آخر تحديث :الأحد - 30 يونيو 2024 - 03:15 م

اخبار عدن


أهمية المجلس الانتقالي في الدفاع عن القضية الجنوبية في ورقة عمل قدمها السياسي الجنيدي

الأحد - 14 يناير 2018 - 11:10 م بتوقيت عدن

أهمية المجلس الانتقالي في الدفاع عن القضية الجنوبية في ورقة عمل قدمها السياسي الجنيدي

عدن تايم / خاص :

نظم مركز مدار ندوة علمية حول المجلس الانتقالي وشارك في تقديم اوراقها نخبة من الاكاديميين والباحثين والسياسي الجنوبيين وقدم السياسي محمد الجنيدي ورقة علمية حملت عنوان " اهمية تأسيس المجلس الانتقالي في الدفاع عن قضية شعب الجنوب والحفاظ على ماتحقق من انتصار " ولأهمية الورقة ولما تحمله من حقائق معلومات قيمة ، " عدن تايم " تنشرها للقارئ الكريم :

في البدء يطيب لي احيي الحاضرين جميعاً وهذا الفيف الطيب من شرائح المجتمع المختلفة من سياسيين ومفكرين ومثقفين ومن نخب اجتماعية كما احيي مركز مدار للدراسات والبحوث الذي نظم هذه الندوة العلمية المكرسة لتتناول موضوع المجلس الانتقالي..
كما يطيب لي ايضاً ان اشكر القائمين على هذه الندوة الذين اتاحوا لي المجال لتقديم ورقة علمية حول احد محاور الندوة والمتعلق بأهمية تأسيس المجلس الانتقالي في الدفاع عن قضية شعب الجنوب والحفاظ على ما تحقق من انتصار والذي سنتطرق اليه فيما يلي :
اهمية تأسيس المجلس الانتقالي في الدفاع عن قضية شعب الجنوب والحفاظ على ما تحقق من انتصار .
قبل الحديث عن اهمية تأسيس المجلس الانتقالي ينبغي علينا اولا الحديث ولو بشكل موجز عن الاسباب والظروف التي دعت وساهمت في نشأة المجلس الانتقالي وتأسيسه بالشكل الذي تعرفونه كما يتعين علينا حتى تكتمل الصورة ان نعرج قليلاً على بعض المحطات التي مرت بها ثورة شعب الجنوب وصولاً الى المحطة التي دعت الى ضرورة الى تشكيل وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
من المعلوم ان ثورة شعب الجنوب منذ انطلاقتها كانت تنتهج الخيار السلمي الحضاري للتعبير عن صوت وإرادة الجنوبيين في رفض الظلم والضيم والالغاء والاقصاء والتهميش الذي مؤرس عليهم بطريقة ممنهجة وبشعة من نظام صنعاء الذي انقلب على الوحدة اليمنية وحولها من وحدة شراكة الى وحدة ضم والحاق ومنذ الوهلة الاولى التي انطلق شعب الجنوب في حراكه السلمي الحضاري كان لابد ان يتم تنظيم هذا الحراك الشعبي في اطر منظمة حتى يواكب التحديات وهو ما تم فعلا واصبح لهذا النشاط عدة مجالس و حركات تمثله ومع ذلك التعدد الذي يعتبر طبيعياً وفقاً للإمكانيات المتاحة في تلك الفترة كان لابد من إطلاق مبادرات لتوحيد ذلك التعدد وتلك الفصايل والمجالس في قالب ووعاء واحد او موحد يكون المعبر عن الارادة الشعبية والممثل لها في الإستحقاقات والمفاوضات التي ترعاها الدول الاقليمية والدولية .
ومع إدراك الجنوبيين بضرورة وجود حامل سياسي قوي يكون معبراً عن إرادة شعب الجنوب و محققاً لأهداف ثورته اطلقت العديد من المبادرات الهادفة لتكوين إطار وطني جامع تتوحد فيه كل التيارات والفصائل غير ان كل تلك الجهود لم يكتب لها النجاح والتوفيق وإنما اسهمت تلك المساعي والمبادرات في فهم محتوى التبايات وأوجه الاختلاف بين القوى الوطنية الجنوبية التي وجدت نفسها فجأة ومعها شعب الجنوب امام عدوان متجدد وحرب جديدة يقودها طرفي الانقلاب الحوثي العفاشي مطلع العام 2015 واجتاحت معها القوات العسكرية والمليشاوية القادمة من صنعاء اغلب مدن وقرى الجنوب وهو الشي الذي دعا ابناء الجنوب الى مقاومة العدوان وتبني خيار الكفاح المسلح الذي قادته المقاومة الجنوبية التي نجحت بفضل الإرادة الشعبية والعقيدة الوطنية وبمساعدة دول التحالف التي دخلت على خط المعركة في صد العدوان ودحره وتحرير جل المناطق الجنوبية من تلك المليشيات الغازية ..
حقق الجنوبيين إنتصار عسكري عظيم بدحرهم للمليشيات الانقلابية واصبحوا بفضل ذلك قوة عسكرية ضاربة غير ان ذلك الانتصار لم يكن مكتمل الاركان كون المقاومة الجنوبية خاضت المعركة امام العالم ظاهرياً تحت يافطة إستعادة الشرعية وفقاً لمقتضيات الحرب التي استوجبت توحيد الخطاب والشعار وفي الباطن تحت غاية وشعار تحرير ارض ومناطق الجنوب وكان لزاماً على الجنوبيين وعلى قواه الوطنية والسياسية ان تتوج ذلك النصر العسكري بنصر سياسي يكمله ويحافظ عليه من الاختطاف والضياع ومن هنا يمكننا ان نستلهم من اين جأت فكرة المجلس الانتقالي وما هي أهميته وكيف تم تكوينه وما هي الظروف التي اسهمت في خروجه في هذا التوقيت ؟
