أعادت مشاهد السجون في سورياا التي ظهرت عنها في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذاكرة إلى سجون الحوثيين، وما يُرتكب فيها بحق المعتقلين.
سرد صحفي يمني، تفاصيل وقائع ما تعرض له شقيقه من "إجرام حوثي" على حد وصفه، عند أسره مع عدد من رفاقه من قبل الميليشيا الانقلابية، مشبهًا ما تعرضوا له، بالصورة المأساوية التي لاقاها سجناء ومعتقلو نظام الأسد.
واستهلّ عبدالباسط الشاجع، حديثه في منشور له أورده عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، بقوله: "هذا شقيقي الأكبر، الشهيد عبدالوهاب، انتقمت منه ميليشيا الحوثي ورفاقه، في صورة طبق الأصل من بشاعات نظام الأسد".
وأفاد الشاجع: "قاتل كالأبطال ووقع أسيرًا مع 5 من رفاقه في جبهة جنوب مأرب العام 2021، ثم قامت الميليشيا بتصفيتهم وهم مصابون، وصبّت على أجسادهم مادة الأسيد (الحارقة)، واحتجزت جثمانه لمدة عام ونصف"، لافتًا إلى أن: "الميليشيا الحوثية، رفضت الافراج عن جثمانه المتفحم، إلا بصفقة تبادل".
وذكر الشاجع، أن: "ما رأيناه من بشاعات وإجرام الأقلية الطائفية في صيدنايا -أكبر معتقلات بشار الأسد وأعلاها تحصينًا-، نفذته ميليشيا الحوثي وما زالت ضد اليمنيين".
وكانت الولايات المتحدة، قد فرضت في وقت سابق من الاثنين الماضي، عقوبات جديدة استهدفت فيها الحوثيين، وخصّت بها تحديدًا القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى، رئيس اللجنة الوطنية لشؤون السجناء، ولجنته التي يترأسها، لارتباطهم بانتهاكات جسيمة في حقوق الإنسان باليمن.
واستعرض بيان أمريكي جانبًا من تلك الانتهاكات الجسيمة التي مارسها (المرتضى)، مُستغلًا صفته ودوره كـ"رئيس للجنة الوطنية لشؤون السجناء"، "ليتورط بشكل مباشر في تعذيب السجناء، وأشكال أخرى من المعاملات الوحشية واللاإنسانية والمهينة لهم، ومعاقبة المعتقلين في سجون الحوثيين التي لاتزال تحتجز أفرادًا مارسوا حقوقهم الإنسانية، وحرياتهم الأساسية، بما في ذلك الصحفيون، والمدافعون عن حقوق الإنسان، ومعارضون سياسيون وموظفون محليون تابعون للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وسفارة الولايات المتحدة، إضافة إلى آخرین".
في إطار ذلك، روى معتقلون يمنيون أُفرج عنهم في صفقات تبادل سابقة للأسرى والمعتقلين، والتي تُبرم بين الحكومة والحوثيين، شهاداتهم وما تعرضوا له وزملاء لهم من ممارسات وحشية داخل سجون الحوثيين ومن المرتضى نفسه شخصيًا.
وفي ظهور تلفزيوني بإحدى القنوات الفضائية اليمنية، كشف المعتقل المُحرر أسامه الشمسي، تفاصيل "قصة مُرعبة"، تعرض لها أب يمني وطفله الصغير البالغ من العمر 6 سنوات، والذي لم يشفع له صغر سنه من الممارسات الوحشية من قبل المرتضى وأتباعه.
وقال الشمسي، الذي كان مُعتقلًا في سجن الأمن المركزي في صنعاء: عند وصول الطفل ووالده إلى السجن الذي كان يتواجد فيه عبدالقادر المرتضى أصدر أوامره للقائمين على السجن ليقوموا بتعذيب الأب أمام أعين طفله، ووضع الأب بعد ذلك لعدة أشهر في مكان مخصص للتعذيب يُطلق عليه (الضغاطة). وهو قبو صغير للغاية، حيّزه لا يسمح لك سوى بالوقوف أو الجلوس، دون إمكانية التحرك على الاطلاق، إذ يبقى من يدخلون فيه على هذه الوضعية حتى يتم إخراجهم منها، إذ ينامون على وضعهم، ويقضون حاجتهم في مكانهم.
وبحسب الشمسي، فقد "بقيَ الطفل الصغير مع الحوثيين خارج الزنزانة، وتمكنوا من غسل دماغه، عارضين له أحد الملثمين يقوم بذبح شخص آخر، قائلين للطفل إن المُلثم هو والده، وإن كل من يصلي بضم يديه إرهابي مثل والده".
ومما ذكره الشمسي، أنه "في أحد الأيام، وبينما كان الطفل يلعب فوق مكتب المسؤول، كانت حينها تتواجد على طاولة المكتب صورة لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، ليُسقطها إلى الأرض، عن غير قصد منه وذلك أثناء لهوه، فما كان من المسؤول الحوثي إلا تكبيله بالأصفاد وتقييد يده برجله، وذلك لعدة ساعات دون أدنى رحمة أو شفقة لبكاء وصراخ ومعاناة الطفل".
كما روى الصحفي توفيق المنصوري، المعتقل السابق في سجون الحوثيين، والمفرج عنه في آخر عملية لتبادل الأسرى والمعتقلين، في شهر أبريل/نيسان من العام الماضي، حكايته الشخصية مع عبدالقادر المرتضى، حيث قال: "في مساء 20 أغسطس/آب 2022، كدت أن أفقد حياتي على يد المجرم عبدالقادر المرتضى، الذي أنهال على رأسي بهراوة حديدية شجّت جمجمتي وأفقدتني الوعي، ولم يسمح بنقلي إلى المستشفى للعلاج، رغم شدة نزيف الدم الذي غطى الممر أمام بوابات زنازين سجن عبدالقادر المرتضى".
واعتبر يمنيون، في منشورات لهم عبر منصاتهم الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، "عبدالقادر المرتضى، رئيس فرع سجن صيدنايا اليمني".