نظمت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين فرع العاصمة عدن، ندوة حوارية بعنوان "دور الصحافة والإعلام الجنوبي في تعزيز الوعي السياسي والمجتمعي"، حيث ركزت الندوة على التحديات التي تواجه الإعلام الجنوبي وسبل تطوير أدائه وتعزيز دوره الوطني.
شارك في الندوة عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين من مختلف المؤسسات الإعلامية، وأدارها الدكتور عادل محسن، نائب رئيس مجلس النقابة، الذي أكد في كلمته الافتتاحية على أهمية توحيد الجهود لمواجهة الإعلام المعادي للجنوب.
وفي كلمته، أوضح الأستاذ عيدروس باحشوان، نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، أن الإعلام يمثل أداة قوية للتأثير في الجمهور وتشكيل وعيهم السياسي والمجتمعي.
وأشار إلى أن الإعلام الجنوبي يواجه تحديات كبيرة تتطلب توحيد الجهود لتطوير المؤسسات الإعلامية والصحفية بما يعزز قدرتها على التصدي للإعلام المعادي الذي يسعى لترسيخ الاحتلال اليمني على الواقع الجنوبي.
وأكد باحشوان أن النقابة تعمل جاهدة لتوفير الدعم المهني واللوجستي للمؤسسات الإعلامية الجنوبية، مشيراً إلى أن الاعتراف العربي والدولي بنقابة الصحفيين الجنوبيين بات قريباً.
و استعرض باحشوان نتائج زيارته الأخيرة إلى جمهورية مصر العربية، والتي تضمنت لقاءات مع مسؤولين واتحادات إعلامية وصحفية عربية.
وأضاف أن تلك الزيارة كانت تهدف إلى بناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات الإعلامية العربية والأفريقية، وتعريفها بدور النقابة وإنجازاتها.
كما أعلن أن النقابة تعكف حالياً على الإعداد لدورة تدريبية متخصصة حول الذكاء الاصطناعي وأدواته، بالتعاون مع خبراء عرب في المجال الإعلامي.
من جانبه، شدد الأستاذ نصر باغريب، الأمين العام المساعد لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، على دور الإعلام في تعزيز الوعي السياسي والمجتمعي، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الجنوب.
وأوضح أن الإعلام الجنوبي لعب دوراً بارزاً خلال مراحل النضال الوطني، بدءاً من الثورة ضد الاحتلال البريطاني وصولاً إلى الحراك الجنوبي والمقاومة ضد الاحتلال اليمني.
وأشار باغريب إلى أن الإعلام الجنوبي لم يكن مجرد ناقل للأحداث، بل كان جزءاً من الأحداث نفسها، حيث أسهم في توعية المجتمع الجنوبي بحقوقه الوطنية وإبراز قضاياه على الساحة الإقليمية والدولية.
بدوره، أكد الأستاذ عبد الكريم الشعبي، رئيس مجلس نقابة الصحفيين الجنوبيين – فرع عدن، أن الإعلام الجنوبي يلعب دوراً محورياً في تشكيل الرأي العام وتوجيهه نحو القضايا الوطنية.
وقال الشعبي: "الصحافة والإعلام من الأدوات التي تشكل الرأي العام وتسهم في بناء المجتمعات، فضلاً عن دورها في كشف الفساد وتوعية المجتمع بالقضايا المختلفة". ودعا إلى ضرورة تمكين الإعلاميين من أداء دورهم بفعالية من خلال تحسين أوضاعهم المعيشية والمهنية.
وفي ورقته التي قدمها خلال الندوة، استعرض الأستاذ أحمد ربيع دور الإعلام الجنوبي في صناعة الوعي السياسي والمجتمعي، متطرقاً إلى النجاحات التي حققها الإعلام في زراعة روح النضال الوطني خلال المراحل التاريخية المختلفة. وأشار إلى أن الإعلام الجنوبي نجح في بث الوعي الثوري بين أبناء الجنوب وتحفيزهم للدفاع عن حقوقهم الوطنية.
شهدت الندوة تفاعلاً واسعاً من الحاضرين الذين قدموا أفكاراً ومقترحات متنوعة لتعزيز دور الإعلام الجنوبي في تشكيل وعي المجتمع. وركزت النقاشات على ضرورة تقييم أوضاع المؤسسات الإعلامية الجنوبية واستيعاب الكفاءات الشابة، بالإضافة إلى توفير الدعم اللازم لتلك المؤسسات لمواكبة التطورات التكنولوجية في المجال الإعلامي.
كما دعا المشاركون إلى تكثيف الجهود لتوحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي، بما يعزز الهوية الوطنية ويواجه الحملات الإعلامية المعادية.