراعا عسكريا طال امده هذه المرة وتوسعت دائرته وتعدى حدود الصراع فيه الى خارج الخارطة ودخلت فيه اطراف اقليمية ودولية بشكل مباشر وغير مباشر واستخدم في هذا الصراع ولاول مرة في تاريخ الصراعات الداخلية مصطلح الحرب الاستراتيجية من حيث نوعية السلاح وتحديد الاهداف الذي قد يتطور لتتوسع حلقاته لتصل بعيدا بالصراع نحو المجهول في اليمن والاقليم والعالم اجمع
لقد عانى الجنوب والجنوبيون خلال المراحل التاريخية حالات المد والجزر العدائية من قبل الاخ الاكبر والجار القريب الا وهو اليمن الشقيق وخلال فترات تاريخية متعاقبة شهدت المنطقة امام مرأى ومسمع الشهود التاريخيين حالات التمدد اليمني نحو الجنوب العربي والنظرة الدونية للجنوب والجنوبيين من قبل الاخوة في اليمن الشقيق ولا نستطيع ان ننسى العدوان الاخير على الجنوب سواء في حرب ما اطلق عليها اليمنيون بحرب الردة والانفصال ضد الجنوب والجنوبيون في العام ١٩٩٤ م او في العدوان الثاني لليمنيين ضد الجنوب وهو ما اطلق عليه بالحرب ضد الدواعش والتكفيريين في الجنوب كلها مجرد مبررات للاستقواء على الجنوب والجنوبيون ، فكلما وجد اليمنيون انفسهم امام خيار الجنوب في التحرر من الهيمنة والاستبداد والاستعمار اليمني لم يكن امامهم سوى الاخضاع للجنوب والجنوبيين بالقوة فتشن الحرب الطاحنة والمدمرة على الجنوب لهذا الغرض حتى تكتمل صورة الهيمنة والاستقواء اليمني في المنطقة والشاهد على ذلك صورة الاذلال والقهر الانسانية المرسومة في السواحل الغربية والمناطق الوسطى اليمنية التي تمارس ضدها سياسة التمييز العنصري المقيتة والمقنعة والتي جعلت من سكان تلك المناطق اشبه مايكون بالهنود الحمر في الامريكيتين ايام الكشوف الجغرافية وغزو البرتغاليين والاسبان لسواحل الامريكيتين الشرقية وسياسة التطهير العرقي التي مارسها البيض تجاه الهنود الحمر وحرب الابادة ، طبعا يختلف المشهد تماما عنه في اليمن ولكن الآلية وطريقة الاستعمار الجديدة والاستبداد المناطقي الطائفي لم تخفي آثاره الاشكال المنمقة للديمقراطية الزائفة في المناطق الوسطى والسواحل الغربية لليمن وهذا ماحاول تطبيقه زبانية النظام اليمني في الجنوب في مراحل التمدد والانكماش الاستعمارية للجنوب
تعاقبت الاجيال وهي تدرس في سجلات التاريخ المدونة للعدوان اليمني الدائم على الجنوب اسبابه ونتائجه ولا يكاد يخلو جيل من التجربة المريرة من العدوان اليمني على الجنوب واسوأ تلك الحالات العدوانية اليمنية والتي اخذت هذه المرة النفس الطائفي المقيت المدعي كذبا وزورا الدفاع عن المظلومية للمقهورين البسطاء في اليمن والجنوب وتحت هذا المبرر اجتاحت الدبابات والمدرعات و ساكني الكهوف شوارع المعلا وكريتر والتواهي واجبروا اهلها على النزوح القهري وهي الصورة الاولى والوحيدة في تاريخ المدينة منذ انشائها ان تخلو من ساكنيها ليستوطن فيها الغربان والكلاب والمستعمرين الحوثة اليمنيين الذين ارتكبوا ابشع صورة للعدوان على الجنوب عبر التاريخ وسجلت في صفحاته هذه الصورة بهذا المشهد المقيت ، وحتى تنتهي هذه المأساة التي تتجدد بين الفينة والأخرى ويستوحش الخصم اليمني. ويسل سيفه غازيا ميمما صوب الجنوب كل مرة فاتحا ناشرا راية الاسلام وقبلة آل البيت والدفاع عن الحسين والتصدي لاحفاد معاوية او محاربة التكفيريين او اي مسمى عصري حديث تصبغ بها ارض الجنوب بكل الوان العذر الاستعماري ليتجدد الغزو والاحتلال وحتى لاتتكرر المأساة ويحمل الحقد الاجيال جيلا بعد جيل ،، لابد من وقف اطلاق النار الدائم ورسم الحدود بين الجوار وعقد اتفاق سلام واخاء بين الجنوب واليمن الشقيق يحفظ للجارين الشقيقين التعايش بسلام وتبادل المصالح المشتركة وتمتين اواصر حسن الجوار وحفظ الكرامة والاخوة والدين والاحترام المتبادل وحق تقرير المصير واختيار طريقة الحكم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعامل بالاحسان بين الشعبين اليمني والجنوبي وحفظ اواصر العلاقات الاسرية وتمتين عراها وفق الشريعة الاسلامية والنخوة العربية والمروءة والحكمة اليمانية والاصالة العربية الجنوبية الزاخرة.
لنتفق على حقن الدماء وصون الكرامة وحسن الجوار وتبادل المصالح والنفع المشتركة ونقيم علاقات اخوية صادقة بعيدة عن الخسة والدناءة والمكر والخداع والاستقواء على الضعفاء والبسطاء ولنكن جارين عزيزين نحمي ظهر بعضنا البعض ولنضع السيف في غمده ولناخذ الشبكة نرمها في المحيط ولننتظر ما اعطى الله سبحانه وتعالى من رزق كل في شبكته وارضه وثروته ولنؤثر المعروف ولنحقق العدالة ولنستقم على الطريقة حتى نسقى بماء غدقا ولاينظر احدنا الى وعاء اخيه ليطمع بما فيه وليساعد منا الغني الفقير وليجبر السليم من الكسير ولايحقر فينا الامير الغفير وكلنا لآدم وآدم من تراب وليس منا من لايأمن جاره بوائقه ،،، فياأخي اليمني اوصيك بتقوى الله في السر والعلن فلان ابقى لك جارا وفيا احفظ قدرك واقبل عذرك.
خير لك ولي من ان اكون لك وتكون لي جارا لا اسلم شرك ولا آمن غدرك. ولا ارجو ذكرك. فالعاقل من سلم لنفسه وسلم بغيره والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. فكف يدك عني وتذكر ان لي يد ولسان وكلك عورات وللناس السن.
* رئيس الدائرة الاعلامية بنقابة المعلمين الجنوبيين