آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 04:10 م

كتابات واقلام


في ذكرى ميلاد إذاعة عدن..نية مبيتة لجعل عدن خاوية

السبت - 06 أغسطس 2022 - الساعة 12:13 ص

نادرة عبدالقدوس
بقلم: نادرة عبدالقدوس - ارشيف الكاتب


في مثل هذا اليوم 7/8/1954م، انطلق صوت إذاعة عدن، عبر الأثير. قبل 68 عاماً، كانت الإذاعة مفاجأة إعلامية بهرت مدناً عربية، سبقتها، وهي قليلة، في ذاك العصر. لم تكن أرض الجزيرة العربية ولا الخليج العربي تعرف الإذاعة المسموعة أو المرئية.. كنا السباقين، كانت عدن الرائدة في مختلف مناحي الحياة.

دارت على رؤوسنا مختلف الصراعات والحروب، منذ ذلك التاريخ، حتى عام 2015م، إلا أن الإذاعتين السمعية والمرئية في عدن، لم تغلقا. مؤكد هناك مؤامرة ضدهما ورغبة شيطانية مبيّتة لإغلاقهما وتدمير أرشيفيهما اللذان يحويان مختلف الوثائق والتسجيلات الصوتية والمرئية، النادرة التي توثق جزءً كبيراً من تاريخ عدن والجنوب، عموماً، وكذلك ذرر الموروث الثقافي والفني والأدبي الإبداعي لعباقرة الفن والموسيقى والأدب الجنوبي.

قرابة ثماني سنوات، افتقدت عدن إذاعتها الرائدة وتليفزيونها الرائد، ووزير الاعلام في بيات شتوي وصيفي.. وحكومة مثله، دليل على أن هناك من يمعن في جعل عدن خاوية. ولننظر إلى ما حدث ويحدث المؤسسات الاعلامية العريقة، في عدن وإلى الوضع المزري الذي وصلت إليه، ولننظر إلى كوادر هذه المؤسسات ومعاناتهم التي تسامق الجبال.
يعتقد وزير الثلاث وزارات في وزارة واحدة، انه بجرة قلمه سيعيد وهج صحيفة 14 أكتوبر والمؤسسة التي تحمل ذات الاسم !! لا ايها الوزير؛ فاستعادة صدور الصحيفة ليست بهذه البساطة وإلا كنت اصدرت قرارك قبل ثلاث سنوات وكانت المؤسسة ما زالت في وضعها الصحي الطبيعي ، لكن تأتي اليوم، بعد ثلاث سنوات من التجاهل لكل المناشدات واستغاثات الموظفين والصحفيين، لكي (تتكرم) (سيادتك) باتخاذ موقف مسئول تجاه هذه المؤسسة التي ولدت في عدن، بقرار جمهوري، قبل أن تولدك أمك وترى عيناك النور؛ فهذه والله مهزلة. اي والله؛ فإنها مهزلة بأن تتناهى إلى مسامعك، منذ ثلاث سنوات، الحال المتردي لمؤسسة 14 أكتوبر ولا تحرك ساكناً، بعد أن تركها المجلس الانتقالي الجنوبي وكان قد دعم عملية الصيانة للمطابع والأرشيف الصحفي وتوفير المواد التشغيلية لإصدار الصحيفة، كما قام المجلس بتوفير كاميرات مراقبة في المبنى وخارجه وتوفير ميزانية تشغيلية للمؤسسة والصحيفة ونجح في إعادة إصدار أعداد من الصحيفة. وقد رفع المجلس الانتقالي يده عن المؤسسة والصحيفة، لتواصل الجهة الحكومية المختصة ما بدأه هو، لكنكم، تعمدتم إغلاق المؤسسة والصحيفة بقراركم المجحف والفادح واللامسئول، في نهاية عام 2019م، لتلحق بإذاعة وتليفزيون عدن وتبقى مباني هذه المؤسسات أطلالاً وخراباً؛ فأي جريمة ارتكبتها يدك؟ تباً لك..
وكان محافظ عدن الأخ أحمد حامد لملس، استشعر مسئوليته تجاه هذه المؤسسات وأصدر قرارات بتشكيل لجان لصيانة المؤسسات الاعلامية في عدن ورفع تقارير عن اوضاعها وإمكانية إعادة تأهيلها لتؤدي دورها الاعلامي، كما أصدر قرار تكليف للإعلامي المخضرم، عيدروس باحشوان، للقيام بمهام رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر ومهام رئيس تحرير الصحيفة ووعد بدعمه بميزانية تشغيلية، إلا أن ظروفاً خارجة عن الإرادة، حالت دون تنفيذ القرار، رغم أن باحشوان كان قد طالب بتشكيل لجنة لحصر ممتلكات المؤسسة ورفع تقرير إلى المحافظ عن ما تم نهبه وتدميره، عن عمد، فيها وبالتالي ترك مهمة التحقيق للنيابة العامة.
كل ذلك حدث ووزير الاعلام، (أذن من طين وأذن من عجين) وكأن ما يجري ليس من اختصاصه!! في حين نراه (يغرد) ويشجب ما يقوم به الحوثيون في صنعاء، ضد الصحفيين وكأنه مختص بهذا الشأن، فحسب وليس وزيراً للاعلام، لا وأيصاً للثقافة والسياحة.. فأي ثقافة وأي سياحة؟! وماهو الجديد في هذين المجالين؟ لا أريد أن استرسل في الكتابة، لأن (الضرب في الميت حرام).