آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 03:45 م

كتابات واقلام


ستظل عدن أم المدن كلها رغم الجحود

الأحد - 17 يوليه 2022 - الساعة 11:27 م

نادرة عبدالقدوس
بقلم: نادرة عبدالقدوس - ارشيف الكاتب


في مثل هذا اليوم، من عام 2015م والذي صادف 27 رمضان المبارك، انطلقت زغاريد النساء ووصلت إلى عنان سماء عدن، مبشِرة بتحرير مدينة عدن من المليشيات الحوثية الغازية. خاضت عدن وابناؤها غمار حرب غير متكافئة بالسلاح، لكنها انتصرت واي انتصار!! خرج شباب عدن إلى ساحة الوغى، محارباً بسلاح متواضع وكان البعض منهم يقاتل ببندقية واحدة يتداولونها في تلك الحرب اللعينة.. اربعة اشهر أظهر فيها ابناء عدن للعالم شجاعتهم وبأسهم وأثبتوا رجولتهم وحبهم وغيرتهم على دينهم ومدينتهم وأعراضهم وهم الذين لم تكن لديهم خبرة قتالية، لكن كان المولى معهم؛ فنصرهم في عملية "السهم الذهبي" الداعمة لهم من قبل التحالف العربي التي دكت، جواً، مراكز تواجد مليشيات الحوثي التي كانت تختبئ كالجرذان في منازل المواطنين وفي سفوح الجبال المحيطة بكريتر..
تطهرت عدن في يوم مبارك.. لن ينساه التاريخ ولن ننساه ما حيينا..

التقينا في فترة الحرب الغاشمة بعدد من الشباب المقاتلين الذين لم يكن لديهم تموين غذائي لأيام عدة؛ فلم نتوانَ في تقديم الدعم لهم المادي والغذائي. أتذكر كيف كنا نحن النساء، في البيوت، الكل يقدم كل ما يستطيع تقديمه. يا لها من أيام حالكة، لكنها أظهرت حقيقة النفوس والمشاعر الوطنية الصادقة. وبالمقابل كانت هناك عناصر انتهازية تنتظر اتجاه البوصلة لتتجه نحوه.

انتصرت عدن لتلحقها بعد ذلك مناطق اخرى في الجنوب. وبعد ذلك النصر العظيم والفتح المبين، فهل تجازى أم المدن الجنوبية والعاصمة الابدية للجنوب بهكذا جزاء؟!
بعد سبع سنوات من النصر، تعيش عدن وأهلها إهمالاً في مختلف الصعد الحياتية، ابتداءً من المساكن المدمرة إلى الخدمات المعدومة وانتهاءً بالغلاء وضنك العيء وشباب بلا عمل وهناك أسر شهداء وجرحى في غياهب النسيان.... لماذا هذا الجحود؟!

نادرة عبدالقدوس