آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 02:21 م

كتابات واقلام


الحل النهائي والجذري عودة الدولتين

الثلاثاء - 20 أكتوبر 2020 - الساعة 05:47 م

ثابت حسين صالح
بقلم: ثابت حسين صالح - ارشيف الكاتب


١- كي نستطيع استشراف ما يمكن ان تؤول اليه الحرب الدائرة في جغرافية"الجمهورية اليمنية" منذ مطلع ٢٠١٥م ، علينا ان نعرف أولا من هي الأطراف المتحاربة والمشاركة واهداف كل منها المعلنة والغير معلنة.
٢- روج الإعلام الرسمي لسلطة "الشرعية" اليمنية المقيمة في المنفى منذ نشوب الحرب، أن الحرب ضد الانقلابيين...فيما روج إعلام سلطة "الانقلابيين" الحوثيين أنهم يخوضون حربا "ضد العدوان وضد مرتزقة الشرعية".
اما التحالف العربي بقيادة السعودية فقد أعلن الحرب بهدف "استعادة الشرعية والقضاء على الخطر الإيراني الحوثي الذي يهدد حدودها الجنوبية...الخ".
٣- لكن هذا الإعلام لم يكلف نفسه الاجابة على السؤال الأهم، عن الأهداف الخفية الحقيقية للحرب:
-بالنسبة للحوثيين اعتبروا منذ البداية ان الشمال "حقهم" وأن حربهم الحقيقية هي ل"استعادة الجنوب وصد العدوان الخارجي"...
لذلك كان هدفهم بعد الاستيلاء على الشمال الوصول إلى عدن (عاصمة الجنوب) انطلاقا من صنعاء، ذمار، اب، تعز...من ناحية ومن صنعاء ، البيضاء وأبين من ناحية اخرى...بل اجتاح الحوثيين شبوة كذلك عن طريق مأرب والبيضاء.
٤- في ضوء ذلك نستنتج أن المسرح الرئيس للعمليات الحربية كان وما زال الجنوب ، وأن الجبهات التي ظلت مشتعلة باستمرار بعد تحرير الجنوب هي جبهات الحدود بين الجنوب والشمال : الضالع ، كرش ، الصبيحة، ثرة ، الساحل الغربي...وصولا إلى جبهة شفرة وشبوة التي تولت القوات الموالية لحزب الإصلاح الحرب فيها ضد الجنوب نيابة عن الحوثيين وعن كل مراكز النفوذ في الشمال.
٥- اذا الطرف الذي حارب دفاعا عن الجنوب وتحت رايته والحق الهزائم بالحوثيين هو شعب الجنوب ممثلا بحراكه مقاومته وقواته وأمنه ومجلسه الانتقالي.
٦- نحن امام طرف كان وما زال هو الأكثر حضوا وفعلا وتضحية على الأرض وكان هدفه واضحا منذ بداية الحرب: تحرير الجنوب واستعادة دولته ودعم عمليات التحالف لتحقيق اهدافها.
٧- من جانبها سلطة "الشرعية" التي سيطر عليها حزب الإصلاح فشلت أو افشلت تحرير الشمال وحولت مسار الحرب للاستيلاء على الجنوب..
بالمقابل ظهرت قوة اخرى صاعدة لمقاومة الحوثيين في الشمال في الساحل الغربي تحديدا ممثلة ب"حراس الجمهورية" جلهم من تشكيلات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس الراحل علي عبدالله صالح...وشاركت قوات العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية في الوصول إلى مشارف الحديدة.
٨-القوى الداعمة:
ايران تدعم الحوثيين صراحة وتطمح إلى السيطرة على كل جغرافية "الجمهورية اليمنية" كحد أقصى أو على الشمال كحد أدنى.
تركيا وقطر : تدعمان حزب الإصلاح وحلفائه من الجماعات المتطرفة والارهابية وتطمعان في السيطرة على الجنوب بشكل خاص ذات الموقع الاستراتيجي الأهم والأغنى ثرورة باطنا وظاهرا.
٩- انطلاقا من كل ما سبق تبدو الأهداف الحقيقية بل وحتى الأطراف الفاعلة في الحرب مختلفة تماما عن ما روجه الإعلام السياسي لكل من الشرعية والتحالف والحوثيين.
لا ننسى أيضا موقف القوى العظمى وأجندتها ومصالحها.
لكن تبقى العوامل والقوى الداخلية هي صاحبة الصوت الأكثر تأثيرا.
١٠- مرحليا يبدو اتفاق الرياض وتنفيذه عاملا مهما لكل من التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي...لذلك تسعى كل من حكومة الشرعية والحوثيين إلى رفض وتعطيل تنفيذ هذا الاتفاق حتى لا يصبح اساسا لمشروع التسوية السياسية الشاملة...
١١- في نهاية المطاف يبقى حل عودة الدولتين المتعايشتين فيما بينهما ومع محيطهما العربي والدولي هو الحل النهائي والجذري للمشكلة اليمنية والإقليمية برمتها وعامل امن واستقرار للمنطقة والعالم كله.
من غير المستبعد محاولة تجريب خيار الاقليمين ، رغم ان هذا الخيار سيواجه بالرفض من جانب الراديكاليين في الشمال وفي الجنوب...في حين تعني الخيارات الأخرى بما فيها الحوثية والشرعية للحل..تعني الإصرار على استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى.
العميد الركن ثابت حسين صالح
ملخص مشاركة في ندوة صالون مصر في القاهرة عن الحالة اليمنية والمآلات المتوقعة ١٤ اكتوبر ٢٠٢٠م