بحزنٍ هميق ودهشةٍ صادمة وألمٍ بالغ تلقيت صباح هذا اليوم نبأ وفاة الصديق والزميل الناشط الحقوقي والسياسي حمود صالح ثابت الحنشي الكلدي بصورة مفاجئة، وقد حاولت الحصول على مزيد من التفاصيل عن حادثة الوفاة من الزملاء الذين تداولوا الخبر لكن لا تفاصيل، وموجز الخبر أنه توفى فجأة حينما كان في زيارة بعض الأهل في الولايات المتحدة الأمريكية.
الفقيد حمود واحد من خريجي مدرسة ثورة الرابع عشر من أوكتوبر الخالدة.
تلقى تعليمه في مدرسة البدو الرحل بمدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين وهناك انخرط في النشاط الشبابي والطلابي والسياسي، وتعلم العزف على العود وكان عضوا مميزا في الفرقة الغنائية لمدرسة البدو الرحل في أبين.
بعد إنهائه الثانوية انتقل للتفرغ للعمل الشبابي، وحصل على عدة دورات تاهيلية في مدرسة الكوادر الشببابية بعدن وفي الخارج وحضر معظم مؤتمرات اشيد كما شارك ضمن وفود اتحاد الشباب الاشتراكي اليمني (أشيد ) في العديد من الفعاليات المحلية والعربية والدولية، كان آخرها مهرجان الشباب العالمي الذي عقد في مدينة سيول الكورية الشمالية في العام ١٩٨٨م، والذي ترأسه الأستاذ صالح شايف حسين سكرتير عام أشيد حينها.
شغل الفقيد حمود العديد من المهمات القيادية في أشيد كان آخرها رئيس الدائرة الثقافية والإعلامية بفرع اتحاد الشباب في أبين.
وفي العام ١٩٩٠م انتقل للعمل في مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية في المحافظة.
بعد الحرب البغيضة على الجنوب في العام ١٩٩٤م استُبعِد الفقيد من عمله وأُوقِف صرف جميع مستحقاته مثل مئات الآلاف من الكوادر والقيادات والموظفين الحكوميين الجنوبيين العاديين ضمن قاعدة "أنت جنوبي، إذن انت عدو الوطن" وقد جرت محاصرة منزله ومحاولة تطفيشه للتخلي عنه بمختلف الحجج غير القانونية لأن أحد النافذين كانت عينه على المنزل.
قبل نهاية الألفية حصل الفقيد على تأشيرة دخول دولة قطر وهناك عمل عسكرياً في الجيش القطري حتى يوم وفاته.
حمود من أبرز الناشطين السياسيين الجنوبيين الذين لم يصبهم اليأس بعد العدوان، ولم يضطر لبيع قناعاته ومواقفه مقابل الإفراج عن مستحقاته القانونية.
و بعد اندلاع ثورة الحراك الجنوبية السلمية أصبح حمود من ابرز نشطاء هذا الحراك الإعلامي والسياسي السلمي ولم يكل ولم يمل من تسجيل المواقف المشرفة دفاعا عن الجنوب والجنوبيين ورفضا لوحدة الضم والإلحاق، وتمسكاً بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم ، وكان آخر منشور له قبل بومين من وفاته يتناول فيه معرضا للتراث اليافعي من الادوات والاستخدامات المنزلية التقليدية.
اسم حمود يمكن إدراجه ضمن قائمة الموسيقيين الجنوبيين فهو عازف ممتاز على آلة العود وساهم في العديد من الفعاليات الشبابية عزفاً وغناءً، لكن نشاطه السياسي طغى على موهبته الموسيقية.
وفاة حمود المفاجئة خلقت أجواء حزن كبيرة بين أصدقائه وأهله ورفاقه ومحبيه، وإنني حزين للغاية لفقد صديق عزيز وكادر وطني كان ما يزال في ذروة القدرة على العطاء الجميل وخدمة الوطن.
وبهذا المصاب الجلل أسجل أعمق معاني العزاء والمواساة إلى ولده صالح وإخوانه وإلى جميع أفراد أسرته وكافة أهله وذويه وكل أهلنا في الحنشي وكلد ويافع عموما ولكل محبي الفقيد على صعيد أبين وجميع محافظات الجنوب.
أسأل الله أن يتغمد فقيدنا حمود برحمته الواسعة وأن يغفر له ويتوب عليه ويسكنه فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
حمود يمكن إخراجه ضمن