آخر تحديث :الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - 08:47 ص

كتابات واقلام


ياإلهي.. ماالذي جناه الجنوبيون حتى يعدم بالمادة السابعة؟

الجمعة - 02 أغسطس 2024 - الساعة 05:55 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


دخل الجنوب في وحدة مع صنعاء الكروب بحسن نية صادقة كما يقول صاحبها علي سالم البيض وبإندماجية قاتلة كتمت روح الشعب وخنقت الهواء فلوثته بأخطر المواد التي تفسد العقول وتشيبه قبل البلوغ الى مرحلة الشباب بمناهج تهلك الاجيال في طريقة فكره وتفكيره وفهمه، وتعيده الى الجاهلية من جديد، بمفاهيم الولاء بصبغة القدسية للبشر وللعبودية للمخلوق والتباهي بالقبلية العارية عن العادات والاعراف المتعارف عليها بثأرات حرمها الاسلام الذي أرتضاه الله على أمة خير البشر سيدها محمد عليه الصلاة والسلام ذو السمو الرباني في الخلق والمعاملة والوفاء وروح التكاتف والأخوة الأقوى من رباط الدم.. لم نجد من الوحدة إلا الجاهلية العمياء والعنصرية تحت مسميات تسويقية لاجل الغنى وفي حروب لم تتوقف ومعاهدات واتفاقيات مستهلكة، وما تلك الأبواق إلا مصائد للاصطياد لشعب يعمل على تجويعه وإفقاره وإلهائه عن وطنه وذاته وابعاده عن مايجب ان يكون عليه من بناء ورقي ونماء.
لقد لمس الشعب بالجنوب مالم يتوقعه من إهانات وتشريد نتيجة نزاعات أقليمية لا يد له فيها أحرمته مصدر رزقه وصار يسمع عن مصطلحات جديدة تدخل حياته وتصنيفات تحدد موقعه وتحركاته لم تكن موجودة بالقواميس اللغوية المتعددة من نازح الى عائد قسري، ومن مهاجر الى لاجئ، ومن فاقد الى مشرد.. تعددت المصائب بإسم المعاناة القاسية، فتدخلت مالم يعرفه من قبل من استغاثات طارئة مرة وإحتياجات إنسانية مرة أخرى في تطور تسولي بمفاهيم وتعاريف دولية لاهداف وغايات بعيدة المدى، وأمن غذائي وانعدام أمني، وهدم مابني وحفاظ على التراث وضياع للثروات الطبيعية من معدنية وسمكية وزراعية وبشرية واستنزاف للمخزون بشكل بشع لاختراق أمنه القومي فأصبحت المنظمات الدولية تمتلك الخرائط والأطر والأحداثيات، ففقد الجنوب السيادة والامان وعاش الفساد والرشوة والفرقة والقبلية والطبقية.

ماالذي جناه الجنوبيون من وحدة الهوى الحزبي غير الكارثة وطغيان صنعاء على عدن وإلتهام حضرموت الشهية وانقلاب الحوثيين على الشرعية والاعتداء والتهديد على جيرانه ومن اصدار مجلس الأمن للمادة السابعة وابتلاع الجنوب لموادها وتسميمها بأفكار مذهبية وعقائدية وتسميته بالانفصالي، انفصال الفرع من أصله كما اسماه حسين الاحمر الدحباشي وأطلقه ؟ ما هكذا يكون الاحسان ياطغاة الهمجية والغدر والابتلاع، والنوايا والحقد والفيد والجزية .. كفانا مديح، فخذ أطباقك وموادك السبع المهلكات، فإن الصبر قد نفذ.. فالذي ليس لي ارفضه فخذه واعطي كل ذي حق حقه.لقد رأى الجنوب ما رأى وشاهد كما لم يشاهد ما قبله.. فالأسود العنسي ليس من اصله فدياره بصنعاء حيث كعبة أبرهة قبلته وقبلة من ادعى النبوة وآمن بالمجوس ومسيلمة الكذاب والولاية فما أشبه اليوم بأيام الردة.

ياإلهي.. إن الجوع فتاك، للبيوت قد غزاها ورفع الستار عنها فأصبحت مكشوفة ويتجرع الجرعات بلا إذن ولا ذنب اقترفه.. أهكذا تكون الاستجابة الإنسانية والتنمية المستدامة؟ فأي حرب نحن فيها، واي صنف من الأسلحة نواجهها؟ فهل في المادة السابعة بنودا تجويعية للطرف الآمن وبنود أمن وحماية لمن كان له شأن بالانقلاب؟ فما شأن الجنوب بالمادة السابعة وأخواتها؟! فهل لمطالبه في نفطه سببا في تجرعه للجرعات المتتابعه، أم أن لوجودها ملزم؟

حان للجنوب أن ينهض قبل الامور ان تفلت، ولابد لوادي وصحراء حضرموت ان يتحرر من الغريب الجاثم ويرحل.. كفى حضرموت وكفى الجنوب سياسة (هته في هته) منذ التسعينات.. وكما قال الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي:(إن حضرموت تنتظر منكم دور.. حضرموت يجب أن تنتزع حريتها انتزاع كما ينتزع الروح من الجسد قال تعالى: *يؤتي الملك من* *يشاء وينزع الملك* *ممن يشاء*.) مبدأ ودرس من القائد يجب استيعابه وفهمه ليس على حضرموت فقط وإنما على الجنوب كله من باب المندب الى المهرة.. فلا حل أمامنا إلا بالانتفاضة الشعبية بدون توقف حتى إستعادة الدولة وكامل الحقوق رافضين جوع كلبك يتبعك.

فهل يكون الجنوب على موعد وتصبح الديار كما نعهد وتعهد؟