آخر تحديث :الأحد - 30 يونيو 2024 - 09:53 م

اخبار عدن


الصحافة الخارجية: الحوثيون يقصون المؤتمر.. والمفلحي نائباً لهادي

السبت - 03 فبراير 2018 - 11:23 ص بتوقيت عدن

الصحافة الخارجية: الحوثيون يقصون المؤتمر.. والمفلحي نائباً لهادي

عدن تايم/ خاص

تناولت الصحف والمواقع الخارجية أخبار اليمن ليوم السبت بقدر كبير من الإهتمام ، وركزت بعضها على ما تمارسه ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من إنتهاكات والتي كان أخرها الإقصاء الكلي لأعضاء حزب المؤتمر من أي حوار خارجي ، فيما إهتمت أخرى بما يتداول من أنباء عن تعيين المفلحي نائباً للرئيس هادي خلفاً لعلي محسن الأحمر الذي لا يحضى بقبول أطراف كثيرة مؤيدة للتحالف ومنها حزب المؤتمر والمقاومة الجنوبية .

كذلك تناولت الصحف أخبار التقدم الميداني للقوات اليمنية في محافظة تعز شمال البلاد ، وأخرى تداولت مقالاً لباحث عراقي تحدث عن أساس الوحدة اليمنية وإستحالة إستمرارها بعد اليوم بين شمال اليمن وجنوبه .

ورصدت عدن تايم أبرز تلك التناولات الصحفية ليوم السبت :


الحوثيون يقصون «المؤتمر» من أي حوار خارجي

البداية من صحيفة الرأي الكويتية التي قالت في تقرير لها وفقاً لمصادر مطلعة أن الحوثيين «أقصوا» حزب «المؤتمر الشعبي العام»، الذي كان يتزعمه الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، من الوفد المعني بإجراء حوار ومشاورات مع جهات عربية ودولية، معتبرة أن الانقلابيين «يحاورون أنفسهم».

وأضاف أن وفداً للحوثيين قال إنه أجرى مشاورات مكثفة مع عدد من سفراء الدول الخليجية والاجنبية، منذ نحو أسبوع، وبرئاسة الناطق الرسمي باسمهم محمد عبدالسلام الذي غادر صنعاء إلى العاصمة العمانية مسقط، قبل أيام عدة، حيث قال إنه يسعى «لمواصلة الجهود مع المجتمع الدولي لإيجاد حل للنزاع في اليمن». وأشارت إلى أن الحوثيين شكلوا وفداً جديداً، برئاسة عبدالسلام، ومن دون أي عضو من «المؤتمر»، وذلك بعد شهرين على قتلهم صالح.

وإعتبرت مصادر الصحيفة أن عدم اعتماد الحوثيين، أيضاً، على وزارة الخارجية في تشكيل الوفد، رغم أنهم يسيطرون عليها مع أنه يرأسها القيادي في «المؤتمر» هشام شرف، «يؤكد أنهم تخلصوا من الأمين العام للحزب عارف الزوكا باغتياله، حتى لا يكون منافساً له في أي حوار مقبل، وظهرت مؤشرات ذلك من محاولة الحوثيين جعل رئاسة الوفد، إلى محادثات الكويت في العام 2016، برئاسة عبدالسلام بدلاً من الزوكا».

ورأت أنه «ليس هناك حوار مع أحد، وأن وفد الحوثيين برئاسة ناطقهم يحاور نفسه، وهم يختلقون قصصاً ليست حقيقية، حتى يوهمون الشعب اليمني بأنهم مقبولون دولياً»، مؤكدة أن المجتمع الدولي «يريد حلاً متكاملاً يجمع كل الفرقاء، ولا يريد ربع حل، وأن الحوار إذا جرى، فسيكون بحضور حزب (المؤتمر)».

وشددت على أن وجود أي عضو في حزب المؤتمر مع وفد الحوثيين «لا يمثل القيادة في صنعاء، ولا يمثل إلا نفسه لأن الحزب لم يرشح أحداً منذ مقتل الأمين العام على يد الحوثيين».

