آخر تحديث :الإثنين - 01 يوليه 2024 - 01:08 ص

كتابات واقلام


قرارات المعاشيق والنتيجة العكسية

الجمعة - 28 يونيو 2024 - الساعة 09:13 م

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


استبشر المواطن المحاصر، خدميا واقتصاديا وتنمويا وفكريا، في المناطق الجنوبية المحررة، حين تلألا وميضا وجهته هذه المرة من قبل شرعية المعاشيق، بارقة أمل تجلت بإصدار قرارين اقتصاديين جاءت بعد مخاض عسير دام تسعة أعوام، فكان القرار الأولى متعلقا بتجميد العملة المحلية اليمنية القديمة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين منذ بداية الانقلاب على السلطة في صنعاء، والقرار الثاني المتعلقة بنقل مقرات البنوك والشركات والمنظمات وكذلك بنقل مكتب اليمنية إلى العاصمة عدن.

لقد شكلا هاذان القراران مؤشرا طيبا، ورغم أنهما جاءا متأخران، لكن الأمل لدى قطاع كبير من الشعب كان حاضرا وكان ظنهم بأن هذه بداية الحرب الحقيقية، لإخضاع المليشيات الحوثية، لكن الأمر جاء عكس تلك التوقعات والآمال، فكان لقرار تجميد الجملة القديمة أثرا سلبيا على سعر الصرف للعملة المحلية في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب المحررة، حيث كان سعر الصرف قبل القرار مثلا الريال السعودي 465 بينما ارتفع بنسبة عالية بعد عشرة أيام من إصدار القرار إلى مستوى 482، وكذلك العملات الأجنبية الأخرى، بينما العملة القديمة نفسها التي وقع عليها القرار ظلت ثابتة عند مستواها الأول ولم ترتفع سنتا واحدا.

أما فيما يخص قرار نقل المقرات الرئيس لمكاتب المنظمات الدولية والشركات والبنوك فلم نر أي تحرك ملموس، لتطبيق ذلك القرار على الواقع.

والطامة الكبرى تجلت حين كنا نتوقع أن مكتب اليمنية الذي يمارس نشاطه الفعلي في العاصمة عدن منذ سنوات، إذ بأصوله الثابتة تتحول في ليلة وضحاها إلى صنعاء عبر مسرحية هزلية للنظام الحاكم في معاشيق عدن، حين أرسل سىرب من طيران اليمنية العاملة إلى مطار صنعاء، لتعلن بعدها سلطات الأمر الواقع في صنعاء تأميمها ومصادرة أصولها كما تتدعي بأنها استعادة الفرع إلى الأصل وذلك منهجهم منذ أمد بعيد.

ومن المضحك حين سخر أحد المعلقين على هذه الحادثة، حين دعاء حكومة العليمي بإرسال السلالم الكهربائية لتلك الطائرات في أقرب رحلة شحن برية لكي تستكمل فصول المسرحية الهزلية.