كان لابد على الجنوبيين ان يحافظوا على انتصارهم من الاختطاف والضياع عبر إيجاد كيان سياسي جنوبي يكون مكمل له ومن هنا اطلق اللواء عيدروس الزبيدي قائد المقاومة الجنوبية ومؤسسها ومحافظ العاصمة عدن حينها دعوة لتشكيل كيان سياسي جامع وبدأ في اجراء بعض المشاورات وتشكيل بعض اللجان الفنية لذلك المشروع غير ان تلك الخطوات كانت بطيئة وربما كانت تطبخ على نار هادئة على اعتبار ان الجنوبيين في طريقهم الى مزيد من التمكين في قيادة مؤسسات البلد غير ان ذلك لم يحصل وسعت اطراف حزبية الى إجهاض هذا التمدد الجنوبي في مؤسسات الدولة ومعها تم إعفاء وإبعاد اثنين من ابرز قيادات المقاومة الجنوبية من مناصبهم وهما محافظ عدن اللواء الزبيدي وهاني بن بريك وزير الدولة ليس لقضايا فساد او لقصور في تأدية دورهم ولكن لتقليص النفوذ الجنوبي وإضعافه داخل مؤسسة سلطة الدولة وشكل ذلك الحدث ناقوس خطر عند الجنوبيين وشعروا ان هناك من يتأمر على ثورتهم ويسعى لإختطاف انتصاراتهم فما كان من الجنوبيين الا الخروج للساحات والميادين في حشود عظيمة تمخض عنها ما عرف باعلان 4 مايو التاريخي الذي نصت بنوده على تفويض القائد عيدروس الزبيدي وتكليفه بتشكيل مجلس وطني جامع تنخرط فيه كل القوى والفصائل الجنوبية المؤمنة بأهداف وتطلعات شعب الجنوب ويكون معبراً عن إرادته و ممثلاً له في الإستحقاقات والمفاوضات المستقبلية ..
اتاح التفويض الشعبي الذي منح للقائد الزبيدي الفرصة للشروع والبدء في إتخاذ الخطوات الاولية نحو التأسيس ومعها تم تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي المكونة من 26 عضو من مختلف المحافظات الجنوبية وتبع تلك الخطوة الاعلان عن دوائر المجلس العاملة ولجان فنية متخصصة في اعداد الوثائق والاسس والنظام الداخلي واللوائح المنظمة لعمل المجلس ناهيك عن اعداد الرؤية السياسية والوطنية التي ينطلق منها المجلس الانتقالي الجنوبي امام العالم ..
وكون المجلس الانتقالي مشروع وطني يقوم وينطلق في مبادئه وثوابته على تحقيق الشراكة الواسعة كان لابد من استكمال عملية البناء والتأسيس وضمان مشاركة كل الاطياف والشرائح ومساهمتها في صنع وإتخاذ القرار ومعها تم تشكيل الجمعية الوطنية المالفة من 303 عضو تم اختيارهم بعناية فائقة وفق آلية راعت تمثيل مختلف الفئات وهي الجهة التي اسندت اليها مهمة التشريع وسن القوانين في المجلس الانتقالي الجنوبي.
ولم تنته عملية البناء والتأسيس عند اعلان الجمعية الوطنية بل تواصلت وتم تشكيل المجالس المحلية للمحافظات والمديريات والتي تعتبر الجهة التنفيذية في المجلس ومع كل تلك الخطوات الحثيثة في البناء لايزال المجلس بصدد تشكيل المجلس الاستشاري الذي يتكون من اكثر من 200 عضو من صفوة وخيرة نخب المجتمع الجنوبي..
كل ذلك البناء وكل تلك الخطوات التأسيسية لم يكن لها ان تتم بين ليلة وضحاها بل جأت بجهود مضنية وعمل شاق استغرق ايام واسابيع وشهور حتى وصل المجلس الانتقالي الى هذه المراحل المتقدمة التي شارف معها على الانتهاء من عملية البناء والتأسيس الكامل وهو الشي الذي عزز من دوره وحضوره وكان بمثابة الاساس المتين الذي ينطلق منه في تأدية وانجاز الدور الوطني الموكل اليه ..
ومع كل خطوة كان يخطوها المجلس الانتقالي بنجاح كان ينتصر بها لنفسه وللقضية التي يتبناها ويصون بها التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب طوال فترة كفاحه عوضاً عن إفشاله لكل مساع ومخططات ومؤامرات خصوم الوطن الذين لم يكفوا عن محاولاتهم في الإلتفاف على قضية شعب الجنوب ولم يدخروا جهداً في السعي للنيل من ثورته وحراكه ومقاومته الباسلة .
المجلس الانتقالي ومنذ اللحظة الاولى لتأسيسه اثبت مرة تلو الاخرى انه صمام امان لقضية شعب الجنوب ومكملاً لثورته وحافظاً لإنتصارات مقاومته و وفي لدماء شهدائه الابطال الذين لا يسعنا في هذا المقام وعند الختام الا نسال الله ان يتغمدهم ويشملهم برحمته ومغفرته وان يسكنهم فسيح جناته.