آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 08:30 ص

كتابات واقلام


الموت قدر قضاه بشر

الإثنين - 20 مارس 2017 - الساعة 01:39 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


وجد المتقاعد المسن عبدالله عثمان القباطي جثة هامدة أمام بوابة بريد خور مكسر , لم تسعفه الظروف ليستلم مرتبة ويتناول أقراص علاج الضغط أو السكر أو أمراض الشيخوخة لتساعده على الاستمرار في الحياة فترة زمنية ممكنة , تلك صورة لمعانات التقطها الإعلام ونشرت , وهناك ألاف من الصورة الغير معلومة , صور غير مرئية , تموت الناس في بيوتها بهدوء , وترسل للمساجد وهناك أصحاب الخير يتكفلون بعمليات الدفن , وينتظر الآخرون بهدوء مصيرهم , والبقية مستريحون تحت غمامة القضاء والقدر التي تحجب عنهم شمس المسؤولية وعناء الاجتهاد، فالاختيار يحتاج إلى تفكير عميق وتخطيط سليم ومسؤولية كاملة، وهذا الأمر ليس سهلاً على النفس البشرية، التفكير الأناني يضع النفس في أنانية الاختيار والمصالح , يبعد كثيرا عن المسئولية وهم الناس , يموتون بسبب اختياراته ويقول لا حولا ولا قوة ألا بالله قدره , أوفته المنية الله يرحمه , كل ما هو مكتوب على الجبين تراه العين هذا قدرنا , فقدرنا في هذه الحرب , التي رفعت من شأن البعض , ليكونوا قادة , ويستولون على مساكن الآخرين , ومنهم من سطا على قطعة ارض دون وجه حق وبناء عليها مسكنة بقوة السلاح , من كان ينتقد أو يعترض كانت البندقية توجه لصدره , والقضاء والقدر جعل هذا الشخص مسئولا اليوم عن شئون الناس وباسم الدولة التي رفض الانصياع لها وقتها ,محروس بقوة من الشباب ويسير بموكب من الحراسات وبسرعة تعكر صفو المارة بل قد تسبب ضحيا قدرهم أن يكونوا في طريق سيره , هل هو القضاء والقدر الذي يرفع بشر ويحط من بشر , لأسباب بشرية وعنجهية وتصلب وطيش عقول , وجهل وتخلف وتسلط وتسيد . لا والله أنها أسباب بشرية تسعى لتكون كذلك والله يمهل ولا يهمل , كم من مات مثل هذا المتقاعد أهملا وتعسفا وقهرا وظلما في بيته بهدوء دون ضجة إعلامية , وكم من مات بسبب الحرب ونتائجها والقصف وزراعة الألغام والتعذيب وتفجير المساكن والرصاص الطائش والاشتباه , وفقدان وسائل العيش من غذاء ودواء , أنها اختياراتنا كبشر, أن نكون في مثل هذه المواقف جنود تحت الطلب للدفاع عن الطائفة او السلالة أو العصابة , ليكونوا متسيدين على القوم لإذلال البشر وأهانتهم للخضوع والخنوع للأمر الواقع , كل هذه الاختيارات لها تداعياتها واقع اليوم من عدوان وظلم وتعسف وقهر وموت ودمار , لان فينا بشرا اختاروا أن يكون طغاة مستبدين ظالمين , وكله بثوابه باسم الله وباسم الدين وباسم الوطن , وكل ذلك منهم براء . وللعلم أنهم لصوص وقتلة , صندوق الضمان الاجتماعي اليوم مهدد بالإفلاس , نهبوا وسطوا على أمواله , أأتمنهم الناس في حياتهم ونهبوا معيشتهم , وصار اليوم جيشا من المتقاعدين وأسرهم مهددين بالجوع والحاجة ثم الموت , هل هذا قضاء وقدر أم هو اختيارا من البشر , وسكوت وتواطؤ من أصحاب الحق ,السكوت عن الحق والصمت خوفا ورعب من الموت جعلنا نموت ببط , لابد من مراجعه دقيقة للتاريخ المعاصر وتقييم موضوعي لواقع الحال , لتتضح الصورة وتعرف حقيقة النخب من هم مع تطلعاتك وأمالك , ومن هم المنافقون الذي يتسلقون عليك حتى يصلوا فينسوك, ونفوسهم في السلطة والثروة والجاه . عن أي لجنة تحقيق تراهنون ,فكم لجان شكلت لكم قضية ماتت وأغلق ملفها , المسئول عن ما حدث ويحدث هي السلطة والمسئولين المباشرين , هم الإهمال واللامبالاة هم الفساد , هم من يغيب القانون والنظام , هم غيب القضاء وأدوات القبض والعقاب والحساب في تطبيق القوانين هم ذاتهم ,و سيفلت الجاني من العقاب , انه الواقع المخزي والبائس , عارا أصابنا ونحن له منحنيين , غير مؤثرين لأننا موزعين ومنقسمين معهم مصطفين , أنها اختياراتنا ومواقفنا والقدر الذي صنعناه بأنفسنا احمد ناصر حميدان