آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 08:30 ص

كتابات واقلام


حضرموت أقوى من تجاذبات الجامع .... والتصحيح

الأحد - 29 يناير 2017 - الساعة 06:25 م

م. لطفي بن سعدون
بقلم: م. لطفي بن سعدون - ارشيف الكاتب


انتهت يوم السبت 28/1/2017م في المكلا الجلسة الثانية بين ممثلي اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحضرمي الجامع وممثلي لجنة تصحيح المسار ومرجعية حلف قبائل حضرموت بالوادي والصحراء وبإشراف لجنة التوفيق برئاسة الدكتور محمد الجوهي,دون التوصل الى أية إتفاقيات لتوحيد الجهود بين هذه الأطراف ,بما يؤدي الى إنجاح إنعقاد المؤتمر الحضرمي الجامع بصورة توافقية.ولفهم حيثيات هذه الإختلافات بين الطرفين دعونا نعود قليلا إلى الوراء. ففي الخامس والعشرين من إبريل 2016م قامت قوات النخبة الحضرمية بضوء أخضر من الرئيس الشرعي هادي ,وبدعم قوي من قوات التحالف السعودية والاماراتية ,بهجوم خاطف نتج عنه تحرير المكلا وساحل حضرموت من عصابات القاعدة الإرهابية وإمتداداتها العفاشية الحوثية الاحمريه.ونتج عن ذلك تشكيل السلطة المحلية الحضرمية التي بدأت على الفور بإعادة ترتيب أوضاع المؤسسات والمرافق المدنية والأمنية لتقديم خدماتها للمواطنين وتعزيزهذا الإنتصار على الأرض ,وتجاوز مرحلة اللادولة والفوضى التي عاشتها المكلا وساحل حضرموت لعدة سنوات منذ الإنقلاب الحوثي العفاشي على الشرعية في سبتمبر 2014م.ولتعزيز هذه الإنتصارات على الأرض ,كان لابد من إيجاد الحاضنة الشعبية المنظمة التي تدعم جيش النخبة والسلطة المحلية الحضرمية وتوفر لها الدعم والإسناد الشعبي المستمر ,الذي يضمن تعميق وتعزيز وجودها وتوسيع إنتشارها ليشمل كل حضرموت أرضا وإنسانا وفي الداخل والمهجر. لقد عمت الفرحة كل أبناء حضرموت في الداخل والمهجر إثر التحرير وتعاطف الجميع مع جيشهم وسلطتهم ,ولتنظيم هذا التعاطف والتأييد وضمان إستمراره ,بدات النخب الحضرمية بمختلف الوان طيفها السياسية والقبلية والمدنية والمالية والدينية ,بالتفكير والمجاهرة بضرورة أيجاد المرجعية الحضرمية التي تقود المجتمع الحضرمي نحو ترسيخ هذه الانتصارات وإيجاد الحاضنة الشعبية القوية التي ترفد جيش النخبة والسلطة الحضرمية بمتطلبات صمودها وزيادة قوتها وتاثيرها بما يؤدي الى تحقيق مطالب وحقوق أبناء حضرموت قاطبة . ولقد أدت هذه التوجهات الحضرمية المستقلة ,الى أستنفار المكونات السياسية المرتبطة في معظمها بصنعاء وعدن ,وقيامها بالتحرك السريع لاحتواء هذا النهوض الشعبي الحضرمي وتجييره لصالحها ,وإبعاد النزعة الاستقلالية الحضرمية لابناء حضرموت قاطبة في الداخل والمهجر, التي وجدت في أنتصارات جيش النخبة وقيام السلطة الحضرمية بارقة أمل ونقطة ضوء, لتحقيق مايصبون الية من حقوق ومطالب . ولقد ظل حلم أقامة مؤتمر حضرمي جامع مغروس في وجدان وعقول الحضارمة منذ عشرينيات القرن الماضي وتعمق أكثر وأكثر في السنوات الاخيرة وكان نتائج ذلك إقامة اللقاء التوافقي بين مختلف المكونات السياسية والمدنية والقبلية والدينية والمالية الحضرمية ,وتم تشكيل المجلس الاهلي الحضرمي في عام 2013م والخروج بوثيقة الرؤية والمسار, التي شكلت الحد الأدنى التوافقي لمطالب وحقوق حضرموت في ذلك الوقت .