آخر تحديث :الأربعاء - 04 ديسمبر 2024 - 10:47 م

اخبار وتقارير


حزب الاصلاح يرهن #تعـز في معركة فرض شروطهم على الشرعية

الأحد - 15 أبريل 2018 - 10:35 ص بتوقيت عدن

حزب الاصلاح يرهن #تعـز في معركة فرض شروطهم على الشرعية

عدن تايم - العرب الدولية :

تعيش مدينة تعز جنوبي اليمن وضعا صعبا منذ سنوات بسبب رغبة إخوان اليمن في توظيفها ورقة بمواجهة جهود التحرير التي يتولاها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مدعومين بالتحالف العربي.

ويرفض حزب الإصلاح الإخواني أي مشاركة من بقية مكونات الشرعية في إدارة المدينة وتمثيلها عسكريا وإداريا، ويلجأ إلى التظاهر وحملات التشويه لفرض هيمنته على المدينة ذات التأثير الاستراتيجي في مستقبل معركة التحرير.

وفي أول رد رسمي على المظاهرة التي دعا إليها حزب الإصلاح وشارك فيها المئات من عناصر الحزب في تعز، حذر أمين أحمد محمود محافظ محافظة تعز في بيان له، السبت، مما وصفه بالأصوات المأجورة التي تحاول الاصطياد في المياه العكرة من خلال الإساءة إلى التحالف العربي لدعم الشرعية.

وأكد محمود على أولويات المعركة في اليمن التي تستوجب “الإيمان بأن اليمن ودول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات في خندق واحد”. وأضاف “إنه لخطأ جسيم بل جريمة نرتكبها في حق أنفسنا ووطننا ومستقبلنا أن نسمح لأي كان أن يشق صفوفنا ويسيء إلى تحالفنا مع أشقائنا”.

وكشف محافظ تعز في بيان له عن وجود ما وصفه بالطابور الخامس الذي يعمل ضد مصالح أبناء تعز ويسعى لإشعال الحرائق والفتن، لافتا إلى “أن تحرير تعز واليمن بأكمله لن يكون بالإساءة وتوجيه الاتهامات الزائفة لحلفائنا الذين هبوا لنصرتنا ولم يبخلوا بأموالهم ودمائهم في سبيل ذلك”.

وجاءت تصريحات محافظ تعز ردا على التظاهرة التي دعت إليها جماعة الإخوان في اليمن ممثلة بحزب الإصلاح، والتي دفعت بعناصرها إلى الخروج في مسيرات للتنديد بالتحالف العربي، ورفض ما تروج له وسائل إعلام الحزب مما تسميه توجها لإنشاء حزام أمني في المحافظة على غرار الحزام الأمني في عدن وكذلك رفض أي دور للعميد طارق محمد صالح في مواجهة الحوثيين.

الإخوان يعملون على افتعال المشكلات في محافظة تعز والحيلولة دون استكمال تحريرها، حتى استكمال مشروعهم الهادف إلى إحكام قبضتهم العسكرية والأمنية عليها

وتناغمت دعوات جماعة الإخوان المعادية لنجل شقيق الرئيس السابق الذي تشارك قواته في عمليات الساحل الغربي مع دعوات أخرى أطلقتها قيادات بارزة في الجماعة الحوثية، حيث أيد عضو اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين منذر الأصبحي في منشور له على فيسبوك خروج “مسيرات جماهيرية شعبية في معظم المديريات” لرفض ما أسماه “الحزام الأمني في تعز″. وهو ما يعكس وفقا لمراقبين تقارب الأهداف والتقاء المصالح بين الحوثيين والإخوان في هذه المرحلة.

واعتبر الصحافي اليمني محمد سعيد الشرعبي في اتصال هاتفي مع “العرب” من تعزّ أن المسيرات التي شهدتها المدينة ورفعت فيها شعارات لرفض وجود قوات العميد طارق صالح في سواحل تعز والتنديد بدعم التحالف العربي للرجل، تهدف في الأساس إلى ابتزاز محافظ تعز.

ونجح المحافظ في تفعيل حضور الدولة في المحافظة، بعد أن أثبت شجاعة نادرة بالعمل وسط ظروف صعبة، وبدأت ثمار جهوده في الظهور، منها، انتظام صرف مرتبات موظفي الدولة، وتجهيز إدارة الشرطة للقيام بواجبها في ضبط الأمن، والعمل مستمر في إعادة تقديم الخدمات كالماء والكهرباء.

وأشار الشرعبي إلى أن منظمي هذه المسيرات يرفضون أي جهود رسمية لإنقاذ تعز المنكوبة بتعزيز حضور ودور الدولة، ويعملون على المتاجرة بدماء الشهداء لخدمة مصالح حزبية، كما يريدون إبقاء المحافظة بين فكي كماشة ميليشيات الانقلاب وعصابات الانفلات حتى يتسنى لهم تحقيق أهدافهم الضيقة.

ويتهم العديد من المراقبين الإخوان بافتعال المشكلات في محافظة تعز والحيلولة دون استكمال تحريرها، حتى استكمال مشروعهم الهادف إلى إحكام قبضتهم العسكرية والأمنية عليها، إضافة إلى تكريس أنشطتهم الممنهجة في استهداف جميع القوى والتيارات السياسية الأخرى في المحافظة التي تحظى بنوع من الشعبية مثل القوى اليسارية والقومية والسلفية والتي باتت جميعها في مرمى الاستهداف الاخواني.

ويخشى إخوان اليمن من أي دور قادم للعميد طارق صالح الذي التحقت قواته مؤخرا بجبهات الساحل الغربي، وهو الأمر الذي يندرج ضمن سياسة إضعاف جميع القوى والتيارات والأحزاب اليمنية وتصفيتها حتى لا تشكل عائقا أمام طموحات الجماعة في مرحلة ما بعد الحوثي.

ويعمل حزب الإصلاح على ابتزاز خصومه السياسيين من خلال استدعاء الشارع اليمني بطريقة شبيهة لما حدث في احتجاجات العام 2011، غير أن مراقبين يرون أن مثل هذه الأساليب تلحق الضرر بالشرعية وأهدافها المعلنة وتشتت الجهود المنصبة في اتجاه مواجهة المشروع الحوثي.

ويعتبر المراقبون أن سياسة تثوير الشارع في جبهة الشرعية وتعميق الانقسامات بين مكونات الشرعية في سبيل تحقيق مآرب سياسية، تصب فقط في مصلحة الحوثي، إلى جانب كونها مراهنة فاشلة على خيار الشارع الذي أسقطه الانقلاب الحوثي في 2014 وهو ما قلص من خيارات هزيمة الحوثيين خارج إطار الحسم العسكري.