المشكلة الاهم التي تواجه حكومة "بن مبارك"
بناءا على البيانات التي اعلنها محافظ البنك المركزي في لقائه الاخير، يمكن تلخيص المشكلة الاهم التي تواجه حكومة ( بن مبارك)، بالتالي :
1-- يبلغ متوسط الايرادات الشهرية للحكومة الشرعية الموردة الى البنك المركزي عدن في الاشهر الاخيرة حوالي ( 26 مليار ريال ).
2 -- يبلغ متوسط الانفاق الشهري على ( الاجور والمرتبات وما في حكمها ) حوالي ( 88 مليار ريال ).
3 -- يبلغ متوسط الانفاق التشغيلي الشهري، للحكومة الشرعية، حوالي ( 20 مليار ريال ).
4-- يبلغ متوسط الانفاق الشهري على الكهرباء، حوالي ( 96 مليار ريال ).
ملاحظة :
يبلغ متوسط الانفاق الشهري على (( الاعاشه ))، ( 12 مليون دولار ) تقريبا، -- لم يتحدث عنها محافظ البنك المركزي
5-- يتم تغطية ( العجز )، في الميزانية الشهرية -- حوالي ( 178 مليار ريال ) --. من خلال بيع حوالي ( 120 مليون دولار شهريا )،-- في 4 مزادات اسبوعية --، وذلك بالسحب من ( الهبة السعودية )، المخصصة لدعم ميزانية الحكومة الشرعية -- جاءت لتغطيه ( العجز ) الناتج عن توقف ايرادات تصدير النفط والغاز، نتيجة هجمات ( الحوثي ) على موانىء حضرموت وشبوه --.
6-- حولت المملكة العربية السعودية الدفعة الاولى من دعم الميزانية، بمبلغ ( مليار ريال سعودي )-- حوالي ( 266.7 دولار ) --، في 3 اغسطس 2023م. باستخدامها تم تغطية ( العجز ) في ميزانية الحكومة الشرعية لمدة شهرين ونصف تقريبا.
7-- بانتهاء الدفعه الاولى، من ( الهبة السعودية )، توقف البنك المركزي عن تنظيم المزادات الاسبوعية لبيع العملات الاجنبية من31 اكتوبر 2023، الى 24 يناير 2024م. اي لمدة ( 85 يوم ). وتوقف المزادات ادى الى التالي :
أ-- انخفاض العرض من العملات الاجنبية في السوق.
ب-- انخفاض احتياطيات البنك المركزي من العمله المخلية ( الريال ). وبذلك انخفض مستوى السيولة لديه. وبالتالي تعثر الدفع المنتظم للرواتب والاجور.
8-- لتغطية الطلب على ( السيولة المحلية ) اضطر البنك المركزي الى انزال ( بنكنوت ) من ( فئة 200 ريال ). ولكون ( فئة 200 ريال )، غير مرغوبا بها. فان سرعة دورانها تكون اعلى -- ( قانون جريشام )--،
9 -- وهكذا تظافرت عوامل نقص العرض من العملات الاجنبية -- توقف المزادات -- مع زيادة الطلب عليها، من اجل تغطية استيراد متطلبات رمضان، وعيد الفطر المبارك. عززت ذلك، الزيادة في ( السيولة المحلية ) الناتجه عن انزال عمله سيئه ( فئة ال 200 ريال ).
فكان من الطبيعي ان يرتفع سعر صرف الدولار ليتخطى (حاجز ال 1500ريال ) ، ثم ( حاجز ال 1600ريال )، ويقترب من ( حاجز ال 1700ريال )، للدولار.
10-- باستلام الدفعه الثانية من ( الهبو السعودية )، عادت مزادات البنك المركزي لبيع العملات الاجنبية، وبالتالي تحسن مستوى العرض من العملات الاجنبية. وكذا تحسن مستوى ( السيولة المحلية )، من ( الريال ) لدى البنك المركزي. وبالتالي سوف تتحسن قدرته على دفع رواتب واجور موظفي الدولة .
ومع حلول شهر رمضان المبارك، سوف تزداد تحويلات المغتربين لذويهم وبالتالي سيزداد العرض من العملات الاجنبية.
لذلك -- ان لم يظهر طارىء -- فاننا نتوقع انه مع حلول شهر رمضان المبارك، سوف يستقر سعر الصرف ثم يتراجع قليلا باذن الله.
11-- ستعود المشكلة الى الظهور بعد شهرين ونصف تقريبا. وذلك بسبب ( زيادة الطلب ) على العملات الاجنبية، لتغطية نفقات حجاج بيت الله الحرام، واستيراد متطلبات عيد الاضحى المبارك، و( نقص العرض ) من العملات الاجنبية، بسبب انتهاء الدفعه الثانية من ( الهبة السعودية ).
ستعالج المشكله ( موقتا ) باستلام الدفعه الثالثه، من ( الهبه السعودية )، وزيادة تحويلات المغتربين مع عودة حجاج بيت الله الحرام....
وهكذا دواليك، ستستمر المأساة، تتكرر، مرتين الى ثلاث مرات سنويا. وسنظل ندور في ( حلقة مفرغة ) من ( التكرار الحلزوني المتفاقم)، لازمات تدهور سعر صرف العملة المحلية. ولن يتوقف دوران ( حلقة الافقار ) هذه، الا اذا امتلك ( بن مبارك )، الجرأة والشجاعة والرؤية الصائبة، لكيفية التخلص من ( الثقب الاسود لدعم الكهرباء)، و ( الثقب الاسود للفساد )، دون المساس بالاستقرار السياسي والامني.
فهل ( بن مبارك ) يمتلك ذلك ؟
اعتقد ذلك.