آخر تحديث :الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - 08:07 م

كتابات واقلام


لا تجعلوا الوطن للتسويق والتسويف.. فإن المال زائل والاوطان باقية لا تباع

الأحد - 21 يوليه 2024 - الساعة 07:38 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


نكرر ما قلناه ولا نحيد عنه:
على الجنوب أن يحسم أمره ويحدد خياراته ويوحد صفوفه وكلمته، فإن الأمم الأخرى لن تعينه إن لم يعين نفسه ويفهم ويعي ما يدور حوله ونحذر من التيارات الطامعة من اجل منصب للظهور والجاه الكاذب ومن مال تسويقي لاستقطاب الشباب في سن المراهقة مستغلين بذلك الاوضاع المتردية و الظروف المعيشية الصعبة وقلة الحيلة للحصول على عمل شريف يستر نفسه واهله ، ومن ضياع للدولة والخوف من المستقبل.. فلا يهمه المصدرمن أين أتاه. إن الاوضاع أمام خارطة مبهمة المفاتيح يجعل المرء من الصعب التكهن بها في ظل تمزق للنسيج العربي الشامل، مشلول في تكوينه وغريب السلوك والعقيدة والتعليم أمام انفتاح اللامحدود يصعب ضبطه مما ساعد كثيرا على الهدم اكثر من البناء والنماء في نطاق الأقليم وفي ظل النشاط الاستعماري الجديد وهو الاخطر من نوعه لم يسبق ان مر في عصور التاريخ الماضية له مثيلا، لا في أدواته ولا في تصيده ولا في شباكه وحيله حيث وجد له مناخا مناسبا في بيئة سهلة الاصطياد فيها بأقل تكلفة لتحقيق أهدافه المرسومة بمسميات انسانية طارئة ومنظمات تجارية مغلفة بعباءات التنمية المستدامة تصول وتجول في الوطن بطوله وعرضه تسمعها ولا تلامسها، ظاهرها بناء وباطنها هدم،من خلالها ارتفعت الايادي للتسول وعبودية وتمكين للجهل من التسيد وعبودية المال ونشر السلاح بين الفئة الشبابية بشكل أوسع وبعشوائية اتخذت من العنصر القبلي طريقا لها..بالمال السخي تمهد الطريق لحروب أهلية،هذا ما تريده لك الخارطة لم تعي من سال لعابه للمال ولم يدرك للعواقب المستقبلية الخطيرة جدا على الوطن والناس والمواطنة في مقابل ما اخذته.. وما ذنب الاجيال القادمة حين تستغيث وتسأل: من ينقذ سنة الجنوب؟ فلابد من انضباط الشارع الجنوبي فلا يسمح لنفسه بأن يباع ويشترى بكل سهولة، كما يتطلب منه قناعة راسخة بأهمية إستعادة الدولة، فالواجب الوطني يحتم للاصطفاف والتقارب للنصح والإرشاد، فلا مجال للتنافر بقدر ما نكون على اليقظة والتنبه للاخطار المحدقة والاستنفار وتقوية الجبهة الداخلية أولا، فلا مجال للعبث فالوضع الحالي لا يؤمن كامل الحقوق، وقد أشرنا من قبل ان الجنوب يواجه حربا من نوع آخر. إننا أمام بدايات لعدد من الأحداث أنطلقت من عقالها، بالامس القريب تم كشف عصابة استخباراتية حوثية في عدن تزامنت مع صرخة حوثية من قبل اسرة دحباشية بموسم نجم البلدة بشارع الستين بالمكلا.
إنه يمكن بشئ من الحسابات الدقيقة التنبؤ بالنتائج بدرجة معقولة من الصواب، فهناك استراتيجيات يجري رسمها وعناصر يتم تعبئتها لا ينبغي التهاون فيها على ان عامل الحسم في كل ما ينتظر وقوعه من تغيرات سوف يظل مرتبطا بدرجة أو بأخرى بما يقع من تحولات وما يتخذ من قرارات وما يرتكب من إخطاءات.

ليس ما تراه وليد اليوم وانما تم الاعداد له بدهاء ومكر وخبث كبير من دهاة لا يستهان بها في الاستعمار الاستيطاني الجديد.
إن الجنوب العربي أمام تحولات متسارعة وعليه ان يتحرك ولو عكس التيار ليسابق الزمن قبل فواته لدرء الخطر عنه مهما كلف الأمر.. فالاوطان لم تسقط ويشرد أهله بالشتات إلا من بعد ما اغرتهم اموال العدو الطامع في ارضك ونسيت عرضك فأعطيتهم الارض وبعتها بمال مغر ولم تدري انه زائل حينها فتزول بعدها ومكنت العدو من الاستيطان وانتهاك الاعراض والسقوط والانهيار ولا ينفع الندم والبكاء وقتها.

فيا أيها الشباب كن للوطن حاميا ولا يغرك مال لاسقاط وطن وابادة هوية وتاريخ ووأد عادات وتقاليد وعقيدة وخذ من سقوط دول دروسا ومن تشتيت شعوبها بين دهاليز أوروبا وأزقتها عبرة، فكم من النساء العفيفات كن في بيوتهن آمنة واصبحن اليوم لاجئات متسولة.. ولك في الاحداث تأمل ونظرة.. خذ من وجدانك وجودك في وطنك ومن الجبال الراسيات شموخك وفي ثباتها رسوخك وأحذر من تجار التسويف، فلا تكن مسوقا خاضعا ولا يغرنك حماسة من يغويك بالمال ليشتريك به تحت شعارات واهية.. فتأمل واقعك كيف كنت وكيف الآن واحذر من سيل التحولات أن يجرفك وانت في غفلتك.

إن تسابق التسلح والتعبئة يحتم على الجنوب بإتخاذ القرار لحسم الامر قبل ان يقع الفأس على الرأس.