آخر تحديث :الأحد - 07 يوليه 2024 - 01:28 م

اخبار وتقارير


تقرير: #صنعاء .. "لا صوت يعلو فوق صوت البارود والدم والموت"

الأربعاء - 06 ديسمبر 2017 - 08:56 م بتوقيت عدن

تقرير: #صنعاء .. "لا صوت يعلو فوق صوت البارود والدم والموت"

عدن تايم / تقرير خاص

"لا صوت يعلو فوق صوت البارود والدم والموت"، هذا ما بات عليه لسان حال مدينة صنعاء العاصمة السياسية لليمن التي تشهد، منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري، أحداثاً ومعارك مسلحة ودامية، بين ميليشيا جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حلفاء الأمس في الانقلاب على شرعية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، أعداء اليوم إثر انتهاء المصالح وبدء الأحقاد بين قطبي تحالف الشر.
 
مدينة أشباح
 
وحوّلت الأحداث والمعارك مدينة صنعاء إلى مدينة أشباح يكسوها السواد أشبه بمجلس عزاء غير مسبوق، بسبب إفراط جماعة الحوثي المسلحة التي تقود آلة الموت في ممارسات القتل وارتكاب الجرائم الدموية خارج إطار القانون بحق عدد من أبرز القادة والشخصيات السياسية والعسكرية والتنظيمية في حزب المؤتمر الشعبي العام وبمقدمتهم رئيس الحزب الرئيس المخلوع "صالح"، وأمين عام الحزب عارف الزوكا، ونجل شقيق "صالح" القائد العسكري العميد طارق محمد عبدالله صالح وقادة عسكرين بينهم اللواء مهدي مقولة واللواء عبدالله ضبعان وآخرين.
 
كما بدت عدد من الشوارع والأحياء السكنية في صنعاء، حالياً، أشبه بحلبة وساحة للصراع المسلح وانتشار المظاهر المسلحة من ثكنات عسكرية نتيجة التواجد الكبير للتعزيزات والعتاد من الأفراد العسكريين والمسلحين والعربات والآليات العسكرية التابعة لطرفي القتال، رافقها إغلاق كافة المؤسسات العامة والخاصة والمراكز والمحلات التجارية وتوقف حركة النقل والمواصلات والإغلاق التام لعدد من الأحياء والشوارع الرئيسية والفرعية بينها الحي السياسي وشوارع الجزائر وبغداد وصخر وأجزاء من شارع الستين ومناطق وشوارع وأحياء أخرى.
 
طي حقبة "صالح"
 
وطوت أحداث صنعاء حقبة "صالح" المعروف محلياً منذ عام 2011م بلقب الجد والقبيلة "عفاش" والموصوف بـ"الراقص على رؤوس الثعابين"، وذلك عقب معاصرته الطويلة للحياة السياسية اليمنية، وكان "صالح"، قد حكم البلاد لمدة 33 عاماً منذ 1978 حتى 2011م، وتنحى بعدها بتسليمه السلطة إلى نائبه آنذاك الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، بموجب المبادرة الخليجية التي رعتها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.
 
وأقدمت ميليشيا الحوثي الانقلابية على فرض حالة طوارئ غير معلنة تخللتها عمليات مداهمات طالت منازل ومقار قادة حزب المؤتمر واعتقالات لكوادر الحزب، في مشاهد مفزعة تجسد وتعزز مدى حقيقة فرضية إتباع الحوثيون نهج العصابات المسلحة الإجرامية، وهو ما قوبل بردود أفعال ومواقف محلية وإقليمية وعربية ودولية أجمعت على إدانتها واستنكارها لجرائم الميليشيا الإيرانية التي فاقت أسوأ التوقعات وتجاوزت العادات والتقاليد القبلية والمبادئ والقيم العربية الأصيلة والشرائع السماوية.
 