وكشف مصدر ديبلوماسي يمني أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اشترط على الحوثيين، خلال زيارته الأخيرة إلى مسقط في ديسمبر الماضي، «إشراك (حزب المؤتمر) في الحوار، وتسليم جثة صالح، والإفراج عن أبنائه المعتقلين في صنعاء».


أنباء عن تعيين المفلحي نائبًا لهادي

ونشر موقع إرم نيوز العربي ما تداولته وسائل إعلام محلية يوم الجمعة عن وجود أنباء عن تعيين عبدالعزيز المفلحي نائباً للرئيس هادي خلفاً للأحمر الذي لا يحظى بقبول أطراف يمنية عديدة مؤيدة للتحالف العربي ، وقال الموقع أن هناك تضارب أنباء حول تعيين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمحافظ عدن المستقيل عبد العزيز المفلحي، إثر عودته بشكل مفاجئ إلى الرياض قادمًا من موسكو.

فبينما تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصحف محلية، أنباء تفيد بأن المفلحي عُيّن نائبًا لهادي، خلفًا لمحسن الأحمر، قال آخرون، إنه استدعي للقصر ليعيّن رئيسًا للحكومة.ولم تصدر السلطات اليمنية أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي أيًا من الشائعتين، في حين رفض مسؤول حكومي كبير في الشرعية التعليق على الموضوع، خلال حديث مع إرم نيوز بالهاتف.

وقال الموقع أنه وبحسب متابعين للملف اليمني، فإن السلطات الشرعية مطالبة باتخاذ إجراءات لإعادة تنشيط نفسها، في ظل مطالب شعبية بتسريع وتيرة العمليات في جبهات القتال، وتحسين الوضع في المناطق المحررة.

وأشار أنه في حال صحت الأنباء المتداولة بخصوص تعيين المفلحي، فسيكون أول إجراء من الرئيس هادي لاحتواء آثار الأحداث الأخيرة في عدن.

وتفاعل نشطاء يمنيون مع أنباء تعيين المفلحي في منصب قيادي بالسلطات الشرعية، حيث يحظى الرجل الذي كان محافظًا لعدن بقبول من معظم الفرقاء اليمنيين ، وقال عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، جمال بن عطاف، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:"المستشار الإعلامي للمفلحي، فراس اليافعي، يؤكد وصول المفلحي إلى القصر الذي يقيم فيه الرئيس هادي في الرياض، مؤكدًا أن ضغوطًا تُمارس من قبل نفوذ في مؤسسة الرئاسة لمنع إصدار أي قرار بتعيين المفلحي نائبًا للرئيس هادي".

وفي خطاب استقالته من محافظة عدن، اتهم المفلحي بن دغر بالضلوع في عمليات فساد كبيرة. وفي هذا الصدد، قال أحد المغردين:"أعتقد من أفشل المفلحي هو بن دغر، بحسب خطاب المفلحي نفسه، وضح من سرق ميزانية عدن ومن عرقل عمله".

وأضاف آخر: "الشيخ عبدالعزيز المفلحي نعم الرجل الذي حارب الفساد وهو في منصب محافظ عدن، وقال: نحن الآن في وسط مافيا من الفاسدين بقيادة بن دغر .. لم يخف في الله لومة لائم، وقالها في وجه عصابة الفساد لا وألف لا لوجودكم يا من سرقتم الماء والهواء من أفواه الشعب" .

وأعرب المفلحي في خطاب استقالته عن “أسفه لما وصل إليه حال المحافظة، من تردي الخدمات الأساسية وانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع الأسعار، بالتزامن مع الانهيار السريع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية". وحمّل المفلحي، الذي كان حينها يتواجد في العاصمة المصرية القاهرة، للعلاج، حكومة بن دغر، مسؤولية “إعاقة كافة الجهود والمحاولات التي دعمها التحالف العربي؛ من أجل استعادة نهضة وتنمية المحافظة”.