إلا إن هذه الرؤية لم تجد طريقها للتنفيذ لعدم امتلاك القوة العسكرية والسلطة المحلية المستقلة وظلت حبيسة الإدراج ,ثم جاءت لحظة تشكيل حلف قبائل حضرموت, الذي دفع بالصوت الحضرمي المستقل خطوات كبيرة إلى الإمام ,إلا إن عدم مأسسة عمل الحلف وغياب الهيكل التنظيمي والنظام الداخلي لعملة واستفراد رئيس الحلف بالسلطة المطلقة للحلف قد أدى إلى إضعاف تاثيرة شعبيا وتمزق مكوناته بصورة انفرادية ,مع مرور الأيام . ولكن انتصارات جيش النخبة الحضرمية وتشكيل السلطة المدنية الحضرمية في حضرموت ,قد دفعت بطموحات الحضارمة بأن تبرز بصورة قوية إلى السطح ,وتدعو إلى تشكيل المرجعية الحضرمية التوافقية لكل الحضارمة بالداخل والمهجر لتشكيل الحاضنة الشعبية لجيشها وسلطتها الحضرمية وتكريس وجودها وفاعليتها على ارض حضرموت قاطبة وبما يؤدي إلى تحقيق أحلام وطموحات الحضارمة في انتزاع حقوقهم ومطالبهم المشروعة والتخلص من التبعية للغير واستعادة القرار الحضرمي المستقل الذي غيب قسرا لأكثر من خمسين عاما . وكما ان للحضارمة طموحهم فان لأعداء حضرموت تآمرهم وهنا ظهرت بصورة جليه الصراعات والتناقضات والتدخلات السافرة ,لجرالمؤتمر الحضرمي الجامع إلى مربعاتهم والهيمنة علية وإبعاده عن إمتلاك القرار الحضرمي المستقل ,وفي حالة فشل جر هذا المؤتمر لأجنداتها يتم أجهاضة في مهده .وهذا ما لاحظناه في عملية الاستعجال لإصدار قرار تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحضرمي الجامع وماشابه من إقصاء وتهميش لمعظم النخب الحضرمية بمختلف مكوناتها وأبعاد المهجر الحضرمي الفاعل في هذه اللجان ,وما رافق عملها من هرولة واستعجال لانعقاده, دون مراعاة لأصوات معظم الحضارمة في الداخل والخارج لضرورة إن يتم انعقاد هذا المؤتمر بصورة جيدة ,وبتمثيل شامل وتوافقي لكل النخب الحضرمية بمختلف ألوانها .ولعدم استماع اللجنة التحضيرية لهذه الدعوات ,نشأت مكونات ولجان تصحيح مسار المؤتمر الحضرمي وتداعت فيما بينها لعقد لقاءات مختلفة وموسعة جامعة لوقف اندفاع القائمين على الجامع وبذل الجهود لإيجاد صيغة مصالحة وتوافق بين الطرفين . ومن خلال قراءه تحليلية لما يجري بين لجان الجامع والتصحيح ,نجد للاسف الشديد أن كلا الطرفين, قد إرتبطوا إرتباطا قويا بهذا القدر او ذاك بأجندات وجهات خارجية كلا منها يعمل على إقامة هذا المؤتمر وفقا وتوجهاته, ويبدو ان هذه الأجندات الخارجية المرتبطة بصنعاء وعدن ،تعمل على كبح جماح الحضارمة ,حتى لا يصبح هذا المؤتمر الحضرمي الجامع ناجحا في مخرجاته ,ويشكل نموذجا جاذبا لأبناء المحافظات الجنوبية والشمالية بشكل عام,ويتداعون بقوة , للخروج من الأزمة الطاحنة التي تعيشها بلادنا ,نتيجة لفشل القوى السياسية التقليدية في كل من اليمن والجنوب وحضرموت, لتقديم المعالجات والحلول المثالية لطموحات شعوبهم نحو الحرية والتقدم والرقي والمواطنة المتساوية .ولكننا نثق بالرغم من هذا الجو السوداوي الكئيب ,الذي لازال يحيط بالمؤتمر الحضرمي الجامع, بأن صوت العقل والحكمة الحضرمية, ستتغلب على كافة الأجندات المعادية وتنتصر لقضية حضرموت ارضا وانسانا ، وتتخلص من النزعات الفردية الفجة التي تنظر لمصالحها الشخصية دون مراعاة لمصلحة حضرموت. فمهما إمتلكوا من قوه وجبروت ,إلا إن التاريخ يعلمنا بأن الإفراد دائما زائلون والشعب باقي قرونا بعد قرون. *مؤسس وعضو سكرتارية وإعلامية حلف قبائل حضرموت