كتابات واقلام
مشروع الحياة لزايد... سينتصر على مشروع الموت لعفاش!
الأربعاء - 07 سبتمبر 2016 - الساعة 02:22 ص
تابعونا على
تابعونا على
عام مضى منذ أن روت دماء أسود الإمارات رمال مأرب.ففي يوم الجمعة الموافق 4/9/2015م ,سقط صاروخ باليستي نوع توشكا ,على تجمع لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في منطقة “صافر” بمحافظة مارب,الذي يقع داخل معسكر اللواء 107 بمارب,والذي أدى إلى إستشهاد 60 اماراتيا، و5 بحرينيين، و10 سعوديين، و32 يمنيا . وتشير الكثير من الدلائل إلى وجود خيانة ,من قبل أفراد وضباط أعلنوا ولاءهم للشرعية ولكنهم لا زالوا يدينون بالولاء للحوثيين وصالح, وهم من أعطوا معلومات استخباراتية دقيقة ,من داخل معسكر اللواء 107 بمأرب لقوات الحوثي وصالح في حريب ,المتاخمة لمارب ,ليطلقوا صاروخ الموت على الأهداف المحددة بدقة.
هؤلاء الشهداء هم أبناء زايد الخير,الذي وقف في عام1986م مع المخلوع صالح لإفتتاح سد مأرب ,مشروع إكسير الحياة لكل اليمنيين ,بتمويل شخصي من حكيم العرب رحمه الله.وبعد مضي ثلاثون عاما من هذا الحدث التاريخي ,الذي أعاد لليمن ألقها التاريخي وجناتها المطمورة منذ آلاف السنين, وملأت خزائن المخلوع بمليارات الدولارات ,هاهو المحروق وناكر الجميل وخائن العهد والذمة يقابل الحياة بالموت ويكافئ أبناء من روى أرض اليمن وشعبها بمياه الحياة ,بصواريخ الموت تزهق أرواحهم البريئة.ولهذا أصر الشيخ محمد بن زايد على تحرير السد رمز الحياة في اليمن ,من أيدي الخائن مسيلمة الكذاب وحليفه الأسود العنسي في أسرع وقت ممكن وتم له ذلك بيوم الثلاثاء 28/9/2015م,أي بعد أقل من شهر من حادثة الخيانة المشؤومة,
قبل ثلاثين عام حرص زايد الخير, ومن منطلق روحه العر بية والإسلامية المتأصلة فيه ,ليقدم لليمن مهد العروبة وناشر الإسلام , مشروع الحياة ويعيد لملايين اليمنيين البسمة التي غابت عنهم لآلاف السنين.واليوم يعيد التاريخ نفسه ويسير أبناؤه على نهجه, مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ,ليعيدوا لليمن وأبنائها مشروعا جديدا للحياة ,في مواجهة مشروع الموت والدمار الذي ينفذه المخلوع والحوثي بالتحالف مع المجوس الرافضة.
منذ بداية الأزمة اليمنية في عام 2011م بذلت دول الخليج وبضمنها الإمارات جهودا كبيرة لحلها ووأد الفتنة التي أطلت برأسها,حتى تم التوصل الى المبادرة الخليجية التي رضيت بها كل الأطراف ,وتبعها إنتخاب الرئيس هادي ثم مؤتمر الحوار وكادت الأمور أن تصل إلى بر الأمان.ولكن جنون العظمة وأطماع السلطة عند عفاش ,لم تجعله يتقبل خروجه من الحكم ,فتحالف مع الحوثي ,لتدمير كل ما تم التوصل اليه من إتفاقات ,وأنقلبا على الشرعية بقوة السلاح,وأدخلا اليمن في أتون هذه الحرب الظالمة التي أحرقت الأخضر واليابس وزرعت الموت والدمار في كل أرجائه ,وتحالفا مع إيران لفرض هيمنتها على اليمن وطعن الخاصرة الخليجية في مقتل بمبلغ بخس .ومن هنا كان لابد لدول الخليج بقيادة السعودية والإمارات ,ان تتصدى لهذا المشروع الإيراني الحوثي العفاشي ,ووقف زحفه على كل اليمن ووأده في مهده ,بإعتباره مشروعا للموت لايستهدف فقراء اليمن والجنوب وحضرموت فقط ,بل كل الحياة فيها وفي دول الخليج .