آخر تحديث :الأحد - 24 نوفمبر 2024 - 12:44 م

كتابات


رحيل شخصية استثنائية تركت موقعها شاغرا

الأحد - 05 مايو 2024 - 09:59 م بتوقيت عدن

رحيل شخصية استثنائية تركت موقعها شاغرا

صالح علي الدويل باراس

محسن بن فريد ...رحيل شخصية استثنائية


فقد الجنوب العربي رمزاً من الرموز الوطنية ، عاصر الحركة الوطنية من صباه ، كان شخصية استثنائية يمتلك جسارة وشجاعة ومواجهة الاخطار بعقل وحكمة وتخطيط ، رحل الرجل الودود المبتسم النقي ، وافته المنية مساء سبت 25 شوال 1445هـ الموافق 4 مايو 2024م في ‏القاهرة بعد مرض عضال ، ففقد الجنوب العربي رمزاً من الرموز الوطنية التي تترك مواقعها شاغرة ، ليس لان البديل غير موجود ، لكن لما تتحلى به من صفات فردية تتميز بها عمن سواها ، رمزا سياسيا ووطنيا ظل منتميا ومنافحا عن هوية الجنوب العربي منذ نعومة اظفاره ، سُجِن ونفي وما ازداد الا قناعة بان مايؤمن به حقا راسخا في الجنوب ، سليل اسرة ليست مغمورة في قبائل العوالق ، ولا في محافظة شبوة بل خارج الجنوب ، انتمى لمدرسة سياسية مارست العمل السياسي بصدق وبمكونات واقعها ، إذ استوعبت تاريخ المنطقة وانقسامتها ، وان للتاريخ وفيه عبر للاتعاظ ، وان مابنته المزايدات ، ينفيه التاريخ ، فيثمر وعيا مزورا وقتلا وخرابا وفشلا وهكذا آل حال الجنوب العربي مع اليمننة!!، مدرسة ما زايدت وما الهبت المشاعر بل رسمت الصورة الحقيقة لواقعها ، واضحة للجميع ، وكان سوء قدرها بين انانية الانقساميات الجنوبية ، وشعبوية الشعارات العروبية واليسارية ، فظُلِمت وظُلِم روادها ومنهم الفقيد الاستاذ محسن بن محمد بن فريد ، مدرسة حذّرت الجنوبيين من اليمننة وان الجنوب العربي هوية مميزة ، ووطنا مميزا تاريخا وتجربة حكم ، فنالوا المحاربة والتخوين والسجن والابعاد ، وعزاؤهم ان ما أمنوا به منذ اكثر من سبعة عقود يؤمن به اليوم الاغلب الاعم من الجنوبيين للفكاك من اليمننة وشرورها*

*عرفته في تسعينات القرن الماضي صادقاً ‏وامينا وشجاعا يكتنز عزة نفس وحبا للجميع ، وكل من عرفه خلال مسيرته عرف رجلا سهل الخليقة وممتنعا عصي الاحتواء ، فهو مؤدب في خلافه واختلافه وفي طرحه ومحاوراته حتى يُظن انه سهل الاحتواء لكن سهولة خُلُقه وفرط أدبه تحتوي قوة موقف وثبات عزيمة في الالتزام بثوابت مايؤمن به*

*رحل الرجل الخلوق المتواضع مع الجميع ، فارق الحياة والمنطقة تعيش أسواء حالاتها السياسية ، والجنوب العربي الذي آمن به جزءا من المنطقة يتاثر بالكثير ويؤثر بما يستطيع وان قلّ رغم انه مثخن بالجروح السياسية والعسكرية والارهابية*

*كل من عرف محسن بن محمد خلال مسيرته عرف مدرسة السهل الممتنع ، راقيا ببساطته ، قويا بسيف منطقه لا بسيف القبيلة وعنترياتها ، مؤدب في خلافه واختلافه قويا وصادقا في الالتزام بثوابت مايؤمن به*

*ندعو الله له بالمغفرة والرحمة وان يسكته الفردوس الاعلى من الجنة*

*انا لله وانا لله راجعون*
*5مايو2024م*