آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 07:02 م

كتابات واقلام


مجلس الرئاسة المؤقت والقرارات التي لم تأت بعد!!

الأربعاء - 22 نوفمبر 2023 - الساعة 11:34 م

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


لست من الأشخاص المتشائمين في قراءة الواقع السياسي؛ لاسيما واقع الحالة اليمنية التي أنتجتها حرب مدمرة كان الخاسر الأكبر منها شعبنا في الجنوب، ومما يؤرقنا حدّ الألم تلك التوليفة الكسيحة بما يسمى بـ"مجلس الرئاسة المؤقت للحالة اليمنية، فمنذ مولده العقيم ذكرنا بذلك المجلس التي نصت عليه وثيقة إعلان مشروع دولة الوحدة في مطلع تسعينات القرن المنصرم، ذلك المجلس الذي أعيد تشكيله في 11 أكتوبر 1993م؛ رغبة لضغوط التنظيمات الإرهابية المشاركة في دولة الوحدة، حيث انتخب مجلس النواب اليمني، مجلس الرئاسة الجديد، المؤلف من خمسة أعضاء، بينهم: علي عبد الله صالح، علي سالم البيض، عبد المجيد الزنداني، عبد العزيز عبد الغني، سالم صالح محمد. فيما أكّد، علي سالم البيض، أنه لن يحضر إلى صنعاء لأداء اليمين الدستورية وأنه باق في اعتكافه في عدن، وبرر البيض رفضه حضور الجلسة، بقوله "إن صنعاء تشكل ترسانة أسلحة، واستمرار هذا الوضع يعني إبقاءنا مقيدين، وأن نتقاتل فيما بيننا".
وشدد على أنه "لا يريد الذهاب إلى صنعاء لأداء اليمين، وليمارس الكذب على الناس مرة ثانية وصرح أنه غير قادر على تحمل المسؤولية، في ظل الأوضاع الراهنة، التي لم ولن تمكنّي من عمل شيء، منذ اليوم الأول من إعلان مشروع دولة الوحدة.

وفي 29 أكتوبر من العام نفسه حذر البيض، من أن مشروع إعلان دولة الوحدة بين الشعبين "في خطر، إذا لم نُقِمْ أسسها، ونعطها مضمونها الوطني والديموقراطيً، واتهم البيض "أن من في يده الآلية في السلطة، يحول دون اتخاذ إجراءات".

وفي اليوم نفسه من تصريحه تعرض أبناء البيض ( نايف 24 عاماً وينوف 22 عاماً ) مع ابن خالتهما كامل عبد الحامد (23 عاماً)، لوابل من الرصاص في حي المنصورة وقُتل كامل فورا بأكثر من ثلاثين طلقة في رأسه، وأنحاء جسمه.

والأخطر من ذلك كله حين تحوّل مجلس الرئاسة المنتخب فجأة إلى "مجلس حرب" ضد الجنوب ففي تاريخ 5 مايو 1994م، اتخذ مجلس الحرب الجديد عددا من القرارات الانفرادية ضد شريك مشروع دولة الوحدة، هي:

1- قرار إعلان حالة الطوارئ في 5/5/1994، والتعبئة العامة للقتال.
2- قرار إسقاط الشرعية الدستورية عن علي سالم البيض ثم عن حيدر العطاس بقرار من مجلس الرئاسة اتخذه انفراديا أعضاؤه الثلاثة اليمنيون وفي غياب ممثلي الجنوب الاثنين.
3- إصدار فتوى التكفير المشهورة التي خطط ونسج عبارتها عضو القادم من "تورا بورا الأفغانية" إلى الرئاسية اليمنية.

مما سبق من أحداث سياسية عاشها شعبنا وتجرع مراراتها ثلاثة عقود ونيف، يا ترى مجلس العليمي الجديد هل سيخطو على تلك الخطوات التي انتهجها أسياده؟ أم أن الانتقالي لديه من الاستراتيجية والحنكة السياسية ما يقلب الطاولة، ويعيد الثأر القديم الذي جعل البيض يقول: إن لا أمن في دولة مشروع دولة الوحدة"، يا ترى أيها القارئ الكريم هل ستكون عدن الأرض والسكان مصدر آمن لمجلس كسيح متآمر يتنسى الفرصة؛ ليفعل فعلته التي يخطط لها.

اللهم أني بلغت اللهم فاشهد!!
العاصمة الجنوبية عدن
20 نوفمبر 2023م