آخر تحديث :الأحد - 06 أكتوبر 2024 - 01:53 ص

اخبار وتقارير


كيف يقرأ سياسيون واعلاميون" 3 أعوام على عاصفة الحزم"؟

الثلاثاء - 27 مارس 2018 - 06:54 م بتوقيت عدن

كيف يقرأ سياسيون واعلاميون" 3 أعوام على عاصفة الحزم"؟

إستطلاع/ كرم أمان

اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات على إنطلاق عاصفة الحزم ، يتضح أن قرار تشكيل التحالف العربي كان قراراً صائباً وملحاً لقطع يد إيران في اليمن ومنعها من التوسع في المنطقة ، خاصة وأن ذلك التوسع بات يشكل تهديداً كبيراً للدول العربية والمقدسات الإسلامية التي طالتها صواريخ باليستية إيرانية طويلة المدى إنطلقت من العمق اليمني ، والتي كان أخرها يوم الأحد الماضي .
ولم يكتفي التحالف العربي خلال الثلاث السنوات الماضية بدعم اليمن عسكرياً فقط ، بل عمل بشكل متوازي في الجانب الإنساني والسياسي في إطار مهمته النبيلة لإنقاذ اليمن وشرعيته من الإنهيار ومساعدة أشقاءه اليمنيين الذين عانوا ومازالوا يعانوا ويلات تلك الحرب المآساوية المستمرة .
وإستطلعت صحيفة عدن تايم أراء عدداً من الشخصيات السياسية والإعلامية والكتاب والمواطنين في الجنوب حول الإنجازات والنتائج التي حققها التحالف العربي باليمن بعد ثلاث سنوات من الحرب .

بتر ذراع ايران

البداية من المهندس جمال باهرمز الكاتب العدني الذي قال : " لولا التدخل العسكري واللوجستي والسياسي لدول التحالف العربي في الجنوب والشمال او ما يسمى بالجمهورية اليمنية، لكانت هذه الجمهورية تسير في ركاب اعداء الامة العربية وفي مقدمتها ايران ".
وحول ما قدمه التحالف للمناطق المحررة قال باهرمز : "دول التحالف اسست فيها جيوش واحزمة ونخب امنية على اساس وطني ومن ابناء هذه المناطق كما انها ادخلت الكثير من الخدمات والمعونات الإنسانية فضلاً عن دعم وتأهيل قطاعات الصحة والتعليم ، وتصدر ذلك الهلال الاحمر الاماراتي ومركز الملك سلمان للاغاثة".


خلق انموذج في عدن
كما يرى الكاتب السياسي والقيادي في الحراك الجنوبي أحمد الربيزي : "ان الانجاز الأهم لعاصفة الحزم وإعادة الأمل في الجنوب هو ذلك الإنجاز العسكري الذي ساهم في تحرير مناطق ومحافظات الجنوب من الميليشيات الحوثية الإيرانية، كما ان هناك الانجاز الأمني بتشكيل قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والشبوانية ومساندتها ومساندة أمن عدن في مكافحة الإرهاب، بالإضافة الى الدعم الإنساني والإغاثي الذي قدمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان من إغاثة مستمرة منذ نهاية الحرب ونشكرهم عليها ".
لكن الربيزي يضيف بالقول : " لا نخفي تطلعنا الى انجازات اقتصادية من دول التحالف العربي، وفي الحقيقة نستغرب ان يظل وضع محافظات الجنوب مربوط بالانجاز العسكري المتعثر في جبهات الشمال، فكان على الحكومة الشرعية والتحالف العربي البدء في إعادة الاعمار وخلق انموذج في عدن ومحافظات الجنوب المحررة وهذا في حقيقة الأمر سيكون له اثار ايجاببة في الحسم العسكري في الشمال ".
وأوضح : "ومن الانجازات التي نعتبرها لا تقل أهمية ، هو تأمين سواحل الجنوب والساحل الغربي وتامين الملاحة الدولية من قبل التحالف العربي والمقاومة الجنوبية وانهاء التمدد الفارسي في سواحلنا وعدم تمكينها من تهديد امننا القومي العربي".

