آخر تحديث :الخميس - 21 نوفمبر 2024 - 11:54 ص

كتابات واقلام


البحث عن شجاع يكتب..!

الخميس - 21 نوفمبر 2024 - الساعة 10:35 ص

علي سالم اليزيدي
بقلم: علي سالم اليزيدي - ارشيف الكاتب


تسكب علينا المواقع المتسارعة اقاويل وحكايات ،الطري منها والفاسد وهذه الماكنات تشتغل دون توقف طبعا ،كلا يصف كيف انفجر الوضع ،او يوم قتلوا فلان وسيق الئ موقع الفلاني ،والبعض يحكي كيف دفنوا المناضل فلان سرا ،وتنهال اقاويل حول ماحدث في اختفاء شخصيات كبيرة وماجرئ من تٱمرات فيها،كلا يروي حكاية بها نصف سطر صح والباقي هرولة لا صدق ولاكذب ولاقريبة مما كان ،بل في معظم الاحيان تثير الشكوك وتظهر مبررات تافه او سيناريو حزين مأخوذ من فيلم هندي ابيض اسود .

لاتوجد حقائق تظهر ولو لاهالي الضحايا في الصراعات بعض الوقائع التي تريح قلب او تهدأ نفس،مما حدث من قسوة وظلم طوال فترة الصراع والقتال والتنازع علئ الحكم في الجنوب من يوم الاستقلال الئ نهاية النظام الحاكم في الجنوب واندماجه مع الشمال في 1990م.

كل مايروى مكرر وضعيف من حيث المقارنة بالحدث والقتل او التغييب او القسوة التي تمت، من كان يأمر ،وكيف يتم التنفيذ من حكم واعطئ حكمه اين الدليل والاوراق والملفات المخابراتية والسرية اين اخفيت في اي سفارة او جهاز خارجي ، كل ما نعلمه هو من احاديث سربت قبل سنوات وتدحرجت وحين انكشف سقف الدار وغادرت القوئ الحمراء القديمة اضيف اليها من كل شئ عينه وكبرت ،بل وتحشئ بالتهويل او طرح الاسئلة من دون جواب وهذا عمل مخابرات لتضييع اللوم او تفريق الفعل بين اطراف اختفت مع الزمن.

من القصص التي لاتعقل ان جاهلا او اميا كان طرف في قتل لرئيس دولة ،وان مناضلا كبيرا شغل منصبا مهابا في حكم عدن ولعب دورا في اسقاط خصوم ،يصبح مطاردا وخائفا وينشد الامان من غيره ثم يختفي ولايدري لااهله ولا الحكم ولا من يحكم كيف حدث ماحدث، وهناك حكايات ترمئ علئ روايات لسفارات او اشخاص هربوا حول مادار ومن اقصي ذلك النهار ومن جئ به دون علمه.

اثناء وجودي في موسكو مابعد ازمة حكم في عدن ومغادرة الرئيس والامين العام للحزب عبدالفتاح اسماعيل وكنت ممن رافقه بحضرموت قبل عزله باشهر ،وعشت ايام تصادم المؤيدين والمعارضين هناك ،ومن ليلة وصولي فاجأني احدهم بسؤالي هل انا ناصري ام فتاحي، وصدمت لان القادمين من حضرموت ليسوا بعمق الصراع الذي تعيشه عدن ومستهلكي السياسة وجعلته خبزها اليومي، وحاولت ان اتحدث مع اشخاص من كل الاطراف ابحث عن معلومات فاذا الامر مجرد صراع علئ الكرسي او المقدم كمانقول ، والحقيقة يصعب للباحث والمتقصي وحتئ الجاسوس ان يجد قصاصة تقوده الئ سبب الخلافات او سبب المحاكمات وقساوة احكامها وحين تمر السنين تجد ان الامر لم يكن يستحق كل هذا وكل ماهو مجرد صداقات حسبت ودسائس ورغبة سفارات ليس الا.

وعشت ايضا وللامانة ماقبل عودة عبدالفتاح اسماعيل الئ عدن ورغبته في ذلك وقلت لنفسي يومها ودون ان افصح لااحد ولكن كتبته في احد مقالاتي في صحيفة الايام ذات مرة ،ان الرجل رايح في مهب الريح او كما قال المثل (ان الردة تقتل الذيب) ثم عشت ايام كارثة يناير ومادار هناك وكيف انقسمنا في السفارة وطلاب واصدقاء ورفاق وصرنا اعداء من دون سبب ولايملك احدنا مبررا منطقيا يدفعه لان يخاصم زميله او يقف خصما له ،ولكن هذا حدث وبماحمل من وقاحة ودناءة لادخل للااخلاق بها ولا للمروءة لامن بعيد ولامن قريب.

كل الاشاعات التي ترمئ هي مضرة بكل تأكيد للجيل الجديد ،واثارة كراهية لالزوم لها نحو صناعة حياة راقية يتعايش فيها الاطراف وكلا يجب ان ينسئ عكازه،وللاسف من يثير من هذه الاقاويل القصد هو تسميم الاجواء وخنق التنفس وتضييق مساحة التعايش والافق الذي لم يعد ملك لذكريات بشعة او اشخاص او بقايا يجب ان ترمئ في مزبلة التاريخ.والعبرة في دول تجاوزت هذا مثل رواندا وافريقيا الوسطئ وجنوب افريقيا والبوسنة.

علي سالم اليزيدي