آخر تحديث :السبت - 16 نوفمبر 2024 - 11:13 م

كتابات واقلام


شعب الجنوب بين ارهاب الفساد وارهاب قوى العدوان والظلام

السبت - 16 نوفمبر 2024 - الساعة 09:24 م

اللواء علي حسن زكي
بقلم: اللواء علي حسن زكي - ارشيف الكاتب


ان مسرح عمليات ارهاب الفساد:شفط الدولار على صورة مرتبات ومافي حكمها للقيادات العليا ومادونها وبقية الهيئات الاخرى وعلى صورة اعاشه لمن هم في الخارج ايضاً وبأرقام مُهًّولَه وهناك العبث باموال المرتكزات الاقتصاديه الايراديه والخدميه وتحت غطاء مشاريع وهمية،كذلك شبهات عن فساد في عدد من المؤسسات والمصالح العامه،تفاصيل أوفر تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الأهليه واخره ما ورد في الصفحه الاولى من صحيفة الأيام الغراء المواكبه للحدث ابداً في عددها يوم الاربعاء الماضي ١٣ نوفمبر تحت عنوان ((فاسدون يبدَّون اموال مصافي عدن بمشروع محطة كهرباء وهميه))تُحقَّق فيها نيابة الاموال العامه، وماورد ايضا حول تقارير الجهاز المركزي للمحاسبه لرئيس الحكومه بنتائج تفتيشه على المؤسسات والمصالح العامه واحالة تقارير إليه من رئاسة الحكومه ايضا،لقد انتج وضع هكذا تدهوراً في الحياه المعيشيه والخدميه كنتاج لتدهور قيمة العمله المحليه مقابل ارتفاع قيمة عملة الدولار ومعه ارتفاع اسعار المواد الغذائيه والتموينيه والدوائيه والملابس والوقود والمحروقات وبصوره غير مسبوقه وايصال الناس الى حافة كارثة المجاعه،هناك من يبحثون في القمامات عن بقايا فتات طعام يسدون به رمق جوعهم!،فضلاً عن خروج طاقة الكهرباء عن الخدمه لعدم توافر الديزل وبصوره مستمره،التفاصيل عَامه يطول شرحها بما هي اكثر من مؤلمه ويكفي القول ان الطماطم والبصل والبطاطس والبسباس الاخضر! يتم استيرادها من الخارج بالعمله الصعبه!،أيام دولة الجنوب كان الامن الغذائي والبسباس! متوافر وفي متناول العامه وباسعار تناسب مع مداخليهم كان الدينار الجنوبي يساوي٣ دولار وعند الدخول في الوحده عام ١٩٩٠م كان الدينار يساوي ٢٦ريالاً يمنياً اي ان الدولار يساوي ٨ ريالات،اليوم تجاوز حاجز ال٢٠٠ ريال وعليه يقاس، وحدث لا حرج،والغريب العجيب ان يتم الفساد في ضل شكوى الجهات الحكوميه عن جفاف في توافر الدولار في البنك المركزي وأثره على تغطية الاستيراد وعلى بقية متطلبات الحياه الاخرى وفي ظل شكواها ايضا من جفاف في السيوله واثره على دفع المرتبات وعلى دفع المرتبات وعلى نفقات الخدمات العامه فضلاً عن مناشدتها الجهات المانحه.
.أن مسرح عمليات ارهاب قوى العدوان والظلام حالياً:وادي عومران شرق أبين وقد وصل تخادم تلك القوى حد الافراج عن قيادات وعناصر ارهابيه كانت محتجزه في سجون صنعاء والدفع بهم للتوجّه جنوبا مترافقاً مع دعم عسكري ولوجستي وتدريب على المسيرَّات والاسلحه الثقيله تفاصيل اوفر نشرتها صحيفة الايام في صفحتها الاولى سالفة الذكر تحت عنوان((صفقه جديده بين الحوثيين والقاعده تنسق لهجمات في الجنوب))متزامناً ذلك ايضا مع اكتشاف عناصر مُتَحَوَّثهْ في بعض مديريات الجنوب وخلايا في العاصمه عدن للتخريب وارسال الاحداثيات.
.ان القاسم المشترك بين ارهاب الفساد وارهاب قوى الظلام هو استهداف ابناء شعب الجنوب وارهاق ارواحهم وإذا كان هناك من فارق بينهما فهو ان الفساد يستهدف ازهاقها بالموت البطيئ من خلال فَرْضْ واقع الأفقار والعوز والتجويع والمعاناه،فيما ارهاب قوم الظلام يستهدف ازهاقها بالموت السريع من خلال الصواريخ والطائرات المسيره والعمليات الارهابيه الانتحاريه بالسيارات المفخَخَّهْ والاحزمه والاحزمه الناسفه وبالتفجيرات وزرع العبوات الناسفه،وحاصل الجمع بين ارهاب الفساد وارهاب قوى الظلام إبادة النفس البشريه وكل الطرق تؤدي الى المقبره!.
.ولئن كانت محاولات قوى الارهاب والظلام اختراق الحدود والمناطق الجنوبيه وبهدف التّمدد والوصول الى العاصمه عدن ولحج وادي عومران شرق ابين مثالاً،يتم مواجهتها بصمود واستبسال وثبات القوات العسكريه والامنيه الجنوبيه ومحاصرتها لتلك القوى في جحورها فضلاً عن اكتشاف عناصرها المتحَّوثه في بعض المديريات وخلاياها في العاصمه عدن كما سلف استعراضه فان التصدي لارهاب الفساد وتجفيف منابعه وهواميره يتطلّب صحوه شعبيه ومتجمعيه مدنيه وسياسيه ونخبويه جنوبيه وادارة عجله النضال السلمي المدني والحضاري وباشكاله واساليبه المختلفه(العوده للشارع) كحق شرعي وقانوني في حرية الرأي والتعبير رفضاً للفساد والافقار والتجويع وتمسكاً بحق الحياه الحره والعيش الكريم.