آخر تحديث :الجمعة - 12 يوليه 2024 - 06:06 ص

اخبار وتقارير


أحداث عدن الأخيرة.. لا خوف على النسيج الاجتماعي

الجمعة - 09 فبراير 2018 - 12:57 م بتوقيت عدن

أحداث عدن الأخيرة.. لا خوف على النسيج الاجتماعي

كتب/ اصلاح صالح

رصاصة قناص سَرقت أحلام سالم شوقي بانافع (24 عاماً)، تناثر الدم منه، ولامس جسده التراب، ابن عدن، وأحد ضحايا أحداثها الأخيرة، من أوائل الذين حملوا السلاح قبل ثلاث سنوات في المدينة، ترك دراسته الجامعية فور انطلاق شرارة الحرب الأولى، ليلتحق في 2016م بألوية «الحماية الرئاسية».
الرصاصة التي قتلت بانافع كانت حاضرة في مشهد آخر، لتخترق هي الأخرى أحلام الشاب وهاج البكيلي، أحد المنتسبين إلى «الحزام الأمني»، ليسقط شابان من جبهة، لجبهتين متحاربتين في زمن «التحالف»، جمعتهم مقبرة واحدة.
زيادة وعي
الأحداث الأخيرة، التي خلّفت العشرات بين قتيل وجريح، لم تتعد المشاركة فيها على وحدات عسكرية موالية لحكومة «الشرعية» والمجلس الانتقالي، رغم المخاوف من تكرار مجزرة 86م، والتي كان طرفاها أبناء المناطق الجنوبية، وهو ما يرجعه مراقبون اليوم إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على النسيج الاجتماعي، ومع ذلك يتخّوف البعض من تبعاتها إذا لم تتخذ خطوات جادة للمصالحة ومحو آثارها، وهذا ما أكدّه اجتماع مجلس الوزراء، أمس الأربعاء، في العاصمة المؤقتة عدن.
تعزيز النسيج الجنوبي
ويقول الصحافي الجنوبي ماجد الداعري، إن «من يرى أن استعادة أبناء الجنوب السيطرة على أرضهم أمراً مخيفاً أو يفسد النسيج الاجتماعي، هو بالتأكيد شخص خارج عن الإجماع الوطني الجنوبي، ودخيل على عدن والجنوب، ولا يرى إلا بعين مصالحه وجماعته الضيقة، وبالتالي لا يعد له رأي في موضوع مصيري كهذا».
ويكمل: «أحداث عدن الأخيرة تعزز النسيج الجنوبي وتزيد من قوة الروابط السياسية بين أبناء الجنوب، وتثبت لهم أنهم أمام تحد مصيري يرتبط بمستقبلهم، وأن عليهم أن يكونوا أكثر وحدة وعند مستوى مواجهة المخاطر والتحديات المصيرية المرتبطة بمستقبلهم».
محاولة لـ«شق الصف»
وتؤكد الإعلامية رندا عكبور، أن المواطن في عدن وصل إلى درجة من الوعي لما يدور حوله من أحداث، لهذا لا ترى تفكيكاً للنسيج الاجتماعي الجنوبي، رغم كل ما يحدث من تعبئة للشارع الجنوبي ومحاولات لشق الصف.
وتردف: «صحيح حدثت اشتباكات وراح ضحيتها شباب من الطرفين وهذا يحزننا جداً لأنهم جنوبيون والجنوب بحاجة لهم جميعاً، الجنوب له هدف واحد وحلم واحد وهو استعادة الدولة الجنوبية، وإذا وجدت جماعة أهدافها أخرى ولها أطماع شخصية وتحاول استغلال سلطتها لتحقيق هذه الأهداف فهي مكشوفة والشعب الجنوبي سيتصدى لها، شعب الجنوب هدفه واحد ومعروف ويسير وفق أسس ثابتة».
إستدعاء 86م الدامي
ويؤكد رئيس منظمة «فكر» علي محروق، أنه «رغم المخاوف الكبيرة من تسبب الأحداث الأخيرة بصراع مناطقي، فإن الطابع المدني لعدن وتنوع سكانها كان سبباً في تجاوز كارثة من هذا النوع».
ويستدرك: «حاول البعض استدعاء ذكرى مجزرة عام 86م الدموية، والتي كانت خلالها مدينة عدن مسرحاً لصراع مناطقي جنوبي، لكن الواقع أثبت فشل هذا الرهان، عدن خلال العقود الماضية تخلصت من مثل هكذا نزعات، ناهيك عن ميل غالبية السكان للاستقرار وتوفير الخدمات عقب الصراعات المتعاقبة، وكذا وجود التحالف العربي الذي نجح في إيقاف القتال قبل اتساعه».
أبناء عدن والنسيج الاجتماعي
ويرى المحلل السياسي منصور صالح، أن «القوى المعادية من خارج الجنوب استشعرت وقع الهزيمة ووجعها، ولذلك فهي ستسعى بكل ما تملك من إمكانات مالية وإعلامية لتهزمنا بطريقتها وعبر محاولة ضرب النسيج الاجتماعي، وهو ما ينبغي التنبه له، الخطاب التصالحي لكل الجنوبيين هو المطلوب اليوم وغداً وإلى الأبد، حتى تعود للجنوب عافيته وقوته وينطلق نحو مستقبله الذي لن يبنيه أحد بمفرده. تحية لكل جنوبي حر يمثل الجنوب كل همه، وقبلة على كل شهداء الجنوب ومنهم شهداء الأحداث الأخيرة من أبطال الحماية الرئاسية والحزام الأمني والمقاومة الجنوبية».
ويضيف: «ما تميزت به عدن تنوع النسيج الاجتماعي العدني (أبناء عدن) الذين عرفوا بطيبة قلوبهم ورحابة صدورهم وحبهم للجنوب، والتاريخ يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النسيج الاجتماعي في عدن تشكل قبل بدء مرحلة الاحتلال البريطاني بمئات السنين، حيت ذكر لنا التاريخ عن وجود الدولة الطاهرية في عدن، وقبلها مآثر عدن التاريخية، وهذه دلالات تؤكد أن عدن تواجد فيها النسيج الاجتماعي للسكان قبل الاحتلال البريطاني».
العربي