آخر تحديث :الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - 12:04 ص

كتابات واقلام


جمال الإختلاف

الإثنين - 29 يوليه 2024 - الساعة 10:26 م

م.نسيمة عبدالله العيدروس
بقلم: م.نسيمة عبدالله العيدروس - ارشيف الكاتب


لقد خلق الله كل شيء مضاداً و مختلفاً في قولة تعالى ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ) حتى لا نمل من التكرار و التشابة و الذي يفقدنا قيمة ما حولنا، وانطلاقاً من قولة تعالى (لتعارفوا) نجد أن الإختلاف وجد من أجل التعايش و التعارف و تقبل الآخرين لا من أجل الخلاف و الصراع.
يعد الإختلاف ثقافة و بما أننا نعيش في مجتمع واحد و متشابهون في التركيبة البيولوجية و نختلف في أفكارنا و آرائنا ، و لكل فرد منا فلسفته الخاصة به ، وهذة الفلسفة تختلف من شخص لآخر و هذا جزء من وعي الإنسان .
يظهر الإختلاف من الفرد ذاتة، لأن لكل أنسان أدواته الخاصة به و لا يقبل أن يكون نسخة للأخرين بشكل ما، و من هنا نلتمس التميز في المجتمع ، المجتمع الذي يحتضن أفراد ذات توجهات مختلفة وتمارس أنشطتها البشرية بأدوات مختلفة حينها سوف نلاحظ النمو و الازدهار بشكل ملحوظ، خلافاً بالمجتمعات التي تمارس القمع و الهيمنة ضد الإختلاف الفكري للاخرين.
أن الأشخاص الذين يحملون أفكاراً مختلفة لاتتناسب مع فلسفتنا ، لا يعني أنهم أعداء لنا ، بل أن قبول اختلافهم يثري مجتمعنا و يضيف سمة التميز والتجدد.
أن الحياة بنيت على الاختلاف وجمالها يكمن في الاختلاف لا في الخلاف ، و كلما كنا مختلفين كنا أكثرّ تنوعاً لنعكس الجمال الإلهي في خلق هذا الكون. جميل جداً أن يتعايش الجميع سوا الأحزاب السياسية ( المؤتمر، الإصلاح ، الفومين، الحراك..) والأطياف الدينية بمختلف المذاهب، لأن قيمة الحياة تكمن في (الإنسانية) و تسمو بقوة الإيمان بالله سبحانة و تعالى لا باختلاف أفكارنا ومعتقداتنا.
لنجعل اختلافنا رحمة لتحقيق رسالتنا البشرية،
قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].
لذا... " لنختلف حتى نتميز "