الإنجاز الأبرز

بدوره يؤكد الكاتب والإعلامي الجنوبي علي ناجي سعيد أن أهم إنجاز يحسب للتحالف العربي هو "تحرير محافظات الجنوب عسكريا من قوات الغزو الاول والثاني وخلال فترة زمنية قصيرة قياسا بما يجري بجبهات القتال بالشمال التي أكملت عامها الثالث وهي بين التباب ولم تتحرر أي محافظة شمالية واحدة".
وأضاف : "كما يعد الأنجاز الأبرز للتحالف هو مساعدة دولة الامارات للمقاومة الجنوبية في تشكيل قوات النخبة والحزام وكذلك دعم الاجهزة الامنية بعدن ولحج وهذه القوات ساعدت في تثبيت الامن ومحاربة الجماعات الارهابية بكل مسمياتها ، بالإضافة الى المساعدات الانسانية والاغاثية المقدمة من قبل الهلال الاحمر الاماراتي ومركز الملك سلمان للاغاثة، رغم أن هذه المساعدات لاتصل الى كل المناطق بالجنوب".
وأكد في ختام حديثه : "أملنا كبير بالتحالف بأن يتجاوز هذه المعوقات والاسباب من خلال تعامله المباشر مع المجلس الانتقالي الجنوبي وإشراكه بأدارة محافظات الجنوب المحررة ومثلما نجح التحالف بالملف الامني وقبله العسكري من خلال التعاون المباشر مع قوات المقاومة الجنوبية سيكون النجاح أيضا بالتعامل المباشر مع المجلس الانتقالي في أدارة الملف الاقتصادي".

تدخل إيجابي

كذلك المحامي يحيى غالب الشعيبي القيادي السابق في الحراك الجنوبي يقول : "عاصفة الحزم تمثل تدخل إيجابي لأنقاذ أمن واستقرار المنطقة من التوسع الإيراني ، سنظل نتذكرهذا اليوم بكل اعتزاز ويسجل التاريخ الشكر وعبارات العرفان لدول التحالف العربي ..ويسجل التاريخ بكل اعتزاز لشعب الجنوب إنه شريك فاعل لدول التحالف بتأمين المنطقة ومكافحة الإرهاب".
وأضاف : "من حق شعب الجنوب ان يحتفل بالذكرى الثالثة لانطلاق عاصفة الحزم والامل ويحتفل بانتصاراتها وبالتحالف العميق المعمد بالدم المشترك مع دول التحالف العربي".

تحسن امني ولكن

من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي أن "الإنجاز العسكري والأمني للتحالف باليمن هو الأهم والأبرز والذي طغى على باقي الإنجازات الأخرى المتعلقة بالجوانب الإنسانية والإجتماعية والخدماتية التي تكاد تكون غير مقنعة مقارنة بالفترة الزمنية المنقضية وهي ثلاث سنوات ".
وأضاف أن ما تحقق بالمناطق الجنوبية المحررة خاصة بالجوانب الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية والخدماتية لم يكن بالقدر الذي كان منتظرا, فالخدمات العامة لم تعود لسابق وضعها, ومنها الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء والوقود, والمرتبات فضلاً عن الحالة الأمنية ولو أن هذا الأخير شهدَ تحسنا جيدا بالأشهر الأخيرة بفعل عمل وتضحيات الأجهزة الأمنية، ناهيك عن عدم الشروع حتى اللحظة بعملية إعادة الإعمار".
وحول أسباب ذلك ، قال السقلدي : "هذا التعثر مردّه لتزاحم المشاريع السياسية الداخلية والخارجية بالجنوب وتصادمها ببعضها بعض... فما تزال الساحة بالجنوب تمور بقوى محلية واقليمية متنافرة, أنعكس ذلك على تأخر عودة الأوضاع لسابق عهدها وتأخير نهاية الحرب وترنح الجميع تحت وطأة الصراعات داخل جبهة الشرعية والتحالف, ولعل أبرز أسباب ذلك غياب قوة سياسية بالشمال تثق بالتحالف ولا التحالف يثق بها, خصوصا ان أكبر هذه القوى" حزب الإصلاح" ما زال يتوجس من المستقبل, والتحالف يرتاب من هذا الحزب ذو الميول الإخوانية التي يرى فيها التحالف الخصم اللدود بذات الدرجة التي يخاصم بها الحركة الحوثية إن لم نقل أشد منها".

ردع المشروع الإيراني

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي منصور صالح أن : "عاصفة الحزم" تمكّنت من ردع المشروع الإيراني في المنطقة وتحجيمه بشكل كبير، بعد أن استطاعت إيران عبر ذراعها المتمثل بجماعة الحوثي من الوصول إلى أهم المناطق والمحافظات الجنوبية، وهددت بذلك مستقبل الملاحة الدولية، و باتت اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات من الحرب في حالة تراجع كبير".
وعن الدور القطري في اليمن، قال : "أنه كان دوراً مشبوهاً ومشكوكاً فيه خلال المراحل الأولى من العمليات العسكرية، وتحديداً فيما يخص الضربات الخاطئة التي أصابت قوات الشرعية، و هذا الدور انفضح في الآونة الأخيرة من خلال عمليات التواصل الحوثي الإيراني، التي كشفت عنها قطر من خلال مواقفها المؤيدة لإيران والمتقاربة كثيراً مع مشروعها في المنطقة وتحديداً في دعم جماعة الحوثي، التي ارتبطت مع قطر بعلاقات تاريخية".