كتابات واقلام
نقابات التعليم وعبث السياسيين
الإثنين - 03 أبريل 2017 - الساعة 06:47 م
تابعونا على
تابعونا على
وباء عدن مصدرة ممن لا يقرؤون تاريخها ولم يستوعبوا ارثها وحضارتها ,فالحديث عن الحركة الوطنية والحركة العمالية يرتبط بعدن حضارة وتاريخ وعراقة , هي المنشئ والحضن ومركز التنوير والانطلاق إلى ربوع المنطقة والوطن , هي المرجع و الوعاء الذي يرتوي منه كل المناضلين , فيها الخبرات والملكات وكوادر تبرز كقوة فاعلة حينما تستقر أوضاعها ويصحح واقعها و تتجاوز العنف والدمار والحرب وأثارها .
عانت عدن كثيرا بعد حرب 94م الظالمة على الجنوب , محاولات طمس وتشويه ارثها وتاريخها المتجذر , محاولا للتغيير الديموغرافي وتغيير عناوين التاريخ السياسي والنضالي لروادها , في خلط وتشويهه لكثير من الحقائق التاريخية , ولكنهم فشلوا , وانتصرت عدن والجنوب كوطن وقضية .
الجاهلون للقوة الكامنة التي تختزنها عدن , سيتملكه غرور وهم النصر الذاتي ,وقدرتهم على صنع تاريخهم الخاص الذي سيطمس أهم معالم عدن المدونة في التاريخ والحضارة المعاصرة .
الحركة العمالية النقطة المضيئة لتاريخ وارث عدن الحضاري , والنقابات الست , نواة الحركة ألوطنية , وأهمها نقابات المعلمين ( نقابة المهن التعليمية ), تاريخها جعلها من اعرق النقابات في الوطن العربي , عضو اتحاد المعلمين العرب والاتحاد العالمي( الفيز )و لازالت تتمتع باستقلالية وكانت عصية على الدمج ألقسري مع خيال نقابة وجدت من العدم لنفس السبب احتوى وتذويب هذا التاريخ , لينهب كما نهب كل شي في عدن , بفضل أبنائها الشرفاء من كل الأحزاب حافظوا على بقاء ارث عدن لامعا من قيادات وقواعد هذه النقابة , وأن وجدت بعض الملاحظات , وإنصافا للتاريخ , توجد من المحاسن والمواقف المشرفة التي حفظت لهذه النقابة بقائها مستقلة وحرة من المركز والسلطة الفاسدة حينها ,كان واقعا صعب وكنا أمام خيارات صعبة أيضا ,كان يراد لها أن تذوب في محاولة لاحتوائها , صمدت و قاومت قذارة السياسة وعنجهية التسلط ,هناك إصابات وخدوش يمكن ترميمها , لتعود عدن وهجا , ونقاباتها واتحاداتها , وينتهي عهد التفريخ والتأسيس لكيانات بنفس سياسي وأيدلوجي وشطح المنتصر .
هل فعلا استوعب جيل اليوم هذه المهمة ؟ ليواصل النضال على طريق تحرير النقابات والاتحاد من سلطة الأحزاب والمكونات السياسية وقذارة السياسيين , وتقييم عملها وترميم كيانها وتجديد نسيجها وتطعم بدماء شابه وطموحة ,لتعود عدن وهج ينير حاضر ومستقبل الوطن .
نحن نقدر حماس الشباب وطموحه , بشرط أن لا يصبح فريسة سهلة لمصالح السياسة ولعنتها , هم أنفسهم من صرحوا لتفريخ كيانات الأمس يفرخون اليوم , كيانات حزبية بمسمى نقابي , واليوم نفس السيناريو , لنفس الهدف , تؤدي لنفس النتيجة و الفشل , والعودة للبحث في دمج كل هذه المكونات في كيان نقابي واحد حقوقي مهني حر ونزيه بقيادة لا تخضع للسلطة أو للسياسيين , وقد نحتاج لسنوات كي نستطيع أن نحقق ذلك , وما يتم اليوم هو تفريخ و تأزم لواقع العمل النقابي , ليبقى هش غير فاعل وغير مجدي وشكل من أشكال ديكور السلطة تحركه وقت ما تشاء وحينما تشاء لأهداف غير مهنية ولا حقوقية بل سياسية .
التغيير هو مطلب الجميع , والمستقبل لكم أيها الشباب , لتكونوا حلقة متواصلة من حركة التاريخ في عدن غير منفصلة عنه , تستلمون الدفة لتواصلون المشوار مع التجديد والإبداع المواكب لتطورات العصر , بعيدا عن العدمية وتكرر أخطاء الماضي , والانجرار خلف السلطة والوجاهة , العمل النقابي هو أدبيات ومواثيق تربينا عليها ونحترمها وعليكم أن تستوعبوها أولا لتعوا جيدا المهمة والمسئولية والحمل الثقيل والتضحية والنضال , والله يعين ويهدي الجميع لسبيل الصلاح والخير لعدن والجنوب والوطن والأمة .