كتابات واقلام
بحر المكلا ..يتماوج فرحا بأعياد إمارات الخير
الأحد - 04 ديسمبر 2016 - الساعة 02:32 ص
تابعونا على
تابعونا على
الكثير من فطاحلة الكتاب والإعلاميين ,كتبوا في العيد الخامس والأربعين لإمارات الخير,وماذا عساي أن أقول من بعدهم. لكنني سأعمل على طرق جزئية , لم يتطرق اليها هؤلاء الفطاحلة ,لأنها موجودة فقط في قلوب الحضارمة, ولن يفهم كنهها إلا الحضرمي الأصيل.نعم سأكتب عن مكنون حب الحضارمة لإمارات الخير قيادة وحكومة وشعبا ,ولمؤسس هذا الطود الشامخ وزهرة الدنيا ,الشيخ زايد رحمة الله تغشاه ,وأسكنه فسيح جناته.
لأول مرة في تاريخ الإمارات تمتد إحتفالاتها بالعيد الخامس والأربعين إلى شواطئ المكلا ,درة البحر العربي وحاضرة حضرموت .فقد خرج آلاف المكلاويون والحضارمة شيبة وشبانا رجالا ونساءا وأطفالا, يحتفلون بهذا العيد البهيج ,على ضفاف خورها الجميل ومسارحها المتواضعة.فرحة لاتوصف تنطلق بتلقائية من شغاف القلوب وبهجة ليس لها حدود, تتمايل على رقصات وألحان تراثية حضرمية وإماراتية جميلة ,تبين المخزون التراثي الجميل المترابط عبر ألاف السنين بين البلدين والشعبين الشقيقين.
نعم !!كيف لانحتفل معهم بكل هذا الحب ؟؟.وهم بفضل الله ,من أعادوا الروح لنا وجعلونا نذوق طعم السعادة والفرحة والأمن والأمان والحرية ,بعد أن إفتقدناها لأكثر من عام تحت كابوس الإرهاب ,وتجرعنا المرارة والآلام من دعاة وحدة الفيد الزائفة,لأكثر من خمسين عاما ,منذ أن فقدنا إستقلالنا في 67م. أفليست إمارات الخير ومملكة الحزم ,هي من أهدت إلينا جيش النخبة الحضرمي رمز شموخنا وعزتنا وقوتنا وحضن أمننا وأماننا التي فقدناها منذ عشرات السنين.
سنظل نذكر دائما وبكل عرفان, إنه في بداية يونيو2015م أنشأت إمارات الخير معسكر الخالدية في منطقة “رماه” بوادي حضرموت، ومعسكرا آخر في منطقة “المسيلة” النفطية ,ويهدف المعسكرين إلى تدريب الشباب الحضرمي ضمن قوات عسكرية نظامية أطلق عليها جيش النخبة الحضرمي.وقد تم ذلك بدعم من قوات التحالف العربي,وتحملت الإمارات العبء الرئيسي لتدريب الجنود والضباط الحضارمة وتقديم العتاد العسكري المتطور الخفيف والمتوسط والثقيل والدعم اللوجستي الكامل, المطلوب لهذا الجيش بما فيها المرتبات. وتفيد المعلومات المتوفرة بأنه قد تخرج من هذه المعسكرات أكثر من خمسة عشر ألف جندي وضابط ,ولازالت هذه المعسكرات ومعسكرات أخرى بساحل حضرموت تستقبل آلاف الشباب لتدريبهم وإلتحاقهم بجيش النخبة,الذي يضم حاليا خمسة ألوية .ويتوقع تطوير جيش النخبة ليضم أسلحة نوعية أخرى كسلاح المدفعية والدبابات والبحرية والدفاع الجوي.
