آخر تحديث :الإثنين - 16 ديسمبر 2024 - 09:27 م

عرب وعالم


حرب الظلال بين إسرائيل وإيران .. خيانات وتوسع في زرع الجواسيس

الإثنين - 16 ديسمبر 2024 - 02:38 م بتوقيت عدن

حرب الظلال بين إسرائيل وإيران .. خيانات وتوسع في زرع الجواسيس

عدن تايم / المصري اليوم /محمود العزبة.

بلغت حرب التجسس بين إسرائيل وإيران ذروتها خلال الصراع المحتدم بينهما على أرض غزة وجنوب لبنان، فبعد أن ظلت التحركات الاستخبراتية بين الطرفين متوارية عن الأنظار لعدة عقود من الزمن، خرجت مؤخرًا إلى العلن بأخبار مستمرة عن جواسيس تم كشفهم من قلب طهران أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتبدو السلطات الإسرائيلية في حالة اضطراب بعد اكتشاف عدد «غير مسبوق» من العملاء لصالح إيران في ضربة جديدة تفاقم أزمة الثقة في صفوف المقاتلين.


تحركات إيران داخل إسرائيل


قبل أن ترسل إيران صواريخها الباليستية لضرب قاعدة "نيفاتيم" الجوية في شهر أكتوبر الماضي، أرسلت جواسيس لتصوير الموقع في جنوب إسرائيل، وفقا للسلطات الإسرائيلية، التي زعمت أن الصور التي التقطها الجواسيس زودت إيران بمعلومات استخباراتية قيمة استخدمتها في تنفيذ هجوم واسع النطاق قبل أن تلقي شرطة الاحتلال القبض على المشتبه بهم وهم مجموعة من 7 إسرائيليين يعيشون في حيفا، شمال إسرائيل، يمثلون خلية من بين أكثر من 30 آخرين اعتقلتهم السلطات خلال العام الماضي بتهمة تنفيذ مهام لصالح إيران، بحسب تقرير نشرته شبكة "CNN" الأمريكية أوضح أن الاتهامات تتباين من تصوير القواعد العسكرية إلى التخطيط لقتل كبار المسؤولين الإسرائيليين.


صدمة في المجتمع الإسرائيلي


"هذا العدد غير المسبوق يمثل صدمة"، هذا ما قاله قائد شرطة إسرائيل "ماور جورين" الذي يشرف على تحقيقات مكافحة التجسس، موضحاً أن الأنشطة الجاسوسية التي لم تكتشف بعض قد تفوق عدد المكتشفة ما يعكس تكثيف إيران لجهودها في جمع المعلومات الاستخباراتية من إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم القبض على مواطن إسرائيلي من الشمال يبلغ 33 عامًا بزعم أنه نفذ عدة مهام نيابة عن إيران مقابل آلاف الدولارات، والعامل المشترك بين جميع الجواسيس الذين وقعوا في فخاخ "الموساد" للإيقاع بهم، أنهم من اليهود الإسرائيليين وهو ما يشكل صدمة في بلد يزعم أن "مواطنيه اليهود يتمتعون بشعور عميق بالوطنية والفخر بالانتماء إلى الأرض".


الخيانة مرآة الإحباط


على مدى عامين، قام جواسيس إيران بتصوير عشرات القواعد العسكرية وبطاريات القبة الحديدية وغيرها من المواقع الاستراتيجية في جميع أنحاء إسرائيل، مقابل أجر يتراوح بين 500 و1200 دولار لكل مهمة، وفقًا للائحة الاتهام التي تشير إلى أن العديد من القواعد التي صوروها تعرضت لاحقًا لهجمات صاروخية من قبل إيران ووكيلها في لبنان، حزب الله، على أن المال ليس هو الدافع الوحيد لهؤلاء الجواسيس بل إن ضعف ثقتهم بالحكومة الحالية وتزايد شعورهم بالإحباط نتيجة استمرار الحرب التي تستنزف المزيد من الثروات الاقتصادية والعناصر البشرية كل يوم، هو ما دفعهم لمساعدة إيران ضد وطنهم المزعوم.


التوسع في تجنيد الجواسيس


ويضيف تقرير "CNN" أن قدرات الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران مكنتها من تنفيذ عدة اغتيالات ناجحة داخل إيران، بما فيها قائد مكتب حماس إسماعيل هنية، كما اعتقلت إيران أيضًا العديد من مواطنيها خلال العام الماضي بتهمة التجسس لصالح إسرائيل أو التعاون مع وكالات الاستخبارات الأجنبية، فيما يقول مسؤولون إسرائيليون إن الارتفاع الملحوظ في نشاط التجسس الإيراني الذي تم الكشف عنه مؤخراً يعكس توجهات جديدة نحو تجنيد عدد أكبر من الجواسيس إما من خلال وسطاء، أو التواصل المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي وأبرزها "تيليجرام".