آخر تحديث :الإثنين - 01 يوليه 2024 - 02:28 م

اخبار وتقارير


تقرير خاص- من يقف خلف عودة الاغتيالات إلى عدن..؟

الخميس - 08 مارس 2018 - 03:38 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- من يقف خلف عودة الاغتيالات إلى عدن..؟

تقرير/ فتاح المحرمي

من جديد تطل الاغتيالات في العاصمة عدن التي شهدت استقرار نسبي خلال الفترة الأخيرة الماضية ، وعلى الرغم من بعض القصور الأمني ، إلى أن مشاريع صناعة الفوضى تطل براسها من جديد في عدن وبدعم خارجي وتنسيق وتنفيذ داخلي ، هذه الأطراف الداخلية والخارجية حتى وإن لم تكن مواقفها معلنة أو مشار إليها من الأطراف المضادة إلى أن ما اخفته السياسة أظهرته الاله الإعلامية التابعة لمشاريع الفوضى ، التي عملت وتعمل مؤخرا على محاولة تزييف وتشويه الإنتصارات على الإرهاب من جهة ومن جهة أخرى تحرض ضد تلك الأجهزة الأمنية الجنوبية.
وفي الوقت الذي ترجح الوقائع علاقة تحالف صناعة الفوضى والانفلات الأمني (تركيا - قطر - إخوان اليمن) بأحداث عدن الأخيرة ، إلى أن هذا لا يعفي الجهات الأمنية من أن تتحمل جزئية القصور من جانبها وعدم ضبط المخالفات المرورية وترقيم السيارات ، والفوضى ، وانتشار حمل السلاح ، والتدريب والتاهيل للكوادر والتي تعد قصور توفر بيئة للجهات المعادية التي مع الأسف تخترق الشرعية ، ناهيك عن الانقسام السياسي والأمني.  
ومؤخرا شهدت العاصمة عدن ومحافظات جنوبية اخرى  عملية ارهابية وعدة اغتيالات، ففي ال24من الشهر الماضي تم استهداف معسكر قوات مكافحة الارهاب ، المجاور لمقر المجلس الانتقالي الجنوبي ، بسيارتين مفخخة في التواهي بعدن، قتل وجرح على اثرها العشرات ، واتت في الثاني من مارس عملية اغتيال الشيخ العلامة بن سميط في مدينة العين بحضرموت ، وعملية اغتيال جنديين في امن ميناء عدن (الأحد) في المنصورة ، ويوم الاثنين نائب قائد المنطقة السابعة الأمنية بعدن في مديرية الشيخ عثمان.
 
اللواء شلال: مؤامرة لإعادة الإرهاب
 
وفي الوقت الذي قال أنها مؤامرة لاعادة الإرهاب إلى عدن ، توعد مدير أمن عدن بالتصدي لتلك المؤامرة ، وقال إن الاغتيالات الأخيرة لن يقلق الأمن ، وأن حلم تلك الجماعات لن يتحقق.
حيث قال مدير امن عدن اللواء/ شلال شايع خلال فعالية نظمتها ادارة الدفاع المدني صباح الإثنين في ساحة العروض بعدن: ان اغتيال الشهيد/ عبدالكريم عبدالله اليوم وجنديين يوم امس (الأحد) لن يقلق قوات الامن ، مؤكدا ان الجماعات التي تحلم باعادة الاغتيالات والانفلات الى عدن، لن تحقق اهدافها.
واضاف: لن نكون الا شهداء، وعدن تحررت ولن تكون الا محررة.
وتوعد مدير الأمن بالتصدي بكل قوة للاغتيالات التي تشهدها المدينة، مؤكدا وجود مؤامرة لاعادة مسلسل الارهاب وداعش والقاعدة.
 
 
الداخلية .. وكان الأمر لا يعنيها
 
 
على الرغم من أن وزارة الداخلية اليمنية عقدت إجتماع لها الإثنين ، أي بعد عملية الإغتيال التي شهدتها المنصورة وكذا على بعد أيام من التفجيرات الإرهابية التي ضربة مقر مكافحة الإرهاب بالتواهي الاسبوع الماضي ، الى أنها وفي الإجتماع ركزت على مناقشة سير عمل القطاعات والإدارات في الوزارة ، وأشارت إشارة بسيطة - وعلى حياء منها - لحوادث الإغتيال واكتفت بالدعوة لرفع تقارير عن عمليات الإغتيال ، وحثت الجنود على اليقضة الأمنية.
وركز الاجتماع حسب الموقع على الأداء الإداري وقطاع المشاريع ، وأيضاً ما يخص المنح الدراسية ، واشار وعلى حياء لموضوع الاغتيالات التي أوردها في فقرة بسيطة.
ولعل تركيز الإجتماع على الجاني الإداري في الوقت الذي بات الحديث عن الحالة الأمنية في عدن يقلق العامة ، وأيضاً إخراج هذه الاجتماع بهذا الشكل ، وعلى الرغم من أن الإجتماعات السابقة كانت أكثر تركيزا وحديثاً عن الحالة الأمنية ، فإن هذا يظهر عدم اهتمام الوزارة بالوضع الأمني في توجهها وكان لسان حالها يقول الأمر لا يعنينا.
 
