آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 08:30 ص

كتابات واقلام


الدور الإعلامي مع الأوضاع الراهنة في الجنوب

الأربعاء - 31 يوليه 2024 - الساعة 05:01 م

علاء العبدلي
بقلم: علاء العبدلي - ارشيف الكاتب


تشمل الأزمات في الجنوب مجموعة من التحديات الاقتصادية التي تتراوح بين البطالة المتزايدة ونقص الموارد الأساسية مثل المياه والكهرباء. إن الفقر المدقع وضعف البنية التحتية يمثلان عقبتين رئيسيتين أمام أي جهود للتنمية. يعاني الكثيرون من غياب فرص العمل، مما يؤدي إلى انتشار الخراب الاجتماعي وزيادة معدلات الجريمة. ولعل هذه الأزمات المعقدة تندمج مع الأزمات السياسية التي تعصف بالمنطقة، مما يجعل من الصعب إيجاد استراتيجيات واضحة للتقدم.

لكن الأزمات لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل تشمل أيضًا قضايا التعليم والصحة.
يعاني النظام التعليمي من نقص في الموارد والتمويل، مما يحرم الأجيال الشابة من الحصول على التعليم الجيد. كما أن نقص الخدمات الصحية يؤدي إلى ارتفاع معدل الأمراض وفقدان الأرواح بسبب عدم توفر الرعاية الطبية.

تأتي أهمية الإعلام في هذه الأوقات الحرجة، حيث يمكن أن يكون له دور مزدوج.
من جهة، يمكن للإعلام أن يكون أداة قوية لرصد الحقائق وتعزيز الوعي حول القضايا المهمة. ومن جهة أخرى، يمكن أن يتحول إلى وسيلة للتضليل وتفشي المعلومات المغلوطة، مما يزيد من حدة الأزمات. في حالات عديدة، يتم استخدام وسائل الإعلام من قبل بعض الأطراف لتشويه الحقائق وتوجيه الرأي العام نحو قضايا معينة تخدم مصالحها الخاصة، مما يساهم في تفاقم الأزمات بدلاً من البحث عن حلول.

لحل هذه الأزمات، يعد التعاون بين جميع الأطراف المعنية أمرًا أساسيًا. ينبغي للجهات الحكومية، المجتمع المدني، والقطاع الخاص العمل سويًا لبناء استراتيجيات تنمية شاملة. يجب أن تتضمن هذه الاستراتيجيات تحسين التعليم وتوفير فرص العمل، إضافة إلى تعزيز البنية التحتية الصحية والاجتماعية. كما يجب العمل على تعزيز الشفافية في المؤسسات الإعلامية لضمان تقديم معلومات صحيحة وموثوقة للجمهور.

في الختام، إن الأوضاع الراهنة في الجنوب تتطلب وعيًا جماعيًا وتعاونًا حقيقيًا من جميع الأطراف. إن مواجهة الأزمات يحتاج إلى استراتيجيات فعالة وتركيز على الحقائق، بعيدًا عن التضليل الإعلامي الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها. إن الأمل في غدٍ أفضل يكمن في العمل المشترك والإرادة الصادقة لتحقيق التغيير الإيجابي.