قوات الشرعية تتقدم نحو «دمنة خدير» و«الحوبان» و«البرح» في تعز

ونقلت صحيفة الإمارات اليوم عن الناطق الرسمي باسم محور تعز العسكري، العقيد عبدالباسط البحر، تأكيده عن تقدم قوات الشرعية نحو مدينة الدمنة، مركز مديرية خدير، ومنطقتي الحوبان والبرح في محافظة تعز، وقرب اختراق جبهات ميليشيات الحوثي الإيرانية في شرق مدينة تعز وغربها والجنوب الشرقي وفي الجبهات الشمالية، مشيراً إلى أن الميليشيات تلقت خلال الأيام الماضية، ضربات نوعية من قبل الجيش ومقاتلات التحالف، أدت إلى انهيار نسق دفاعه الأول في مختلف الجبهات، فيما تمكنت قوات الأمن اليمنية من ضبط خلية حوثية في مأرب، كانت تنوي القيام بعمليات إرهابية، بالإضافة إلى ضبط شحنة أسلحة في الجوف.

وأضاف البحر أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت والانتصارات التي ستثلج صدور أبناء تعز واليمن والمحيط العربي، بعد تمكن الجيش بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف من تحقيق اختراقات نوعية في مختلف جبهات العدو الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية والقطاعات المتفرقة الأخرى، وبات متمركزاً على مشارف خطوط الإمداد والمواقع الاستراتيجية للميليشيات الحوثية.

مؤكداً أن ميليشيات الحوثي الإيرانية تلقت أكبر ضربة في جبهة الصلو، التي أفقدتها التوازن والتحكم بطرق الإمداد والعمليات العسكرية في جبهات الجنوب والجنوب الشرقي لتعز، وأدت إلى مصرع العميد محمد عبدالحق قائد لواء 201 ميكا بالصلو، إلى جانب عدد من عناصره على يد الجيش اليمني، وهو أحد أبرز القيادات الميدانية في جبهتي الجنوب والجنوب الشرقي لتعز التابع للميليشيات، في حين تكبدت الميليشيات 22 قتيلاً وعشرات الجرحى، ودُمر عدد كبير من آلياتها وتحصيناتها على يد الجيش ومقاتلات التحالف.

وأوضح البحر أن جبهتي الجنوب والجنوب الشرقي للمدينة حققتا تقدماً كبيراً باتجاه دمنة خدير، التي بات الجيش متمركزاً على مشارفها، وخط عدن - تعز، ويستعد لاقتحامها باعتبارها المركز الأولى لعمليات الميليشيات في الجنوب بشكل عام، إلى جانب تقدم وحدات من اللواء 35 مدرع باتجاه مناطق الزيلعي والعدنة والحوبان من الجنوب الشرقي، مشيراً إلى أن ميليشيات الحوثي بدأت بإعادة تمركز عناصرها في الحوبان، ونشر القناصة وحفر الخنادق وبناء المتارس استعداداً للمواجهة الفاصلة والحاسمة مع الجيش المتقدم نحو معاقلها في المنطقة من جهات متفرقة، منها التقدم نحو تلال الجعشة والسلال وسوفتيل ووصل إلى مراكز متقدمة. (...)


مصادر تنفي لـ«الخليج» إطلاق الحوثيين سراح نجلي الرئيس صالح

صحيفة الخليج الإماراتية نشرت عن مصادر مقربة من عائلة الرئيس السابق علي صالح نفيها على ما تداولته العديد من وسائل الإعلام المحلية والخارجية حول إطلاق ميليشيا الحوثي سراح نجلي الرئيس الراحل المحتجزين في أحد السجون منذ الرابع من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وقالت أن جماعة الحوثي رفضت كافة مساعي الوساطة لوجاهات قبلية وشخصيات سياسية قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، لإطلاق سراح نجلي صالح «مدين» و«صلاح»، مشيرة إلى أن الميليشيا لا تزال تحتجز العديد من ضباط وجنود قوات الحرس الجمهوري، ومن ضمنهم قائد الحرس الخاص بالرئيس صالح العميد علي معوضة، الذي يتعرض للتعذيب في سجن تابع للميليشيا بصنعاء.

