آخر تحديث :الثلاثاء - 17 ديسمبر 2024 - 09:36 م

ثقافة وأدب

أشهر من النار على العلم، بتاريخه السياسي ومواقفه الوطنية والإنسانية
نشوان في غرفة الإنعاش

الخميس - 12 ديسمبر 2024 - 04:08 م بتوقيت عدن

نشوان في غرفة الإنعاش

د.عيدروس نصر

يرقد الشاعر والاديب والفيلسوف الدكتور سلطان الصريمي في غرفة العناية المركز بمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، بعد تدهور حالته الصحية.

د. الصريمي أشهر من النار على العلم، بتاريخه السياسي ومواقفه الوطنية والإنسانية وبعلاقاته العامة ثم بإبداعاته الأدبية والشعرية الفصيحة والعامية، والغنائية منها على وجه الخصوص.

اشتهر الدكتور سلطان الصريمي بغنائيته الأثيرة "نشوان" التي صاغها لحناً وأداءً عملاق الموسيقى والغناء الأستاذ المرحوم محمد مرشد ناجي، الله يرحمه، لكن موسوعته الأدبية والفكرية تتسع للشيء الكثير من العطاء الجميل غير المحدود، وقد أوشكت على استكمال منشور خاص بشأن إبداعاته الأدبية والفنية، لكن هذا ليس موضوع موضوعنا في هذه الوقفة.

حينما اتصلت بابنه غسان صباح اليوم للسؤال عنه رد علي:

"الوالد تعبان يا عم عيدروس

وضعه الصحي غير مستقر وحالته سيئه بشكل عام

عنده سوائل بالصدر والقلب، التهاب حاد بالدم بنسبة 200، نقص في المناعة، نقص في الدم، جسمه لم يعد يستجيب للعلاج".


آلمني هذا الرد وما يؤلم أكثر هو أن الأدباء والفنانين وكل المثقفين والمبدعين عموماً يذوون ويتراجعون ويتناقصون ويعانون ويعجزون عن تغطية نفقات العلاج، وهم الذين قدموا وما يزالون يقدمون عصارة أعمارهم لهذا الوطن وابنائه وسيادته، في حين يتمتع هوامير النهب والسطو بكل خيرات الوطن وهم الذين لم يقدموا للوطن والشعب سوى خبرات السلب والاستحواذ والفساد والاستبداد والخداع والاتجار بالوطن وسيادته، دون أن يلتفتوا لهذه القامات الكبيرة ولو بجزء مما نهبوه من خيرات الوطن ولو على هيئة الزكاة المفروضة على المكاسب بحلالها وحرامها، لكن يبدو أن هؤلاء يعتبرون أموال الحرام معفية من الزكاة.

* * *

من كل قلبي أبتهل إلى الله العلي القدير أن يعجل في شفاء الدكتور سلطان الصريمي وأن يفرج كربته ويخفف من معاناته، ويعيده لأهله ورفاقه وزملائه وجمهوره من المحبين الذين ينتشرون على طول وعرض الساحة الوطنية بكامل صحته وقدراته الجسدية والذهنية..

ملاحظة مبشرة.


قبل أن أنشر هذه المادة أبلغني المهندس غسان ابن الدكتور سلطان بأن اباه استجاب للعلاج وأفاق وبدأ يتفاعل ويتحدث إلى زواره وأنه خرج من غرفة الإنعاش إلى غرفة عادية.

مرة أخرى أدعو الله أن يحفظ أستاذنا العزيز د. سلطان الصريمي من كل مكروه.