آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 08:30 ص

كتابات واقلام


مستقبل أبناء الجنوب مرهون بكفاحهم وتضحياتهم

الإثنين - 10 يونيو 2024 - الساعة 04:45 م

علاء العبدلي
بقلم: علاء العبدلي - ارشيف الكاتب


في خضم الأزمات المتلاحقة التي تجتاح منطقتنا العربية، ومع تزايد حدة الصراعات الإقليمية، تبرز مفارقة مؤسفة ومقلقة، ألا وهي ظهور أصوات جنوبية ترى أن نجاح مشروع الجنوب يكمن في نجاح مشروع الحوثي.

إن هذا الاعتقاد الخاطئ والضار يستند إلى وهم خطير مفاده أن دولة ذات نهج فارسي يمكن أن تكون جارة صالحة أو حليفة موثوقة لدولة جنوبية . فالتاريخ حافل بالأمثلة التي تثبت أن التدخل الفارسي في الشؤون العربية لم يجلب سوى الدمار والفتن.

إيران، بتوجهها الإمبريالي وتطلعاتها التوسعية، ليست سوى ذئب يتربص بالمنطقة العربية، مستغلاً الصراعات والانقسامات الداخلية لزرع بذور الفتنة ونشر أيديولوجيته المتطرفة. إن مشروع الحوثي في اليمن ليس سوى أداة من أدوات إيران لتنفيذ مخططاتها الشريرة في الجزيرة العربية.

فكيف يمكن لدولة جنوبية أن تأمل بالخير من دولة فارسية تقف على حدودها، دولة ذات تاريخ طويل من التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها؟ إن التعايش مع مثل هذا الجار الغادر لن يجلب سوى الخراب والدمار.

إن نجاح مشروع الجنوب لا يكمن في التحالف مع قوى خارجية معادية، وإنما في وحدة أبنائه وتماسكهم، وفي بناء دولة قوية ومتطورة قائمة على أسس العدل والمساواة والحرية.

على أبناء الجنوب أن يدركوا أن مستقبلهم مرهون بكفاحهم وتضحياتهم، وليس بعون قوى خارجية لا تبغي إلا مصالحها الخاصة. إنهم بحاجة إلى نبذ الخلافات والعمل معًا لخلق دولة جنوبية مزدهرة ومستقرة.

إننا ندعو جميع العقلاء في الجنوب إلى نبذ هذا الوهم الخطير، وإلى العمل معًا لبناء مستقبل أفضل لبلادهم. فالتحالف مع إيران لن يجلب سوى الخراب والدمار، في حين أن الوحدة والتضامن هما السبيل الوحيد لضمان مستقبل آمن ومزدهر للجنوب.