آخر تحديث :الإثنين - 16 سبتمبر 2024 - 01:45 م

كتابات واقلام


تصيّد الأخطاء هل لدوافع مهنية أم لأمراض وأغراض شخصية؟!

الأربعاء - 04 سبتمبر 2024 - الساعة 02:46 م

حسين المحرمي
بقلم: حسين المحرمي - ارشيف الكاتب


• تصيد الأخطاء.. مِعول هدم لا بناء

في الآونة الأخيرة، هناك بعض الأشخاص والنشطاء للأسف الشديد تعودوا على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ وسيء للغاية، فربما إذا مر يوم بدون أن ينتقد أو يسب أو يشتم أو يجرّح أو ينقّص من جهود أحد، أو يفرّغ طاقته السلبية لن يستطيع أن ينام إطلاقاً، حتى إذا اضطر الأمر ووصل به الحال إلى أن ينتقد نفسه، وأهل بيته.

هؤلاء الأشخاص للأسف الشديد تفشّت فيهم هذه الظاهرة السيئة بشكل كبير جداً، وصار الانتقاد والتشهير والتجريح وجحد الجهود، وجلد الذات بالنسبة لهم كغذاء يومي أو شربة ماء لا يستطيعون الحياة بدونه، بل إن بعضهم يتمنى أن يُهدى له في عيد ميلاده "موضوعاً أو شخصاً أو جهةً" يستطيع أن يفرغ شحنته فيه، طبعاً ليس شرطاً يكون الموضوع يستاهل الانتقاد أو لا، وليس أيضاً من الضرورة التأكد المسبق من صحة المعلومة، وهل كان الخطأ مقصوداً، ولا معرفة الأسباب كذلك، أو هل تم حذف الخطأ وتعديله.... أبداً ولا شيء من هذا القبيل، المهم أنه ينتقد ويجرّح ويركب الموجة، وحصل على جماعة "لايكات"، ويكسب شهرة على حساب غيره.

إلى درجة أن بعضهم اشتهر أنه لسان وناب لا يستحِ ولا يخجل ولا يخاف من حساب ولا عقاب ولا ينحرج من صديق ولا قريب، وينصب ويفرغ نفسه لهذه المهنة، ومن لديه مشكلة أو موضوع أو تصفية حسابات شخصية لا يذهب إلى محكمة ولا شرطة ولا شيء من هذا القبيل، بل يذهب إلى متصيد الأخطاء هذا فقط، ويعرف منشوراً وتجريحاً وقذفاً وأكثر مما قد يخطر على باله!

أما المستثمرون للأخطاء المتصيدون للزلات لأغراض وأهداف سياسية وشخصية فهم أنتن فئة من هؤلاء، لأنهم يقعون في جريمة التشهير، وذنب تزييف الحقائق وخلط الأوراق على عامة الناس، وما أكثر هؤلاء كذلك، لا كثرهم الله.

فعلى كل من يجد نفسه قد وقع في هذا المستنقع الخطير أن يراجع نفسه، وأن يكون معول بناء لا هدم، وأن ينشغل كل منا بأخطائه ويعمل على تصحيحها، لا أن يقتنص القذى في عين أخيه، والجذع في عينه مستقر وهو لا يراه، طبعاً أقصد من وقع في هذا المستنقع بدون قصد، أما ذباب النجاسة فيُستحال إقناعهم بأن الفاكهة والثمار خير من القمامة!

رسالتي الأخيرة، إلى الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي ونقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، وخلاصتها مقولة: " إن من أمِن العقاب أساء الأدب"، أي لابد من تفعيل مبدأ العقاب والحساب على كل من يتطاول على أحد بدون وجه حق، فكما أن الهيئة والنقابة مطالبتان بالدفاع عن منتسبيهما، كذلك لابد من محاسبة كل من استخدم هذه المهنة لأغراض شخصية متنافية مع الأخلاق المهنية والوطنية، فليس من الحرية الوقوع في أعراض الناس والتشهير بهم وإشعال الفتن والمناطقية، ولابد من وضع حد لهذه المهزلة.
*#حسين_المحرّمي*