فكانت عاصفة الحزم التي أنطلقت في 26/مارس/2015م لتدك الترسانة العسكرية وجيوش الحوثي وصالح في صنعاء وكل اليمن ,وتدمير وسحق كل آلة الدمار التسليحية والبشرية التابعة لهم, التي بناها عفاش والحوثي ,من فلوس المساعدات السعودية والإماراتية والخليجية ومن عرق ودماء فقراء شعبه ومن الثروات المنهوبة من حضرموت والجنوب ,وتوقف زحفه نحو عدن وكل الجنوب ومأرب , للسيطرة الكاملة على اليمن، وتهديد أمن المملكة وكل دول الخليج ,بإعتبارهم يشكلون رأس الحربة الإيرانية الموجهة ضدها.وقدم التحاف الدعم العملياتي والتسليحي للمقاومات الشعبية في الضالع وعدن ولحج وأبين وشبوة ومارب والجوف وتعزوحضرموت.وشاركت قوات التحالف السعودية والإماراتية والخليجية بفعالية في معارك تحرير عدن ولحج وأبين ومأرب وحضرموت ودمرت مشروع الموت العفاشي الحوثي الإيراني على أبوابها.وأعادت مشروع الحياة اليها من خلال إعادة الخدمات والإغاثة والإعمار في كل مناحي الحياة وبسط هيبة الدولة في المناطق المحررة,وإن كان ذلك يجري في ضروف صعبة ووتيرة بطيئة .ولازالت جهود التحالف مستمرة لتحرير صنعاء وإسقاط المشروع العفاشي الحوثي الإيراني بالكامل.
ولأن الديمغرافيا في اليمن والجنوب وحضرموت تختلف بإختلاف الهويات التي تسكن هذه المناطق,فقد وقعت قوات التحالف في كثير من الأحيان في أخطاء إستراتيجية قاتلة.فتعميم الخطط القتالية في هذه المناطق بصورة متماثلة هو الذي أنهك التحالف وأدى إلى تأخر تحرير صنعاء وتعز وحجة إلى يومنا هذا ويفترض بحث بدائل وخطط جديدة لتسريع النصر.فضروف وديمغرافية الجنوب وحضرموت تختلف كلية عن الشمال,ففي الوقت الذي نجد فيه الجنوبيون والحضارمة يندفعون بقوة لمقاتلة الحوثي وعفاش وتحرير أرضهم في أسرع وقت ممكن ,وهذا ما حصل في عدن في ظرف أسبوع ولحج وأبين أربعة أيام والمكلا في 20ساعة ,وحرصهم على أرواح ومعدات قوات التحالف المشاركة معهم ,وثباتهم وإنضباطهم في القتال وإنتفاء الخيانات وسمسرة أمراء الحروب فيهم ,نرى بالمقابل إن جبهات الشمال لم تكن فيها جدية وسرعة في الحسم وفيما عدى مأرب والجوف نرى إن الجبهات لازالت تراوح في مكانها من تبة إلى تبة ومن جبل إلى جبل ,ولا نسمع إلا ضجيجا إعلاميا يصم الآذان ,دون أن نرى نتيجة على الأرض.كما إننا نرى كثرة الخيانات وروح الإرتزاق طاغية في أوساط قياداتهم وقواعدهم ,والبحث عن المقابل النقدي في كل صغيرة وكبيرة قبل أن ينفذونها.
وكل هذه الصفات طباع متأصلة فيهم فالحروب يعتبروها مصدر للرزق ولهذا يسعوا بقوة لإطالة أمدها , والخيانات متأصلة في ثقافتهم ,وليست الحرب الملكية الجمهورية التي دامت سبع سنوات عنا ببعيد.
ولأن وصية زايد الخير رحمة الله لأولاده وشعبه بأن يستوصوا باليمن مهد العرب خيرا ,فإننا لن نرى أبناء زايد قيادة وجيشا وشعبا إلى على نهجه سائرون ,مهما بلغت التضحيات والتكاليف ,حتى تعود الحياة الى كل ربوع اليمن والجنوب وحضرموت ,ويسقط مشروع الموت الذي أراد ثالوث الشر العفاشي الحوثي الإيراني أن يزرعه في هذه الأرض الطيبة وفي عموم دول الخليج المعطاءة.والله ناصر الحق بإذنه ولو بعد حين.
*ناشط سياسي وإعلامي وأجتماعي