آخر تحديث :الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - 01:27 م

كتابات واقلام


حينما يتنهد الوطن

الخميس - 01 أغسطس 2024 - الساعة 07:17 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


(هذا الهدوء الذي بتشوفوه وهذه السكينة بعدها عاصفة بالنسبة للجنوب لاستعادة الدولة مافي خيار غير هذا الكلام مافيش مساومة فيه ياإما النصر او الشهادة) تنهدات وطن على لسان هامة وطنية اعترك الميادين على طول التضاريس الجغرافية فأمتلك الخبرة والحكمة فعرف بحنكته ان ما يشهده الجنوب من أحداث متتابعة والاشتباكات مع الحوثيين واطلاق الصواريخ بين جماعات الحوثيين مع الامريكيين والطائرات المسيرة مع إسرائيل والعرض المستمر مع غزة فمن المؤكد ان تصاعد الاحداث من هنا وهناك لا يمكن ان يأتي صدفة وإن أختلفت في حدتها وطريقة آليتها وتوقيتها وأسبابها، إلا أن يكون السبب الأقرب اننا أمام صراعات أقليمية ودولية أختارت البحر العربي وخليج عدن وباب المندب ساحة لها لتصفية حساباتها في الجنوب؛ ولاشك أن لكل القوى كل على حدة لها اهدافها الخاصة بها ولابد من تحقيقها سواء السياسية منها أو الاقتصادية لتخدم استراتيجية كل منها، لكن الشئ الغير الطبيعي ان نرى قوى داخل الجنوب تعمل بجد ونشاط لتخدم تلك الاهداف واضعين بذلك مصالحهم الشخصية ومصالح القوى الاجنبية الذين يعملون في خدمتها فوق كل اعتبار... مثل هؤلاء يحسبون أنفسهم أمراء ولكنهم لا يدرون أنهم أمراء حرب وبأفعالهم يخدمون قوى لا تريد الخير للجنوب لتعمل على تفتيته.
أن الاحداث كشفت لنا الكثير من الوجوه بعدما سقطت أقنعتهم حينها ووضعت النقاط على الحروف فسهلت بذلك الكيفية المناسبة في التعامل؛ وكل له درجته ومستواه.. فالوطن نصر أو شهادة فلا خيار غيرهما كما قال الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي.. فهي اذن حرب على جميع الاتجاهات، تجويعية لتطويع المواطن كما يريده العدو، وتفقيرية لاخضاعه بالمال في أكثر من تجمع لتمزيقه، والعمل على الاجتماعات هنا وهناك للمزيد من الانتماءات المتضادة لتوليد الصراعات الداخلية والى الزيارات بين الفينة والفينة الاخرى توحي للناظر بأنها أشبه بالمناظرة للعملية الانتخابية بين المتنافسين في ظل الصراعات والعدم الذي يشهده الوطن.. والفقر والامراض والجوع وشدة الحاجة الذي يكابده المواطنون، وقسوة الحياة التي لا ترحم من شحة الرواتب بشكل عام وارتفاع الاسعار التي لم تترك شئ إلا طالته، أحرقت الأكباد قهرا وجعلت موظفي الدولة ومؤسساتها يتألمون من شدة المفارقات في الاجور والحقوق للموظفين من مرفق لآخر، لا يوجد انصاف ولا مساواة، ولا اهمية متناسين تماما اللوائح التنفيذية التي تنظم العمل ومتناسين تماما ان المرافق كل يكمل الآخر، وكل مرفق له تكليفاته الخاصة به بموجب القانون حرصا على عدم التجاوز ولجودة ودقة العمل واتقانه. إننا اليوم في ظل الانفلات رأينا ان هناك من بعض الوزراء المشرفين على أجهزة مركزية مستقلة قد تجاوز صلاحياته بسحب مهام الجهاز أو المؤسسة المشرف عليها ومنحها لوزارته بل تعدى بأنها تابعة لوزارته وهذا بحد ذاته تطاول على القانون واقصاء الجهة التي يشرف عليها والعمل على عشوائية العمل والمهام مما يعطي عدم الثقة والمصداقية والرسمية والسرية في المخرجات، وخيانة للوطن فيما كلف به .. ان الوطن يعايش الزوبعة ويتعايش معها كمدا ويواجه فسادا والتمادي فيه، وهو لاشك جزء من الحروب التي تشن على الجنوب لتعطي القوى الخارجية عاملا مساعدا لاختراق الامن سواء من بعض المنظمات الدولية او المحلية أو المنتحلة أو جهات أخرى؛ وقد سبق أن نبهنا وحذرنا لاكثر من مرة ولكن للأسف الشديد لم نجد من يتجاوب مع التحذير، وها هو الوطن اليوم مخترقا لكافة بياناته الامنية والمدنية. وماتلك المكونات التي ظهرت وأختفت إلا وسائل عبور للوصول الى الاهداف المحددة في مقابل الدفع المقدم.
إن الاوضاع لا تسر أحدا.. لانها تسير بوتيرة متسارعة ومعدة سلفا، مما يتوجب على اليقظة والتحرك والحفاظ على قواتنا الجنوبية وامتلاك السلاح النوعي وتكثيف الجهود على حماية الحدود من قبل أبنائها وتأهيلها تأهيلا عاليا بما يتواكب مع المرحلة وعودة كل الكوادر العسكرية الجنوبية للاستفادة من خبراتها والعمل على تحرير الارض التي مازالت بيد قوى الاحتلال والضلال والاستعداد والجاهزية القصوى و الطارئة للدفاع عن الارض والثروة والانسان بالمقام الاول على ما يخطط له لاستعادة الدولة والهوية.. فلا خيار امام الجنوب ولا مساومة في وطن إلا النصر أو الشهادة فلا هناك خيار ثالث.. جوع أمامك وعدو خلفك. فإلى متى نظل ويظل الوطن يتنهد؟؟