ولفتت إلى أن الحوثيين بادروا إلى إصدار مذكرة موقعة من قبل رئيس ما يسمي بالمجلس السياسي الأعلى إلى البنك المركزي بصنعاء لمصادرة أرصدة بنكية مملوكه للرئيس الراحل وأولاده و45 من أقاربه، وهو ما يتقاطع مع القوانين السارية التي تشترط لمصادرة الأرصدة البنكية أو تجميدها، صدور حكم قضائي.


قرقاش يدعو الأطراف اليمنية إلى المفاوضات بشأن أزمة عدن

وتداولت وسائل إعلامية مختلفة تغريدات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي قال "معالجة التحالف الحصيفة لأزمة عدن تفادت فتنة سببها غياب الحكمة من كافة الأطراف، الأولوية لهزيمة الحوثي ومشروعه". وطالب الأطراف اليمنية بالتشاور بشأن أزمة عدن، مشيرا إلى أن "الحوار اليمني الجدي مطلوب للتعامل مع قضايا حقيقية تراكمت سلبيا".

وتابع "نحن مطالبون بالدعوة إلى حسن تدبير الأمور وتقديم الأولويات دون تناسي المطالب، فنحن أيضا مطالبون بالمبادرة سياسيا على ضوء التصدعات الكبيرة في موقف التمرد الحوثي وشرعيته". وأضاف قرقاش "من الضروري التأكيد لأصحاب الفتن ولمحبي التصيد في المياه العكرة بأن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي، نبني شراكة استراتيجية تشمل أزمة اليمن وتتجاوزها".

وأعرب الوزير الاماراتي عن سعادته حيال تأكيد "سياسي يمني مهم" وقال "إن موقف الإمارات في اليمن نبيل، وسيكتب التاريخ بحروف من ذهب عن فزعتها لجيرانها وتضحيات أبنائها وشفافية موقفها".


تأكيد أمني وقبلي للتصدي للإرهاب في شبوة

بدورها قالت صحيفة الإتحاد الإماراتية في تقرير لها أن عدد من شيوخ ووجهاء القبائل في بني هلال بمحافظة شبوة، جنوب شرق اليمن،أعلنوا تأييدهم للجهود الأمنية المبذولة بمساندة التحالف العربي لمحاربة الإرهاب والتطرف في المحافظة، ووفقاً لمصدر قبلي للصحيفة قال بأن وجهاء وشيوخ من قبائل بني هلال أعلنوا استعدادهم لتقديم الدعم لقوات النخبة الشبوانية والتحالف العربي من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والتصدي للعناصر الإرهابية التي شنت قبل أيام هجوماً على قوات الأمن في نقطة نوخان شرق عتق.

وأضاف أن عدداً من شيوخ وأعيان قبائل بني هلال في مناطق مرخة وجردان والحاضنة عقدوا لقاء موسعاً لمناقشة تداعيات الحادث الإرهابي الذي وقع الثلاثاء الماضي في نوخان وأسفر عن مقتل 13 جندياً من قوات النخبة الشبوانية، وإصابة آخرين.

ووجه ممثلو القبائل رسالة إلى قيادة التحالف في شبوة أكدوا فيها رفضهم لمثل هذه الاعتداءات الإرهابية، مضيفين أن القبائل ستقف سندا لكل الأجهزة الأمنية للقيام بواجبها في التصدي للعناصر الإرهابية والقضاء عليها. وأبدت قيادة التحالف استعدادها التام لتوفير كل الاحتياجات العسكرية اللازمة لأفراد النخبة الشبوانية من أجل استمرار مهامها في التصدي للإرهاب والتطرف وتعزيز الأمن والأمان في كل أنحاء شبوة. وعبر شيوخ قبائل بني هلال عن ثقتهم بقيادة التحالف الممثل بدولة الإمارات العربية المتحدة وشكرهم على الجهود والتضحيات التي يبذلونها من أجل شبوة وأمنها واستقرارها.


