آخر تحديث :السبت - 06 يوليه 2024 - 09:32 م

اخبار وتقارير


القاعدة وداعش.. حصاد 9 عقود من عُمر الاخوان

السبت - 24 مارس 2018 - 07:02 م بتوقيت عدن

القاعدة وداعش.. حصاد 9 عقود من عُمر الاخوان

كتب/ ماجد الداعري

يحتفل الاخوان المسلمين - أمس الأول الأثنين- بالعاصمة التركية، بالذكرى التسعين لتأسيس " حسن البناء" لحركتهم المصنفة اليوم "ارهابية"، بعد مرور تسعة عقود من الزمن على  تأسيسها سراً ولأول مرة من قبله، بمحافظة الاسماعيلية المصرية عام 1928م، على انقاض  ماكانت تسمى كذبا بـ"الخلافة العثمانية" التي أعلن آخر زعمائها المتصارعين على السلطة "مصطفى  أتاتورك"عن نهاية كذبتها الدينية الكبرى قبل حوالي أربع سنوات من اعلان "بناء  الإخوان" عن تأسيس حركته الاخوانية للقيام مقامها.
وبهدف استثمار "الأمنيات  الدينية" المتمثلة بالفراغ السياسي الذي خلفه يومها،غياب مزاعم الاتراك "بالخلافة  الاسلامية" المنهارة بفعل الصراعات العثمانية والأطماع بالسلطة،ورغم حرص مؤسسها  "البناء"، على تبسيط أهداف حركته الاسلامية الوليدة بظروف سياسية عصيبة، وفي  ظل انهيارات مجتمعية فضيعة سادت المنطقة الحالمة حينها، بانتصار دولة الخلافة العثمانية الاسلامية،واختصاره للفكرة بـ"بناء الفرد المسلم، ثم الأسرة المسلمة، والمجتمع  المسلم،وبعدها بناء الدولة الاسلامية وصولاً الى الاستاذية الدينية عالمياً".
ولذلك فإن المتابع لتطورات الحركة الاخوانية، يجد أنها فشلت طيلة الـ90عاما منذ  انشائها،في تحقيق أي من حقائق هذه الأهداف على الواقعين العربي او العالمي،بل  عجزت حتى في الحفاظ على أرواح قادتها وحماية مؤسسها نفسه ومرشديها الاول  والثاني،بعد زجهم بالسجون المصرية ومحاكمة واعدام الكثير منهم من قبل أنظمة  رؤساء مصر المتعاقبين سواء جمال عبدالناصر او أنور السادات أوحسني مبارك  الذي كان أكثر تعاطفا معهم وانفتاحا عليهم بعد أن أخرج الكثير منهم من السجون  واصدر عفوا عاما عنهم وسمح لهم لاول مرة بخوض الانتخابات والوصول الى قبة  البرلمان المصري خلافا لوضعهم الصعب أبان نظامي سلفيه عبدالناصر والسادات  الأكثر قمعا وطنيا بحقهم وتنكيلا قضائيا بهم،بل وصولا إلى اعدام العديد من قادتهم  كمتورطين بخيانات وطنية ومنضمين لجماعة محضورة قانونيا.
ولأن الطبع غلب التطبع كمايقال، فما أن وجد "اخوان الشر"فرصة للانقضاض على  "مبارك" بماسميت عبثا ووهما بـ"ثورات الربيع العربي"،حتى جيشت كل طاقاتها  وامكانياتها للاطاحة به دون أي اكتراث أو تقدير وشكر لكل الاستثناءآت والتسامح  الذي انتهجه معهم،معتقدة انها فرصتها التاريخية الأغلى لبلوغ عرش مصر وحكمها  الى الأبد،فكان لها ما تمنت،مدة عام من ادارة الدولة بعقلية الجماعة الفاشلة التي  كانت كفيلة بإنتاج أكبر ثورة شعبية مصرية رافضة لاستمرار حكمها الكارثي المهين  لتاريخ مصر وحضارتها وعظمة شعبها.
ولم ينتهي فشل الاخوان عند هذا المستوى السياسي فحسب، وانما مرورا بفشلها  الديني الذريع في بناء أي فرد أو أسرة او مجتمع أودولة وعالم اسلامي كما زعم  مؤسسها الملهم ارهابيا لكل فرق الموت وجماعات القتل والتفجيرات والاعمال  الانتحارية بذريعة نصرة الاسلام وخدمة المسلمين وحتى وإن كانوا هم أنفسهم القتلى  الضحاي والمستهدفين من تلك الاعمال الاجرامية، وخاصة بعد استبدال حركة  الإخوان هدف بناء الفرد المسلم بـ"الانتحاري أوالاستشهادي أو الانغماسي أوغيرها من  تسميات "شخصيات الموت"التابعين لها، والإكتفاء بتشتيت الأسرة والمجتمع الى فئات  ومجاميع موت تنتشر عالميا وتتنوع بين (القاعدة وداعش وأنصار الشريعة،وحركة  الشباب المؤمن وبوكو حرام وطالبان والنصرة والعصائب وجيش الحق وووغيرها  الكثير من فرق الموت المنتشرة عالميا باسم الاسلام)،وعجزها عن إدارة أول دولة  مسلمة وصلت الى حكمها، بعد اكثر من 8 عقود من تأسيسها وعملها ونشاطها  الدعوي والسياسي فيها، واختزالها للدولة الاسلامية المثالية عالمياً، بتنظيم دولة داعش  الارهابية التي خلقت أكبر تحالف دولي عالمي غير مسبوق ضدها ولاستئصال  شأفتها من بلاد الشام.
وبالتالي هل لايزال الإخوان المتأسلمين يعتقدون اليوم، أنهم قادرين على الاستمرار  في مسرحية فشلهم المفضوحة للوصول الى حكم العالم،وهل في قرارة أنفسهم  مايزالون يظنون أنهم يمثلون الاسلام وقيمه الدينية الحنيفة،وهم يعلمون جيدا " أن الله  لايصلح عمل المفسدين".