حصيلة المعارك
 
وكشفت إحصائية صادرة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن بلوغ حصيلة المواجهات بين ميليشيات الحوثي وقوات المؤتمر نحو 234 قتيلاً و 400 مصاب منذ مطلع شهر ديسمبر، كما أفادت مصادر حزبية ومحلية في صنعاء أن ميليشيا الحوثي الإيرانية أعدمت حوالي 200 أسير من أبناء وأقارب "صالح" وأفراد وأنصار قوات ومنتسبي حزب المؤتمر، فيما لا يزال مصير عدد من قادة وأنصار المؤتمر مجهولاً.
 
مواقف ودعوات
 
وأكدت ردود الأفعال والمواقف المختلفة حيال أحد أهم الأحداث البارزة على صعيد المشهد اليمني المتمثل بمقتل "صالح"، أن الغريم لليمن ودول الجوار بمنطقة الخليج العربي، واحداً وهو ميليشيا جماعة الحوثي الإيرانية، وأن صنعاء ستواصل الانتفاضة ضد الميليشيات الحوثية لأنها انتفضت من أجل وطن وليس من أجل شخص، وشددوا على ضرورة إعادة ترتيب وتوحيد صفوف حزب المؤتمر الشعبي العام وانضوائه تحت راية الشرعية في مواجهة الحوثي، كون الحرب مستمرة والتحالف العربي لن يسمح ببقاء سيطرة الحوثي على صنعاء.
 
كما اعتبرت بعض المواقف مقتل "صالح"، بمثابة رحيل أحد طغاة البلاد، وإزاحة صخرة من أمام طريق انتصار اليمن والتحالف العربي، والتمهيد لمرحلة جديدة تتحقق فيها كافة آمال وتطلعات وأحلام أبناء جنوب وشمال البلاد، من خلال مرحلة يسودها الأمن والأمان والاستقرار وقائمة على العدالة والمساواة، بعيداً عن مرحلة الإقصاء والتهميش التي عاشها اليمن واليمنيون خلال المراحل الماضية.
 
ومن جانبها دعت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك من أجل احتواء التداعيات الخطيرة للأوضاع في اليمن، كون اغتيال "صالح" على يد الميليشيات الحوثية "ينذر بانفجار الأوضاع الأمنية في هذا البلد المنكوب"، واعتبرت اغتيال "صالح"، بتلك الطريقة التي تمت تكشف للجميع "الطبيعة الإجرامية والمجردة من كل النوازع الإنسانية" لتلك الميليشيات التي تعد السبب الرئيسي وراء ما لحق بالبلاد من دمار منذ انقلابها على الشرعية في 2014م، والتي رفضت كل الحلول الوسط التي طُرحت لتسوية النزاع اليمني بصورة تجنب البلاد ويلات الحرب والدمار وخالفت العالم أجمع.
 
كما أكد المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة السفير خالد اليماني، أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كشف في كلمته خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن، عن عمليات تصفية تجري في صنعاء على يد ميليشيا الحوثي لأعضاء المؤتمر الشعبي، كما كشف اليماني، عن إعدام الآلاف خلال اليومين الماضيين على يد الانقلابيين، وأن هناك اتفاقاً لإجلاء العاملين الأمميين في المجال الإنساني من صنعاء جرّاء التطورات الأخيرة.
 
ودعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف اليمنية إلى خفض مستوى العنف والالتزام بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة من دون شروط من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وفي ختام الجلسة المغلقة حول آخر التطورات في اليمن، قال الرئيس الحالي للمجلس سفير اليابان كورو بيسو: إن المجلس متحد في قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني الرهيب الذي ما زال يتدهور في اليمن والذي بات على شفا مجاعة كارثية، وأشار إلى إدانة أعضاء المجلس بشدة للهجمات الصاروخية التي شنتها ميليشيات الحوثي على السعودية، مذكّراً بأن مجلس الأمن سبق وأن فرض حظراً على إرسال الأسلحة إلى اليمن.