آخر تحديث :الإثنين - 01 يوليه 2024 - 01:08 ص

كتابات


يسلم الصغير. . هذا العبقري الكبير

الجمعة - 28 يونيو 2024 - 08:39 م بتوقيت عدن

يسلم الصغير. . هذا العبقري الكبير

كتب / د. عيدروس نصر ناصر النقيب.

كنت قد تابعت قصته منذ أسابيع على صفحات التواصل الاجتماعي وعبر الجميلين العزيزين العميد زين الشيبة. الصحفي الأستاذ التربوي أحمد يسلم ثم جاء فوزه الساحق في المسابقة الدولية للرياضيات الذهنية ، على مستوى محافظة أبين ثم على المستوى الوطني وأخيرا فوزه بالمركز الثاني في النهائيات التي شهدتها العاصمة التونسية منذ نحو أسبوع.
إنه الطفل يسلم هاني السعيدي الكلدي، الذي دخل التحدي الكبير على مستوى الوطن العربي في مادة الرياضيات الذهنية وتمكن من إحراز المركز الثاني عربياً، ممثلاً لبلد طحنتها الحرب منذ عشر سنوات، ولم تبقِ هلى ما يحفز على التفوق والعلم كليةً وهيمنت عليها عصابات السلب والنهب والسطو، بما في ذلك نهب الفرحة والبهجة ولسطو على الضوء والماء النظيف، مقابل وفرة التلوث والنفايات وكل أصناف الممنوعات والمحرمات.
يسلم القادم من هذه البيئة الخادعة المخاتلة كافح بمثابرة وإصرار مستنداً على ميزانية أسرته الشحيحة الموارد، لكنه نجح في الفوز وإحراز المركز الثاني متقدماً
على الكثير من منافسيه القادمين من مدن السلام والرفاهية والاستقرار والهناء.
ماذا يستحق يسلم الصغير ذو العبقرية الكبيرة؟؟؟
إن يسلم يقدم لنا صورة عالية الدقة ناصعة الوضوح للتحدي المتفوق على العادة.
يسلم القادم من مديرية سرار منطقة حطاط حيث رحلة الستين ميلا بالسيارة تستغرق ٥-٦ ساعات، وحيث الحديث عن الكهرباء أشبه بالحديث عن الامور الأسطورية والخوارق الخرافية، يؤكد أن الإرادة القوية والإصرار على النجاح يمثلان شحنا خارقا للطاقة يمنحها القدرة على تجاوز المشقات وتحويل الأمنيات والأحلام إلى حقائق معاشة على الأرض.
لا أراهن على حكومة المناصفة في عمل شيء له قيمة في تشجيع الموهوبين والمتفوقين فرئيس ووزراء الحكومة مشغولون بكل شيء إلا مهماتهم المتصلة بحياة المواطنين وأحلامهم، لكنني أتمنى على المجلس الانتقالي باعتباره رهان المواطنين الجنوبيين، أن يوجه بتشكيل هيئة متخصصة لدعم ورعاية المتفوقين والنوابغ الصغار، لتمكينهم من الحفاظ على تميزهم والوصول إلى مراكز متقدمه في مستقبلهم العلمي للاستمرار في تمثيل بلادهم وتقديم ثمرات نبوغهم لخدمة أجيال المستقبل وكل وطنهم المتلهف لكل علامة نجاح وابتسامة أمل.