آخر تحديث :الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - 05:00 م

كتابات واقلام


كل يقيم نفسه بدل التشاكي من قبل ومن بعد

الأحد - 04 أغسطس 2024 - الساعة 07:34 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


نتشاكى حينا ونتباكى احيانا على ما وصل الحال فينا تغيرت الوجوه وتبدلت الألسن، فأغبرت الأرض وسقط الغطاء الاخضر فلم يعد من يسترها، وأرتفعت الأصوات من على المنابر وتعالت من المآذن وتفطرت القلوب على اختلافها.. ما كان ينبغي لها الهجران والشتائم وما كان ينبغي إحلال الدم على مسلم ودمه وماله وعرضه حرام، فالمسلم اخ المسلم، نصائح ربانية ونبوية في كتاب الله دستور ونصائح من خاتم الرسل عند وداعه.
لقد مررت في سياحتي الفكرية بظواهر وحقائق كثيرة فيما أرى وأسمع وفيما أقرأ في كثير من المواقع وأتأمل فيها وأتمعن، وأسال ذاتي أيعقل أن الإنسان بلا عقل؟ فكيف إذن يفكر؟! كيف لي ان اتصور عند مروري على سب وشتم لأتفه الأسباب نتيجة عدم الفهم أو إختلاف في الرأي وربما في الانتماء؟، كيف لي أن أتصور ذلك للوصول الى مانصبو إليه من تحقيق للاهداف التي أجمعت عليه الأمة باستعادة الحقوق والدولة؟ مفارقات عجيبة في الطرح عند النقاش.. إننا في ظل الصراعات نمر على أخطر المراحل إن لم نملك العقل، فأي عقل هذا يصر على الخلاف والتمزق، ويرى انه الأفضل والأنزه؟

إننا أمام وقائع مأساوية يعيشها الناس و نلمسها ونعانيها وكل يوم تزيدنا فقرا وجوعا لعجزنا تماما عن حصولنا للمتطلبات والحاجات الضرورية والملحة. امام هذه الوقائع على كل واحد فينا أن يقيم نفسه ليدرك انه أمام أخطر المراحل صعوبة ، ومتى ما أدرك عليه ان يلقي عصاه ويرمي خلافاته ويلتف نحو قيادته على قلب رجل واحد وصوت واحد ليشمر عن ساعد الجد في أداء مهمته والواجب المحتم والإلتزام للميثاق الوطني الذي يملي عليه ووقع عليه واقره كدستور مؤقت للجنوب وأقسم للدفاع عن امة ووطن ورفع الظلم ودحره خارج الحدود وطرده من حيث نزح منها أو هاجر.

إن الصدق متى ما أنسجم مع وضعه القائم الذي يتطلب التعاون والثقة للوصول الى نتائج ملموسة مع الشعب، كما ان العدل متى ما أنسجم مع واقع الحياة الانسانية المرتبطة بالحقوق وواجبات يفتقرها الشعب، فحاجة الانسان الى المال هي التي تجعل استلابه ظلما، وحاجة الناس الى ضبط المسئوليّة وتنظيم الأسرة هي التي جعلت استلاب الاعراض عدوانا.

دعاني الى الكتابة الى هذا ان بعض الناس لا تعرف إلا المهاترات والمشاحنات التي تفرق ولا تجمع.. وأنت اذا تنبهت الى ان معظم الذين تبنوا الاشاعة هم من قوى الاحتلال وأعداء الجنوب وضعفاء النفوس المرتزقة، وادركت أن الغاية من هذه الاشاعة إنما ليوهم الدول ان الجنوبيين في صراع مع أنفسهم ولو تم استعادة دولتهم لأزداد الصراع على السلطة كما كان قبل وحدة الشؤم والغدر، ووبالا على دول الجوار والأقليم ليظهر المحتل بأنه في جانب السلام وان فك الارتباط واعلان فشل الوحدة هو عودة للتوترات الدولية للممر الدولي و زعزعة الامن والاستقرار لدول الأقليم. ومن اجل خطورة هذه النتائج علينا ان نجلس مع أنفسنا لندرك حجم العدو وما يمتلك من دهاء ومكر وكيف يخطط لتمزيق النسيج الجنوبي لسلخ انسجامه مع عاداته وعقيدته التي لا يشاركه فيها احد من المذاهب وهذا لا يأتي إلا من عدو حاقد.

