آخر تحديث :الأحد - 24 نوفمبر 2024 - 08:19 ص

كتابات واقلام


ليوم العالمي للمعلم

الجمعة - 04 أكتوبر 2024 - الساعة 06:15 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


في كل عام، يحتفي العالم بيوم المعلم العالمي تكريمًا لدوره المحوري في بناء المجتمعات. ولكن، على الرغم من هذا الاحتفاء، يعيش المعلم اليمني في ظروف قاسية تجسد واقعه المؤلم من التهميش والإهمال. فرغم أن دوره لا يخفى على أحد، يجد نفسه عالقًا في دوامة من التحديات، حيث يعاني من تدني الرواتب وتأخيرها، مما يجعله غير قادر على تأمين احتياجاته الأساسية، بينما يعيش في ظل أزمات اقتصادية وسياسية متفاقمة.

تدني رواتب المعلمين في اليمن لا يمثل مجرد قضية مالية، بل ينعكس بشكل مباشر على أداء المعلم ومستوى التعليم في البلاد. فبدلاً من التركيز على رسالته السامية، يُجبر المعلم على البحث عن مصادر دخل إضافية لسد رمقه، مما يضعف قدرته على تقديم التعليم بجودة عالية. والأدهى من ذلك، هو غياب الإصلاحات الحقيقية من الجهات المعنية التي تواصل سياسة التهميش دون أي اعتبار لمستقبل الأجيال القادمة. هذا التجاهل يجعل من مستقبل اليمن رهينة لتقاعسهم.

إن حقوق المعلمين في اليمن ليست مطالب زائدة، بل هي أساسيات ضرورية لحياة كريمة تُتيح لهم أداء رسالتهم. فما يطمحون إليه هو رواتب عادلة، وبيئة تعليمية تليق بهم، وفرص للتطوير المستمر، وهي أمور لابد منها لتحقيق نظام تعليمي قوي. إذ لا يمكن لأي بلد أن ينهض إذا كانت القاعدة الأساسية، وهي التعليم، تتآكل بفعل الإهمال.

المعلم اليمني، ورغم الظروف الصعبة، يبقى رمزًا للصمود، مستمرًا في العطاء بلا حدود. إنه جوهر العملية التعليمية، وأي إهمال لحقوقه هو تهديد حقيقي لمستقبل اليمن. يجب أن تبدأ الإصلاحات من هنا، من الاعتراف بقيمة المعلم وتوفير بيئة عمل تليق برسالته. إن النهوض باليمن يتطلب استثمارًا جادًا في المعلم، لأنه الأساس الذي سيحمل الأجيال القادمة نحو مستقبل واعد.

ونناشد المسؤولين وأصحاب القرار أن يولوا المعلم اليمني الاهتمام الذي يستحقه، فالوقت قد حان لتحويل الأقوال إلى أفعال والاعتراف بأن دعم المعلم هو دعم مباشر لمستقبل اليمن. إن الاستثمار في المعلم ليس مجرد واجب، بل هو استراتيجية أساسية لبناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. المعلمون في اليمن يستحقون الرعاية والدعم اللازمين، فهم عماد نهضة الوطن. إن تأمين حقوقهم، وتوفير بيئة عمل محفزة، ورواتب مجزية، وتطوير مستمر، ليست مجرد امتيازات بل هي حقوق أساسية لضمان استمرار دورهم المحوري في بناء المجتمع. نأمل أن تتخذ الجهات المعنية خطوات حقيقية وجادة تساهم في تحسين واقع المعلم، ليبقى التعليم اليمني مصدر قوة وفخر للجميع.

في النهاية، يجب أن ندرك أن التقدم لا يمكن أن يتحقق إذا استمر التجاهل لأهم عنصر في بناء المجتمع. إن تقدير المعلم وتقديم الدعم له ليس رفاهية، بل ضرورة ملحة لضمان تقدم اليمن وبناء مستقبل أفضل لأبنائه. فلنعطي المعلم المكانة التي يستحقها، ليظل نبراسًا يُضيء الطريق نحو مستقبل مليء بالأمل والازدهار.