آخر تحديث :السبت - 05 أكتوبر 2024 - 11:59 م

كتابات واقلام


حين يصبح الانسان سلعة للتجارة، تموت الاستجابة الانسانية فلا تهدروا الاموال في ورش وأوراق

الأحد - 07 يوليه 2024 - الساعة 07:10 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


كفى من الكذب والدجل وكفى من عروض لا يصل مداها قاعة الابواب..

إننا نعيش الوقائع المرة والأحداث القاسية والمعاناة المحرقة للاكباد والاغفال عما يسمع ويقرأ ويشاهد ويلامسه الجميع، فقدنا الادراك والوعي للدينماكية واقبلنا على الاستاتيكية بدون معنى.
كثيرة هي المآسي في ربوع الوطن نشاهدها ونسمعها ونقرأها عبر خبر عابر.
فمن تلك الآلام الصادمة والخالية من الانسانية حين تعرض لشاب من الديس الشرقية لمرض عارض نقل على أثرها الى احدى المشافي الخاصة بالمكلا، مكث فيها اياما للعلاج ولكن لا راد لقضاء الله، فأنتقل الى رحمة الله (وجعلنا لكل شئ سببا) ومن قول الله تعالى عز وجل معرفة السبب المباشر من الوفاة أو الحالة التي نشأ عنها السبب المباشر أو ذكر اسم المرض الاصلي الذي اصيب به او الحالة التي ساعدت على الوفاة، لكن لا يحق لاي مواطن معرفة السبب وإن شكى تشكل لجنة من الاطباء لحماية الطبيب إن ارتكب خطأ طبي لكتابة تقرير هزيل لاسكات مقدم الشكوى في عبارة فحواها: أن هناك امورا طبية لا يفهمها المواطن لانقاذ الام والمولود ان كانت في حالة الولادة أو لامور فنية لانقاذ المريض كالحالة التي امامنا الذي لم يسمح فيها المريض بخروج جثته علما ان هذه المستشفى لا يوجد لديها ثلاجة للاموات لحفظها وظلت بغرفتها حتى يتم دفع ماعليه والذي بلغ مليونا ومائتي ألف ريال يمني ومرافق المريض لا يملك هذا المبلغ الكبير ولا لأسرته فأضطر لمد يده لاهل الخير لاخراج الميت لدفنه (فإكرام الميت دفنه) الى ان شاءالله له بالسماح للخروج بعد ايام من مشفاه بعدما سخر الله له من الخيرين بدفع ما على الميت من المبلغ المذكور مقابل علاجه لايصاله الى المقبرة حيث مثواه الاخير.
نموذج من المستشفيات الخاصة..
استغلال وابتزاز وتعجيز واذلال وموت وحجز.. فلا يهمه الانسان وصحته ولا كرامته بقدر ما يهمه الاتجار والتجربه وانفاق الدواء الذي جله مهرب ومن سوء تخزين وفاقد للمواصفات الطبية العالمية المعروفة وهذا شأن الادوية عامة في جميع الصيدليات.. فلا حماية للمرضى الذين يتراكضون للمستشفيات الخاصة بالذات فلا مجال لهم للاستشفاء مادامت الدولة غائبة.. رخصت أرواح المواطنين حين تصبح المستشفيات ربحية، والمريض بضاعة للمتاجرة، ففي هذه الحالة يصبح الانسان سلعة للربح السريع.. سلعة محمولة منقولة أو آتية قسريا من ذاتها باحثة عن الصحة تجهل مصيرها فيما تكون بعودة صحتها أم تفاقمها وتدهور صحتها نتيجة خطأ وما أكثر الإخطاءات الواقعة لافتقار الرقابة الذي كان كثير من المرضى ضحايا للاخطاء أم بوداع دنياها.. سلعة معفية من الضرائب والرسوم، المريض يموت ولكن الثمن لا مساومة فيه ولا للانسانية لها موقع.. أحكام صارمة بلا محاكمة بالسجن ولو افقدت روحك، لن تخرج الا بموجب الثمن القابل للزيادة بمكوث أيام حجزك بسجن المستشفى الخالي من ادنى الرعاية الصحية..
فياايها الدولة المهاجرة، فمن يحمي المواطن من ظلم قد فاق الوصف واستفحل؟ وغفلة واستحقار لكرامة الانسان؟ فأين الدولة من مواطن اصبح نتيجة مرضه معسر؟ وأين الدولة من مريض طلعت روحه وسجن بمشفاه ومنع دفنه.. واكرام الميت دفنه؟ أين اكرام الميت ياحكومة الاغتراب؟ اننا والله أمام احتلال للأرواح لتجار البشر.. فما اقساه من احتلال لم يسبق للعصور ان مرت مثيله.. فقدنا الكرامة الانسانية حتى أصبحنا بلا قيمة.. فلا قانون يحميك، فأي دولة نحن فيها والقانون فيها مفقود؟!! جعلت الميت يستغيث بتقديم العون ويشحت مسألته، والأحياء يطوفون حول القمائم لعله يرمق حاجته؟
فأيها الماكثون، فهل انتم أحياء ام اجساد متحركة بلا روح.. قد زاد الوهن وبلغ مداه، وتجاوز حدود الصبر، فكونوا لكرامة الانسان مدافعون وأدركوا قبل ان يداهمكم الخطر من كل جانب بتكاتفكم وتوحيد صفوفكم وصوتكم فإن للعدو وسائله لاقتناصكم.. عودوا لرشدكم لتعود دولتكم.
أ. سعيد أحمد بن إسحاق