آخر تحديث :السبت - 28 سبتمبر 2024 - 06:13 م

اخبار وتقارير


تقرير خاص- استقالات وزراء بن دغر.. مخطط لاجهاض إصلاح الحكومة

الأربعاء - 21 مارس 2018 - 05:44 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- استقالات وزراء بن دغر.. مخطط لاجهاض إصلاح الحكومة

تقرير/ فتاح المحرمي

عبدالعزيز جباري وزير الخدمة المدنية في حكومة الشرعية، الرجل الذي يعتمد نهج النأي بالنفس، وكذلك صلاح الصيادي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء( بدون وزارة)، والذي هو في الأصل عبئاً على الحكومة لكون وزارتها دون مهام - ففي مثل الوضع الذي تعيشه البلد لا تحتاج لأكثر من حكومة مصغرة لا يتعدى وزرائها العشرة-، الاثنين أعلنوا بالأمس عن تقديم استقالتهم من الحكومة الشرعية.
وفي الوقت الذي برر فيه جباري استقالته نظراً لعدم إتاحة فرصة لهم للعمل، وكذلك حديثه عن وجوب تصحيح العلاقة بين التحالف والشرعية، لم يذهب الصيادي في التبرير وإلقاء الحمل على التحالف، إلى أن اللافت في الأمر هو تتابع الاستقاله خلال أقل من 24ساعة.
فالصيادي الذي غادر عدن بعد أن تحدث عن ضغوطات تمارس على هادي في الرياض، لم يستقل حينها وإنما عمل على تأجيل الإستقالة لتعقب إستقالة الجباري بساعات، وهو ما يوحي بأن هذه الاستقالة مرتب لها من قبل جهات تعمل ضد التحالف، قامت بتضخيم تلك الاستقالات والترويج لها إعلاميا، وإعطائها حجم أكبر وأهمية مبالغ فيها، واظهارها كخطر على الشرعية وهي في الأصل لا تشكل سيما وهي لوزراء لا تكون لهم مهام.
ورجح مراقبون أن هذه الاستقالة الثنائية مرتب ومعد لها وأتت بايعاز من أطراف في الشرعية، تسعى لابتزاز التحالف العربي الذي عرف حقيقة العبث، وبات يطالب ويتبنى أحداث إجراءات إصلاحية داخل الحكومة ، وبالتالي لجأت الشرعية لإبراز هذه الاستقالة الثنائية للضغط على دول التحالف العربي للتراجع عن دعم إجراء الإصلاحات.
إلى ذلك يرى المراقبون أن هذه الإستقالة ورغم ما تحمله من اهداف فإنها تعتبر استقالة الوقت الضائع، وقد لجأ لها الصيادي والجباري مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية والدولية لأحداث تغيرات جذرية في الحكومة الشرعية، ولهذا أرادوا تسجيل مواقف شكلية وصنع جدل وإثارة قبيل الإقالة التي أصبحت قريبة.
وعلى ما يبدوا أن التقارير والانباء حول اختراق للشرعية من قبل أطراف خارجية تدعم إخوان اليمن قد اثبتتها هذه الاستقاله الثنائية ، التي تبين فيها غياب التوافق والتوجهات داخل الشرعية نفسها، واظهر الإنقسام الذي يحمل أحد الخيارين أما يكون انقسام للاختلاف على المصالح، وأما إنقسام تمثيلي لابتزاز التحالف والضغط عليه والأخير هو المرجح.
إخراج الاستقالة الثنائية بهذا الشكل واللقاء اللوم فيها على التحالف العربي والترويج لها إعلاميا، ورغم ما تحدثه من حملة على التحالف إلى أن الفشل الذريع للحكومة الشرعية الذي بات يدركه المجتمع الدولي قبل التحالف والشعب في الداخل، سوف يكون بمثابة الحقيقة التي تبهت أمامها أي ابتزاز وضغط تلجأ له الشرعية لتحسين صورتها للإبقاء على الإنتفاع والحيلولة دون إجراء الإصلاحات الجذرية في الحكومة الشرعية.