هل رأيت صدقا وعدلا منذ أن بلينا بوحدة لا تعرف إلا لغة الغدر والنهب والتملك لحقول النفط والمناجم والبحر والارض واثارة النعرات القبلية لخلق الفتن والعنصرية؟ ولك أن تسأل كم من الاعداد تملكت واصبحت من الملاك وكم من الاعداد أصبحوا من الاموات والعوز والفقر ومدمني المخدرات؟ مؤشرات خطيرة في ارتفاع مستمر ماالذي جعل الجنوب يبكي حاله؟ أليس من الواجب العمل على استعادة الدولة والتحرر من عبودية القبيلة والولاية والتخلف الذي يتطلب من الجنوبيين التكاتف ودفن الماضي بخلافاته ونهجه؟ ولك أن تجلس مع النفس للنقاش والحوار وتسأل لماذا الشتائم والاتهامات والفرقة بيننا، بينما أعداء الجنوب في إلتئام وإلتحام وإتفاق؟ فلا يسمع منهم نقاش وتخوين لماذا وألف ألف ماذا؟ لماذا النزوح للنازحين كما يصفوا الى الجنوب لم يتوقف؛ ولماذا الاستيطان في كل موقع وشبر بالجنوب؟ أليس لهم أرض في وطنهم لها حق الأعمار؟ هل رأيت جنوبي في صنعاء أو صعدة وذمار أو الجوف وعمران يستخف بلهجتهم؟ فلماذا دحابشة اليمن في حضرموت والمهرة وعدن يستخفوا بلهجة أصحاب الارض؟ إنه الاستحقار لأهل الأرض، وما تلك المكونات إلا صورة من صور الدمى يتم تركيبها ثم تفكيكها للوهم والإذلال لامتهان كرامة الانسان الجنوبي حيثما حل.. مؤامرات دنيئة باءت بالفشل ولكن قوى الاحتلال مازال في غيه مستمر وعدائه وحقده لم يتوقف ولن.. إن لم نقيم ذواتنا أولا لنحسم الأمر؛ ففي النازحين خطر وبالافارقة قنبلة لساعة الصفر تنتظر ومن قارة الهند وافغان وإيران اخذ الحيطة والحذر؛ وكن على الزناد جاهز فلا تغفل لتسلم؛ ولله الامر من قبل ومن بعد، فإما الشهادة وإما النصر ولا خيار لكم من دونهما.، وان ما يحدث للجنوب من مؤامرات وتشويه واشاعات للمجلس الانتقالي الجنوبي ومن جرائم وغدر لقياداته الجنوبية وللناشطين إلا عبرة للكسالى الخاملين الذين تلويهم النسمات ويقعدهم التثاؤب وتتملكهم العطايا من مال، كي يؤوبوا الى رشدهم وتنخسهم مشاعر الخجل والحياء إن كانت فيهم مشاعر..
رحمة الله على شهداء الجنوب ومن لبى نداء الوطن.. كانوا أهم مايشتاقون إليه في وضعنا المؤلم هذا وفي وحدة الشؤم والبؤس الذي أوقعنا فيها هو أن تعود وحدته الجنوبية وتلاحمه ليلتقي بقوته الجبارة التي ركنت منذ التسعينات أن يهب الى تماسكه تحت قيادة جنوبية صادقة وولاء لله ثم للوطن ليستردها ويثأر لكل شهداء الوطن والى قوته ليستعيد الوطن والهوية والسيادة.. وتبا للخونة وتبا لكل أفاك وآثم وحكم الخائن مردود.
إننا على العهد ياوطني على ما أقسمت عليه وعلى ما رددت تحية للعلم وعلى ما ضربت التحية لقائد الوطن ورئيسي الممثل من أوساط شعبي عيدروس قاسم الزبيدي ثابت ثبات جذور الجبل وللانتقالي في الوجدان ولاء لا يتزعزع ولا يعيرني من يثرثر وينعق.
حبي للوطن من الدم نابع عربي الاصل والفصل، عباسي النسب وفي كندة الحكم وهينن التاريخ في حضرموت للأجداد بها مأثر ومعالم للعارفين دروس وعبر وأسأل الجبال الشامخات فيها والصحاري لها تشهد إن كنت لا تعلم فأعلم.. لهذا فالوطن روح نابع من الدم والاصل نحيا له أو نموت لاجله ونستشهد فلا مكان للغزاة في أرض العرب من عجم وخزف.. فلتعش جهنم للظالمين وليعش الموت للمخربين.

إن ما يهمنا قوله في هذا المقال هو معرفة آليات التضليل لاعلام قوى الاحتلال واعداء الجنوب كي نستفيد من هذه المعرفة وذلك في وضع سياسات اعلامية إن لم تتصد لتأثيرها الضار علينا، فإنها قد تعرقل استعادة الدولة أو تؤجلها.. وتمكننا من التعامل معها بحكمة اكبر بدلا من التشاكي والتباكي وتوزيع اللوم بالسباب والشتم الذي لم يخدم الوطن.