آخر تحديث :الأحد - 24 نوفمبر 2024 - 02:35 م

اخبار وتقارير


رئيس الوزراء يعطي الأولوية للإصلاحات السطحية على القضايا الحقيقية

الخميس - 15 فبراير 2024 - 04:05 م بتوقيت عدن

رئيس الوزراء يعطي الأولوية للإصلاحات السطحية على القضايا الحقيقية

عدن تايم/حافظ الشجيفي

في تعميم أصدره رئيس الوزراء المعين حديثا أحمد بن مبارك، تم التركيز على إجراءات برتكولية تافهة لا تقدم ولا تؤخر شيئا بدلا من معالجة الأزمات الحقيقية والمعاناة الملحة التي يواجهها الشعب . وشدد التعميم على بعض الاجراءات فيما يتعلق بالبعثات الدبلوماسية ووضع قيود على مشاركة الوزراء في الفعاليات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يشترط أن تكون تذاكر السفر لجميع المستويات الوظيفية في الدولة على مقاعد الدرجة السباحية للطيران لكن هذه الإجراءات لا ترقى الى مستوى معالجة القضايا الحرجة مثل أزمة الوقود، ومشاكل الكهرباء، وارتفاع الأسعار، وتاخير صرف الرواتب وتدهور الخدمات والرعاية الصحية والتعليم والبسط علي الاراضي والمتنفسات والاختلالات الامنية والفساد المستشري في كل مرافق الدولة بوضوح والجبايات والرشوة والمحسوبية ومعايير التوظيف والوساطات والبطالة وحمل السلاح وتعدد الاجهزة الامنية والبلطجة والتكاليف الضريبية التي انهكت المواطن وسوء الادارة وغياب العدالة وانخفاض الاجور وكثيرا من الازمات والمشاكل المدمرة. ما ترك الشعب يتساءل عن أولويات الحكومة والتزامها بالإصلاح الحقيقي.

التدابير السطحية:

وشدد التعميم الصادر عن رئيس مجلس الوزراء أحمد بن مبارك على ان يكون تكليف البعثات الدبلوماسية للمشاركة في الأنشطة الخارجية، مشروطا بإبلاغ الجهات المعنية بالنتائج التي تتمخض عن ذلك. وفي حين أن المشاركة في الأحداث والفعاليات الدولية يمكن أن تكون مهمة للعلاقات الدبلوماسية، فمن المحير أن مثل هذه التدابير لها الأسبقية على معالجة الأزمات العديدة والعميقة التي تعاني منها البلاد. حيث يعاني الشعب من صعوبات يومية، بما في ذلك ارتفاع اسعار الوقود والمحروقات والكهرباء غير الموثوقة وتعرفتها الباهظة رغم غيابها وتكاليف المواصلات والارتفاع الكبير في الأسعار، وانهيار العملة المحلية الأمر الذي يتطلب اهتمامًا فوريًا وحلولًا فعالة.

مشاركة وزارية محدودة:

وهناك بند آخر في التعميم يقيد مشاركة الوزراء في المجالس الوزارية العربية، بشرط موافقة الحكومة اولا. وفي حين أن هذه التدابير قد تكون محاولة لممارسة السيطرة وتبسيط عمليات صنع القرار، إلا أنها لا يمكن ان تساهم في تلبية الاحتياجات الملحة للشعب . إن الحد من المشاركة الوزارية لا يقدم نتائج ملموسة لمن يعانون من ضائقة اقتصادية، كما أنه لا يقدم حلولاً قابلة للتطبيق للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن.

تذاكر السفر على الدرجة السياحية:

وفي محاولة لإظهار صورة التواضع والحرص والتقشف، ينص التعميم على أن تكون تذاكر السفر لجميع المستويات الوظيفية في الدولة على مقاعد الدرجة السباحية. وفي حين أن تدابير خفض التكاليف ضرورية خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، فمن المشكوك فيه ما إذا كان هذا الإجراء سيكون له تأثير كبير على الوضع المالي العام للبلاد. ويتوقع الشعب أن تعالج حكومته الأسباب الجذرية للأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدمية المختلفة، بدلاً من التركيز على التغييرات التجميلية التي لا تلبي احتياجاته المباشرة.

أولويات في غير محلها:

إن الطبيعة الترقيعية للإجراءات الواردة في التعميم تعكس عدم فهم خطورة التحديات التي يواجهها الشعب . إن فشل الحكومة في إعطاء الأولوية لأزمة الوقود، ومشاكل الكهرباء، وارتفاع الأسعار، وانهيار العملة وتاخير الرواتب وانخفاض الاجور وغيرها من المشاكل الملحة هو أمر يثير القلق العميق. ومن خلال تحويل الانتباه إلى الإصلاحات السطحية، يخاطر رئيس الوزراء بالمزيد من تنفير الشعب وتقويض ثقته في قدرة الحكومة على إحداث تغيير حقيقي.

وختماما فإن تعميم رئيس الوزراء أحمد بن مبارك، بتأكيده على البعثات الدبلوماسية والمشاركة الوزارية المحدودة، وتذاكر السفر بالدرجة السياحية، اجراء لا يرقى الى مستوى التحديات الملحة والمعاناة التي يعيشها الشعب . إن تجاهل الحكومة الواضح لأزمة الوقود، ومشاكل الكهرباء، وارتفاع الأسعار، وتأخير الرواتب وتردي الخدمات والاتصالات وانهيار العملة ..والخ يثير الشكوك حول التزامها بالإصلاح الحقيقي. إن الشعب يستحق حكومة تعطي الأولوية لرفاهيته وتحسبن ظروفه ومستويات معيشته وتلبي احتياجاته الملحة، بدلا من التركيز على تدابير سطحية لا تخفف من معاناتهم.