تشرفت باستلام هدية ثمينة من البروفيسور سعيد محمود بايونس هي نسخة من كتابه الوثائقي ، ومؤلفه التوثيقي : " شقرة عبقرية الجغرافيا وإهمال التاريخ " ..
فأما عن المؤلف فهو أيقونة تسعى على الأرض للإبداع والعطاء الثقافي والأدبي والعلمي والأكاديمي ، وعاشق للتراث الشعبي وحركة التوثيق لا يكف عن البحث والتقصي والنشر في هذا المضمار ، ولي الحق أن افتخر بهذا الوغد الذي كان أحد طلابي في قسم اللغة العربية بكلية التربية زنجبار ثم صار زميلا لي في القسم ثم بجده واجتهاده تفوق على أستاذه في الدرجة العلمية وفي النشاط والعطاء البحثي والمعرفي ، وحلق عاليا في سماء الساحة الأدبية والنقدية والإبداعية حتى غدونا نتعلم منه ، ونستقي من حوضه المعرفي كل جديد وبهيج وثري .
وأما عن الكتاب فهو جهد معرفي وتوثيقي غني بالمعلومات عن مدينة شقرة ، وأثر زاخر بروح الأرشفة سيبقى مرجعا هاما لكل مهتم بالتوثيق وبتراث وتاريخ شقرة بتجلياته المتنوعة ، ومستوعبة من مستوعبات الإبانة لا يستغني عنها هواة الترحل في رحاب الماضي الجميل لشقرة وأبين عموما ...
وتنحية لعتبات الكتاب النصية فقد جاء متن الكتاب على صيغتين :
الصيغة الأولى تحريرية
تموقعت في الفصل الأول من الكتاب ، والذي حمل عنوان " مظاهر الحياة في شقرة " ، وتوزع الفصل الى ثلاثة مطالب :
ـ المطلب الأول : التاريخ السياسي لشقرة
ـ المطلب الثاني : المظاهر الاقتصادية
ـ المطلب الثالث : المظاهر الحضارية والثقافية
وقد كان هذا الفصل من تحرير مؤلف الكتاب معتمدا فيه على خبرته الشخصية ، ومعايشاته ، إضافة الى قراءاته هنا وهناك ، ورواة ومظان استقى منها المعلومات ، وساءلها وتمحص فيها وفحصها ووثقها .
الصيغة الثانية تجميعية ( أرشفة )
وتموقعت هذه الصيغة في الفصل الثاني من الكتاب ، والذي حمل عنوان " كتابات عن شقرة " ، وشمل هذا الفصل تسعة مواضيع بحثية وكتابات عن مدينة شقرة في مجالات مختلفة قام بعض الباحثين والصحفيين والكتاب بنشرها في فترات سابقة ، وتولى مؤلف الكتاب جمعها ، وإعادة نشرها في كتابه كتوثيق وأرشفة نظرا لأهميتها في إضاءة جوانب مختلفة من تاريخ وحضارة المدينة ، وذلك في سياق الرؤية العامة للكتاب كرافد من روافد الحفاظ على الهوية المحلية لشقرة خصوصا ، والهوية الجنوبية بشكل عام .
وفي المجمل فقد كان الكتاب متضامنا ( تحريرا وتجميعا ) في تقديم مسح شامل لعبقرية الجغرافيا وإهمال التاريخ لهذه المدينة ذات الزخم المتنوع الروعة والجمال والخصوبة والاستراتيجا ، ولم يعكر علي الاستمتاع به سوى غياب الصور الفوتوغرافية عن صفحاته .
أخيرا تحية عاطرة للبروفيسور سعيد بايونس على هذا الإنجاز المعرفي الوطني التوثيقي الهام ، وشكرا كثيرا له على ما حباني به من هدية ثمينة .