آخر تحديث :الأحد - 15 ديسمبر 2024 - 08:28 م

كتابات واقلام


إصلاح الطرقات بين الفشل والضرورة

الأحد - 15 ديسمبر 2024 - الساعة 03:39 م

د/ عارف محمد عباد السقاف
بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب




تعد مشروعات إعادة تعبيد وسفلتة الطرقات أحد أهم ركائز البنية التحتية التي يعتمد عليها المجتمع في تحسين حياته اليومية وتنمية اقتصاده. ومع ذلك، فإن ما نشهده اليوم من تنفيذ هذه المشاريع في بلادنا يعكس إخفاقاً واضحاً في تحقيق الأهداف المرجوة. التنفيذ الرديء، والتكاليف الباهظة التي لا تتناسب مع الجودة، جعلت هذه المشاريع عبئاً على المجتمع بدلاً من أن تكون خطوة نحو التنمية.
إن استمرار التعاقد مع مقاولين محليين دون معايير واضحة للجودة ودون رقابة صارمة، أدى إلى استنزاف الموارد العامة لصالح قلة مستفيدة من لوبي الفساد. الطرق التي يفترض أن تخدم الناس لعقود بالكاد تصمد لأشهر قليلة، ما يجعلنا أمام ضرورة ملحة لتغيير النهج المتبع.
نقترح التوجه نحو التعاقد مع شركات دولية ذات خبرة، مثل الشركات الصينية المعروفة بجودة تنفيذها ومصداقيتها في إنجاز المشاريع الكبرى. هذا التوجه يتطلب أيضاً إبعاد أي تدخل من الجهات المحلية التي أثبتت عدم كفاءتها في الإشراف أو التنفيذ.
ومن أجل ضمان نجاح هذه الخطوة، يجب تشكيل لجنة إشراف مستقلة من المهندسين المختصين، يشترط فيهم النزاهة والكفاءة، وأن يكون عملهم بعيداً عن أي ضغوط أو تدخلات سياسية. هذه اللجنة ستتحمل مسؤولية مراقبة تنفيذ المشاريع وفق المعايير العالمية، بما يضمن حصول المواطنين على طرق آمنة ودائمة.
إن إعادة النظر في آليات تنفيذ مشاريع الطرقات ليست رفاهية، بل ضرورة تمس حياة الناس واقتصادهم. وبدون تغيير حقيقي في النهج، ستبقى هذه المشاريع شاهداً على الفساد وسوء الإدارة. الشعب يستحق الأفضل، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع لتحقيق ذلك.