آخر تحديث :الإثنين - 02 ديسمبر 2024 - 06:28 م

كتابات واقلام


قوة العروبة بإلتمسك بدين الإسلام والقيم الاسلامية

السبت - 28 سبتمبر 2024 - الساعة 03:56 م

د/ عارف محمد عباد السقاف
بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب



العروبة، ذلك الحلم الذي كان يتغنى به العرب في سنوات مضت، يظهر اليوم وكأنه ظل باهت لما كان. لقد ارتبطت العروبة بالإسلام منذ البدايات، فكلاهما كانا يمثلان القوة والتماسك والهوية الحضارية التي وحّدت الشعوب العربية تحت راية واحدة. ولكن مع مرور الوقت، ومع تعقيدات السياسة والمصالح الشخصية والولاءات المتشعبة، تراجعت فكرة العروبة إلى الخلف، ولم تعد بنفس القوة والتأثير.

عندما نلقي نظرة على الأحداث الجارية في غزة ولبنان، نجد أن الشعوب العربية تعاني، لكن أين الموقف العربي الموحد؟ أين جامعة الدول العربية التي أُنشئت لتحمي حقوق العرب وتدافع عن مصالحهم؟ الواقع يظهر أنها باتت مجرد مؤسسة رمزية، فارغة من الروح الحقيقية التي أسسها لأجلها الرواد الأوائل.

الغروب الذي نعيشه اليوم هو غروب العروبة بمعناها الحي والفعّال. لم يتبق منها إلا المباني والمؤسسات، ولكن ماذا تفعل هذه المباني إذا كانت خاوية من التفاعل الحقيقي مع هموم الشعوب وقضاياها؟ لم يعد للقرارات المشتركة تلك القوة التي تدفع الشعوب نحو الوحدة والنهوض. ما نراه اليوم هو مجرد اجتماعات رسمية وإدانات مكتوبة، بينما تسقط الصواريخ على غزة وتغرق لبنان في أزماته.

الحقيقة المُرّة أن العروبة أصبحت جزءًا من التاريخ، ولم يبق منها سوى الشعارات. اليوم، الأمل الوحيد في إحياء هذه الروح هو العودة إلى الأسس التي بنيت عليها العروبة؛ الإسلام الذي جمع قلوب العرب وحقق لهم القوة والوحدة. الإسلام، إذا ما تمسكنا به كهوية تجمع ولا تفرق، قد يكون السبيل الوحيد لإحياء العروبة بمعناها الحقيقي.

فالانتصار للعروبة لن يتحقق إلا بالعودة إلى قيم الإسلام الحقيقية: العدل، الرحمة، التضامن، والتعاون. إلى أن يحدث ذلك، ستظل العروبة مجرد ذكرى، وسيظل العرب يتساءلون .. أين كنا وأين أصبحنا؟