عدن وصنعاء.. أساس الوحدة الواهي

من جانبه نشر موقع ميدل إيست أونلاين مقالاً للباحث العراقي في التراث والفلسفة الإسلاميين وعضو هيئة تحرير المسبار للدراسات والبحوث رشيد خيوان ، شرح فيه أسباب الوحدة اليمنية وأكد إستحالة إستمرارها لان الكوارث ستتابع .

وقال خيوان أن صنعاء إعتمدت في مواجهتها مع عدن على القوى التي فُرزت خلال الانقلابات؛ ومِن ضمنها القوى الدِّينية، والإخوان والسَّلفيون من ضمنهم، وذلك بعد الخطوة التَّصحيحية 22 يونيو (حزيران) 1969، هكذا كان يُعرف انقلاب التيار الماركسي والقوميين العرب الذي أوصلهم إلى السُّلطة. أما عدن فكانت تعتمد على القوى اليسارية، والتي دخلت بعد ذلك في “الحزب الاشتراكي اليمني”، الذي تأسس عام 1978، وكانت الحرب الباردة العالمية تفصل البلدان، الشّمال مع أمريكا والدول الغربية، والجنوب مع الاتحاد السُّوفيتي.

اتضح الموقف من حرب أفغانستان، الشّمال يبعث بالمجاهدين، وإعلامه مسخر لها، والجنوب يحتفي بالسفير الأفغاني والقادة الأفغان الاشتراكيين، وكثيراً ما كان يستغل الشَّمالُ الدِّين في إعلامه ضد الجنوب، فيأتي بالشيخ متولي الشعراوي (ت 1998) ليلقي دروساً ضد الاشتراكية عبر شاشة التلفزيون الصنعاني، ضمن حلقات لتفسير القرآن، معتبراً الرأسمالية رزقاً من الله، كذلك كان علي عبدالله صالح يشن الهجوم على الحزبية والتَّحزب، قبل تشكيل حزبه “المؤتمر العام”، نكاية بحزبية الجنوب، بينما -من جانبه- كان الجنوب يحاول تثوير الزَّيدية، وإبراز داخلها الثوري القديم الممثل بثورة زيد بن علي (قتل 122ه) ضد سلطة الشمال، وهكذا كان الدين يُدخل في النِّزاع بشكل جلي.

ولفت أنه بالوقت الذي كان فيه الجنوب يُحرم عمل الإخوان المسلمين، والقوى السلفية بشكل عام، كان للإخوان وللسلفيين موقع مؤثر بالشّمال، فقد أسس الشَّيخ عبدالمجيد الزَّنداني ما عُرف بـ”معاهد الإيمان” بصنعاء، واستقر الشيخ مقبل الوادعي (ت 2001)، صاحب الصلة بحركة جهيمان، بدماج قرب قلعة الزّيدية الدينية صعدة، ومن معهده أخذ بالكسب المذهبي، بينما كانت معاهد الإيمان تُجند وتوجه الجهاديين إلى أفغانستان، وحينها ظهرت بوادر تحزب الزيدية بظهور حزب الحق.

كان التعليم بصنعاء وتوابعها تعليماً دينياً، إلى حدٍ بعيد، وأغلب المدرسين المستقدمين من الخارج، السُّودان ومصر والعراق (بينهم مراقب الإخوان المسلمين العراقيين عبدالكريم زيدان)، مِن القوى الدينية، وعلى وجه الخصوص الإخوان المسلمين، بينما التعليم بعدن وتوابعها يعتمد استقدام اليساريين من البلدان نفسها، كالحزب الشُّيوعي السُّوداني والحزب الشُّيوعي العراقي، والتقدميين اليساريين المصريين، وهذا يشمل الذّكور والإناث من المدرسين، وقد وصل عدد منتسبي الحزب الشُّيوعي العراقي، العاملين بالتعليم الثَّانوي والجامعي وبقية دوائر الدولة في النصف الأول من الثَّمانينيات، إلى عدد كبير، ووجود بات ملموس الكثافة بعدن والمكلا والمناطق النائية من اليمن الديمقراطية.

