آخر تحديث :الأربعاء - 04 ديسمبر 2024 - 11:12 ص

كتابات واقلام


الحوار الموضوعي مع الوزير العماني

الأحد - 20 أكتوبر 2024 - الساعة 12:28 ص

د. حسين العاقل
بقلم: د. حسين العاقل - ارشيف الكاتب


قبل اكثر من خمسة اعوام وتحديدا في عام 2019م، دار بيني وبين وزير الموارد المائية بسلطنة عمان، اثناء مشاركتي في المؤتمر العربي للموارد المائية الذي عقد في مسقط، حوار ساخن حول واقع المهرة حينذاك، حيث قال بتباهي وكبرياء ان المهرة عمانية وقد عاد الحق لأهله، فقلت له بتحدي ان اقليم ظفار وعاصمته صلالة تعد تاريخيا ارض جنوبية وسوف تعود بمشيئة الله لأهلها.

فرد عليٓ متهكما انتم تحلمون بعودة الجنوب ورئيسكم (علي صالح) قد باع واستلم الثمن، ولن تستطيعوا تحقيق اهوائكم السياسية الفاشلة.

فقلت له باختصار، أنتم شعب محرومين من الشعور بالحرية والعزة والكرامة، وتعيشون تحت حماية خارجية، وليس بوسعكم أن تبسطوا سيادتكم على ارض ليس لكم فيها حاضنة شعبية، ولا يوجد لكم مع المهرة لا علاقة سياسية ولا اجتماعية ولا اقتصادية، وكل ما تربطكم بها هي عمليات التهريب للمحرمات والممنوعات.

وبعد ان افحمته بالادلة الموضوعية، وذكرته بوقائع معركة 1973م، ونتائجها التي لولا تدخل الجيش الايراني لكانت دولة الجنوب قد حررت اقليم ظفار وتم لها استعادته.

وحينما لم يجد اي مبرر منطقي بالرد، فقد اشتط غضبا قائلا: أنتم إرهابيين وتدعمون العناصر الإرهابية وتفرضون سياستكم الثورية على غيركم، بدليل دعمكم اللوجستي للجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي، ومن هذه الأعمال التخريبية التي تحتم علينا في سلطنة عمان ان لا نسمح لكم باستعادة دولتكم التي تطالبون بها.

فقلت له: مهلا يا صديقي ليس بمقدوركم أنتم ولا غيركم أن تقفوا في وجه الثورة الجنوبية وحراكها السلمي، وما عليكم إلا أن تحرصوا على دعم قضية شعب الجنوب، ولا ترتكبوا تكرار شطحات الماضي السياسية، ومن الأفضل لنا ولكم ان نتعظ من عيوب الماضي ونعمل على فتح صفحات نظيفة من العلاقات الأخوية، القائمة على حسن الجوار واحترام علاقة المصالح المشتركة.
وفي نهاية الحوار توصلنا إلى ما يشبه الاتفاق الضمني، على ان نترك لمجريات الأحداث ان تفعل فعلها والأيام بيننا.

فها هي المهرة اليوم وشعبها العظيم تؤكد على هويتها الجنوبية بكل جدارة ومهابة وشموخ، وبذلك تكمن الموضوعية وتترسخ معاني الحقيقة.