 
استهداف سياسي
 
 
ويرجح سياسيين ومحامين جنوبيين أن عودة  الاغتيالات والتفجيرات في عدن يقف خلفها طرف سياسي يناهض التحركات السياسية الجنوبية ، وسوف تستمر الاغتيالات  ما دام  حل القضية الجنوبية مرتبط بما يسمى بالحل السياسي ، كما أنه استهداف للدور الإماراتي خصوصا والتحالف العربي وجهودهم في تعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب ، وهذه الجهات باتت معروفة للجميع.
وفي هذا الشأن يقول المحامي يحيى غالب الشعيبي : ‏عملية محاولة تفجير مقرمكافحة الإرهاب تزامن مع استقبال مدير امن عدن لممثلي المبعوث الأممي؟  وتزامن اليوم (الإثنين) اغتيال نائب قائد المنطقة السابعة مع حفل استعراض قوات الدفاع المدني والدعم الاماراتي في عدن برعاية وحضور مدير امن عدن، الموضوع عمل سياسي يواجهه عمل سياسي معادي ، اليقظه مطلوبه.
الى ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي احمد عمر بن فريد معلقا على عمليات الاغتيال الأخيرة  :"سوف تستمر الاغتيالات ويستمر العبث بأرواح الأبرياء طالما بقي حل قضية الجنوب مرتهن بما يسمى ب(الحل السياسي) الذي لن يأتي".
 
وتساءل بن فريد :"متى سيفهم العالم ان ما يواجه الجنوب وشعبه من مؤامرات تستهدف أمنه وذلك لغرض تحقيق اهداف سياسية ترمي لاستمرار الإحتلال !!".
 
 
لهذه الأسباب اعيق الأمن في عدن
 
 
وفي تعليق له على الوضع الأمني في العاصمة عدن عقب عودة الاغتيالات قال الإعلامي ياسر اليافعي : الأمن في عدن حقق نجاح ووصل الى نقطة لم يستطيع تجاوزها وبالتي حدث نوع من التراجع في أداء الأجهزة الامنية.  ويرى اليافعي ان سبب الوقوف عند هذه النقطة وعم الانتقال الى مراحل اخرى يتمثل في الأتي :
- الانقسام السياسي الحاصل في عدن وتعمد بعض الاطراف ان تبقى عدن رهينة للفوضى.
- الحرب الاعلامية التي تشنها وسائل اعلام حزب الاصلاح والشرعية والتي تهدف في الأساس الى شيطنة هذه الاجهزة ونزع هيبتها.
- الامكانيات التعليمية والخبرة التي تمتلكها  قيادات الاجهزة الامنية الحالية قليلة وضعيفة في الجانب الأمني لم تمكنهم من الانتقال الى مرحلة اخرى وظلوا جامدين عند النقطة التي تحققت فيها الانتصارات مطلع عام 2016م.
 
 
إجراءات صارمة
 
 
الفوضى المرورية والسيارات الغير مرقمة وزيادة عدد الدراجات والنازحين والفوضى في الأسواق لها انعكاسات سلبية على الوضع الأمني ، وإذا ما تم ضبطها فإن هذا يشعر المواطن بتقدم الأمن وبالتالى يتعاون مع الأمن لتحقيق تقدم في الجانب الأمني.
 
وفي هذا الجانب يقول ياسر اليافعي : بأختصار الأمن منظومة متكاملة بين المواطن والأجهزة الأمنية وهذا يتطلب إجراءات صارمة لضبط حركة المرور والسيارات المجهولة والغير مرقمة وزيادة الدراجات النارية وااتي اصبحت اكثر من البشر، والفوضى في اسواق القات والخضرة ، وتدفق النازحين بدون اي قواعد بيانات لهم او حصر اماكن تواجدهم.
 
ويرى مراقبون أن بقاء الأمر دون إتخاذ الإجراءات الصارمة بحق المخالفات المرورية وضبط الفوضى إلى جانب حظر حمل السلاح والتجوم به لغير الأجهزة العسكرية والأمنية لن يحقق تقدم أمني ، وبالتالي لا بد من إتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين وحاملي السلاح وتأهيل وتدريب الكادر الأمني وتوحيد الأجهزة الأمنية.
 
 
ما اخفته السياسة أظهره الإعلام
 
 
الجهات الأمنية في عدن وعلى الرغم من التلميحات المفهومة فانها لم تشر أو تسمي الجهات التي تقف خلف عودة الاغتيالات والتفجيرات ، وكذلك الحال بالكثير من المحللين والسياسيين لم يشروا للجهة بعينها ، إلى أن الكثيرون باتوا يدركون من هي تلك الجهات بل ويشيرون لها في منشورات وأخبار وأحاديث مختلفة.
إلى أن الكثيرون يرجحون أن تكون أحداث عدن ردا على الانتصارات النخبة الحضرمية والشبوانية والتي لا تزال تنفذ عمليات ضد الإرهاب، ولعل الربط بين هذا القول وبين التناول الإعلامي الذي تظهر أطراف معينة تجاه الأحداث من خلال التشكيك والتشويه بالإنجازات في حضرموت وشبوة وبالمقابل التحريض ضد الجهات المستهدفة في عدن ، يبين أن تلك الأطراف المموله للإعلام المشكك والمحرض تقف خلف إعادة حوادث التفجير والاغتيال إلى العاصمة عدن.
فكما يقال ما اخفته مواقف الأطراف السياسية ومشاريعها التخريبية اضهرته وسائلها الإعلامية التي تدين قواها السياسية بل وتستبق المشاريع التخريبية بحملة إعلامية منظمة وممنهجة ، يذكر أن وسائل أعلام محلية قد كشفت عن لقاء قطري تركي عقد الشهر الماضي في تركيا للتنسيق مع جماعة الإخوان في اليمن وعبر أذرع اخترقة الشرعية وذلك لأحداث فوضى في عدن.