كذلك القُوى الدِّينية العدنية المسيسة اتخذت من صنعاء مقراً، يعاكسه أن القوى اليسارية الصَّنعانية اتخذت من عدن مقراً لها. أخذت المدارس بعدن، منذ أواسط السَّبعينيات من القرن الماضي، تُدرس الفلسفة الماركسية، المادية الديالكتيكية والتاريخية، بالمقابل تبنت صنعاء كل ما هو ضد الماركسية والاشتراكية في التَّعليم وفي الإعلام، ناهيك عن التباين في المواقف السياسية الخارجية، تبعاً لتقابل المحورين الأمريكي والسوفيتي.

وقال أن عدن صارت ملجأ لمَن أفتى بكفره رجال الدِّين الدائرون بفلك الإخوان المسلمين؛ مثل الأستاذ الجامعي حمود العودي، الذي فرَّ إلى عدن في الثمانينيات، وأصبح رئيساً لقسم الفلسفة في جامعة عدن، وأغلب المدرسين الشماليين من الماركسيين أو المحسوبين على القوى اليسارية، بشكل أو بآخر، تستقبلهم مؤسسات التعليم بعدن، والعكس صحيح.

وأوضح أنه لم تنته لعبة استغلال الدِّين عند هذا الحّد، فلما صارت المصلحة لكفة الشَّمال في شأن تحقيق الوحدة، أراد علي عبدالله صالح الإسراع بها، وتليين جانب المتشددين الماركسيين ضدها في الجيش الجنوبي والحزب الاشتراكي اليمني، لإظهار نفسه على أنه محاط بأعداء الوحدة، وهم الإخوان المسلمون، كي يعلن حسن النية مع الاشتراكيين، فسُيرت التظاهرات الإخوانية ضدها بصنعاء، على أنها مع نظام ماركسي كافر، نظم العلاقات الاجتماعية بقوانين وضعية ضد الشَّريعة، وهذا ما ظهر في فتاوى رجال الدِّين ضد عدن، خلال حرب صيف 1994، والتي انتهت فيها الوحدة وبدأ عهد الاجتياح والاحتلال.

مشيراً أن الجنوب كان يتحين الفرصة لإقامتها زحفاً بالقوى اليسارية على الطَّريقة الثورية الفيتنامية ضد الدولة (الرَّجعية)؛ أما الشّمال فأرادها زحفاً بالقوى الدِّينية ضد الدولة (الشُّيوعية الكافرة). نجح الأخير، بعد حين، وتمت الوحدة التي يفكر بها في اجتياح عدن في صيف 1994، عندما وظف المجاهدين العائدين من أفغانستان كطلائع لقواته العسكرية، إلا أن تقدير الاشتراكيين كان مخلوطاً، بأنهم عبر الديمقراطية سيجتاحون الشمال سلمياً، وفقاً لتصورات رفاقهم الشماليين، الذين كانوا أعضاءً في الحزب الاشتراكي اليمني.

وأكد في ختام مقاله بالقول " هو أساس الوحدة اليمنية الواهي، وستظل الكوارث تتتابع، بعد أن استيقظ الجنوبيون ليجدوا أنفسهم في وادٍ ونظام صنعاء في وادٍ آخر، فلو أُخذ الحراك الجنوبي بنظر الاعتبار، وأعطيت عدن ومحافظاتها مجالاً بإدارة نفسها، لتجنبت تعاقب الاجتياحات، وها هي الحرب تدور اليوم بين الجنوبيين والحكومة، التي تريد اليمن كاملاً، والواقع المعيش، وجود (يمنات) لا يمن واحدة، لكن يبقى الجنوب واضح الملامح" .