آخر تحديث :السبت - 30 نوفمبر 2024 - 12:37 ص

كتابات واقلام


اسمعوا وعوا فإني لكم من الناصحين

الثلاثاء - 03 يناير 2023 - الساعة 01:06 ص

محمد ناصر العولقي
بقلم: محمد ناصر العولقي - ارشيف الكاتب


في البدء ثمة حقائق ثلاث لا يمكن إغفالها عند تناول موضوعا يتعلق بالانتقالي وهي :

١- إن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي هو الأهم والأكبر والأقوى والأكثر شعبية من بين كل المكونات والكيانات الجنوبية التي عرفها الجنوب منذ بدء انطلاق مسيرة الحراك الجنوبي
٢- إن منجزات المجلس الانتقالي الجنوبي على طريق استعادة دولة الجنوب لا تعد ولا تحصى سواء في بسط السيطرة الجنوبية على الأرض أو إعادة بناء المؤسسات الجنوبية وتأهيلها أو الحضور في العلاقات مع الخارج وكشريك وطرف رئيس في العملية السياسية والعسكرية في اليمن
٣- إن وجود المجلس الانتقالي الجنوبي ودعمه واستمراره هو ضرورة وطنية جنوبية ولا يوجد على المدى المنظور بديل له ولا أفضل منه يمكن الاعتماد عليه لتحقيق هدف الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال.

تلك حقائق ثلاث لا يستطيع أحد إنكارها ولكن هذا لا يمنع ولا يحجب أنظارنا عن أن هناك قيادات وكوادر كثيرة في المجلس الانتقالي الجنوبي قد أصبحوا عبئا عليه وعلى قضية استعادة الدولة الجنوبية .
وهؤلاء ليسوا منافقين ولا مندسين ولا خونة وليسوا متآمرين وليسوا منخرطين بقصد ووعي في أجندات تهدف الى إفشال الانتقالي وتشويه سمعته وحرف قضيته النضالية بل أنهم يرون أنفسهم الأكثر حرصا عليه من غيرهم إنما علتهم الكبرى أنهم شاخوا سياسيا قبل الأوان وصاروا يعملون لذواتهم ولصالح أنفسهم أولا وثانيا وثالثا ثم لصالح الانتقالي والجنوب وقضية استعادة الدولة الجنوبية .

وعندما يطغى التفكير في الذات على التفكير في القضية يتحول القائد أو الكادر النضالي الى عبء على مسؤليته الوطنية وقضية نضاله ، ويستعمل كل ما يستطيع تطويعه من سلطة وإمكانيات وأساليب وطرق لانتصاره الشخصي ولصالح نفسه ومجده الخاص الذي لا يخدم في كثير من الأحيان قضيته الوطنية والكيان السياسي الذي أعطاه الثقة في المشاركة في قيادته ، ولا ينسجم مع روح هدفه النضالي والسياسي الوطني .

وإذا لم يعيد الانتقالي تقييم نفسه من داخله ، ولم تراجع تلك القيادات والكوادر الانتقالية حساباتها وتعيد تقييم أولويات تفكيرها وتستعيد وهج شباب روحها النضالية الوطنية فإنها ستكون بؤرة خطر على الانتقالي نفسه وقضية استعادة الدولة الجنوبية ، ومصدر تطفيش للنخب الوطنية الجنوبية الصادقة الولاء للانتقالي والجنوب وقضية استعادة الدولة الجنوبية ، وستتسبب في إحداث فجوة بين الانتقالي والرئيس عيدروس الزبيدي وبين قطاعات واسعة من الشعب الجنوبي .
اسمعوا وعوا فإني لكم من الناصحين