لا أحد يمكن أن يشكك بكفاءة ونزاهة واستقامة الأخ العميد عدنان محمود القلعة وبالذات عند من سبق له وعرفه وتعامل معه طوال مسيرة عمله كضابط من ضباط وزارة الداخلية تسنم العديد من المناصب الأمنية الهامة وذات الصلة المباشرة بحياة المواطنين.
أقول هذا لا لأمر يستوجب التذكير بالرجل بعد تناسيه وتجاهله؛ وإنما لأهمية المهمة الجديدة التي أسندت إليه، وهي قيادة إدارة شرطة مرور العاصمة عدن وما يشكله هذا المنصب من أهمية ومكانة في إعادة وجه الحياة المدنية لمدينة عدن كأقدم مدينة عرفت وتعاملت مع نظم السير الحديثة، خصوصاً أن هناك عوامل عديدة أدت إلى تراجع الاهتمام والالتزام بنظم السير واحترام وجوده الذي لم يقتصر على تساهل منتسبي شرطة السير وعدم غيرتهم على ضياع وتدهور بنيته التحتية والبشرية، وإنما امتدت هذه العدوى لتشمل مستخدمي طرق السير وقيادة المركبات بمختلف فئاتها وتخصصاتها، الذين لم يعودوا يبدون احتراماً والتزاماً لنظم السير وذهابهم إلى المغالاة في هذه المخالفات والتنمر عليها والخروج عن آدابها.
لذا فإصلاح هذه الاختلالات ووقف توسعها يستدعيان بذل جهود لإعادة تأهيل شرطة السير وإعادة ثقتهم بأنفسهم وزرع روح الانضباط فيهم وعدم تهاونهم في استمرار وتوسع المخالفات المرورية بكل وجوهها.. وهذا ما نرجوه، ونثق بقدرة عدنان القلعة مدير المرور على استعادت دور ومكانة ونفوذ قوانين ونظم السير وأن تعود من جديد عدن أنموذجاً لانبعاث وازدهار روح التحضر والتقدم.