وسيذكر الحضارمة أيضا ,إنه في 24/اريل 2016م تم كسر شأفة الإرهاب وتحرير المكلا وساحل حضرموت من القاعدة وداعش وعصابات عفاش والحوثي , على أيدي أسود جيش النخبة الحضرمي وبمشاركة قوية من قوات التحالف السعودية والإماراتية.ومابين هذه التواريخ,كانت إمارات الخير حاضرة بصورة يومية ولازالت في حضرموت,ضمن جهودها الكبيرة في دعم السلطة المحلية وجيش النخبة وقوات الأمن لملاحقة فلول الإرهاب ,وتوفير التجهيزات والمتطلبات اللوجستية لاستتباب الامن وتفعيل مرافق الدولة ودعم وتحسين خدمات الكهرباء والمياه والنظافة والصحة والتعليم وتقديم الإغاثة ومشاريع الطرقات,بما يؤدي إلى تطبيع الحياة بصورة كاملة في حضرموت.ويعيد لحضرموت ألقها ونهوضها الحضاري, كما كانت في أيامها الخوالي,قبل أن تضم عنوة لعدن في عام67م ,بتواطئ بريطاني مع الجبهة القومية ,ثم ألحقت بصنعاء أيضا دون رغبتها في عام 90م وإلى اليوم.
إذن فحب الحضارمة للإمارات ليس له حدود, لأنه يذكرهم بحلمهم الجميل الذي أنتزع منهم يوما ما ,بسبب السياسات الهوجاء والرعناء ,التي فرضت الوحدة بالقوة وضد تطلعات الشعوب سواءا وحدة إمارات الجنوب أو وحدة الجنوب والشمال .وهاهي تتكسر أمام أعيننا وتثبت فشلها بل وكره الشعوب لها لأن قياداتها ,كانت من الرعاع والفسدة والمتطلعين للفيد والنهب والقتل وإذلال الناس. أما وحدة الإمارات فقد أسسها حكام حكماء ,لهم إرث وتاريخ طويل وتجربة في سياسة الناس ,ويعرفون فقط فن البناء وليس الهدم. ويكفي هؤلاء القادة فخرا انهم كتبوا صفحة وحدوية مشرقة بالآمال التي لاينضب معينها, وواظبوا على الاستمرار في مسيرة النجاح، وأوجدوا هذه الدولة القادرة ,التي تشكلت وتوطدت على مر الأيام ,بفضل حكمة قادتها وواقعيتهم وخبرتهم في السياسة والحكم ,والذين قدموا المصلحة الوطنية على أي أمر آخر، فجعلوا ابوابهم مفتوحة امام شعبهم، ليقينهم ان الامم لا تتقدم والدول لا تبنى من البروج العاجية, وانما من العمل يدا بيد، وبقرب الحاكم من شعبه ,يطلع على احواله ويعايش واقعه،ويحرص دائما وبصدق على مصلحة شعبه وتطوره وتقدمه . وأوجدوا هذه الدولة الإتحادية بهذا العقد الفريد من اللآلئ السبع ,التي تترسخ في الوحدة التكاملية ,مع شروق شمس كل يوم جديد وتنصهر مكوناتها الاجتماعية في هوية وطنية جامعة باتت نموذجا حقيقيا لمعنى “الاتحاد قوة” .وأصبحت مثالا ملهما لكل شعوب العالم ,ولبلادنا أيضا فنحن نهفو ونتطلع إلى مثل هذا الإتحاد الكونفيدرالي, الذي ليس فيه غالب ولا مغلوب ولا أسياد ولا عبيد ولا شعب يعصر وشعب يأكل التخ , ويحافظ على هوية وثقافة كل شعب دون تذويب أو تعسف أو إذلال.
إذن فما بين حضرموت والإمارات , هي مسيرة حب وترابط لاينفصم عراه ,بين الشعبين الشقيقين منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا ,ولكنها تتجلى بقوة هذه الأيام وتظهر بأبهى صورها , وسيصبح الإحتفال بهذا العيد تقليدا حضرميا سنويا ,سيكبر ويزدهر مع الأيام ,وستستمر بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بإذنه تعالى.
*ناشط سياسي وإعلامي وإجتماعي