آخر تحديث :الأحد - 06 أكتوبر 2024 - 01:53 ص

كتابات واقلام


لا تيأسوا.. نكن أو لا نكون وعهد الرجال للرجال

الثلاثاء - 13 أغسطس 2024 - الساعة 07:46 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


لا يأس مع الحياة وتقلباتها، فالنضال تحدي وعزم واصرار لانتزاع الحقوق نزعا فهذا الذي وحده من اجله نناضل ونضحي بالغالي والنفيس، ولابد من كسر الصعاب وشق الصخور وتسابق الرياح والثبات على الأرض وأمتلاك المبادرة.. فالطريق شاق وصعب ولكن لابد من اختراقه وشقه، ولا يغرك الزخم الاعلامي والأحداث من يوم لآخر ولا لتلك التجمعات وتكوماتها ولمن تكون فإني أعرف العدو وامكانياته الهائلة من الأموال والأسلحة التقنية والاستخبارات والتخصصات بالحروب العسكرية والنفسية والفوضى الخلاقة ولكن أعرف خواه حينما يأتيه السيل ترتعب فرائسه، وكيف يكون على ولائم الخزي يقبل عليها راكعا وساجدا وبين وريقات الغباء لها خنوع وولاء، وأسير رقيق.

إن المجلس الانتقالي الجنوبي يعرف ذلك تماما ويدرك للتقلبات جيدا ويتوقع لظهور أشياء بصور جديدة قد تكون إستثنائية واضطرارية تتدخل فيها العوامل المناخية فيتلقفها العدو لاستثمارها لمطالب ملموسة لنا؛ لتطويعها لغايات سياسية وليست لمطالب حقوقية شعبية.

إن الإنتقالي يعرف مع من يسير ومع من يشارك لاجل الوطن والناس بخطوات مدروسة جيدا ودقيقة في ظل ظروف جدا صعبة وحرجة وتغيرات متسارعة وخطيرة قد لا ندركها نحن في ظل تكهنات ضبابية تدخلت فيها أيادي الكبار، ولا يجب معرفة كل شئ، فكل في وقته يبان وهكذا هي الحروب، والمتفحص للاحداث والفاهم يعي مايدور وليس لكل شئ يباح.
فالحرب اتخذت مسارا دوليا والتنافس فيه بين الدول على أشده ومن له قدم ثابت على الارض يكون، أمتلكوا عقولا لا خياما عند هبة ريح تتساقط ركائزها فتخور.
فيا عرب جنوب الجزيرة أبنوا خيامكم في وجدانكم وأمتلكوا العزم والاصرار على استعادة الدولة والعزم على ذلك والتمسك بالله أولا ثم الوطن فانه والله سلاح أقوى بكثير مما يملكون لا وجه فيه للمقارنة، وأعلموا أن الاطماع كبيرة والتغييرات خطيرة يمس العقيدة والأخلاق والعرض والمعاملة فذاك نهج آمن به العدو وخارطة طريق يمشون عليها.. فالثبات كنز لا يملكه الآن في ظل التحولات والمنعطفات إلا من لديه الارادة على التحرير والسيادة ونخوة الاجداد من قبلكم والايمان بالقضيّة والعقيدة. ولابد للوطن أن يعود، فلا استقرار ولا أمن لنا الا باستعادة الدولة أولا وقبل اي شئ، فلنا في التاريخ والشهداء دروسا وعبر.. فلا تيأسوا من قدر الله فإن الله مع من ثبتت قلوبهم وصدقوا العهد مع الله وما عاهدوا عليه.. وحفظ الله الجنوب ولا سامح من ورطها في وحدة كارثية اندماجية عمياء، غير مدرك للتغيّرات المستقبليه بالعالم وجاهل لمفهوم العالم قرية.. ثم خرج ولم يعد.

لا تيأسوا.. نكن أو لا نكون وعهد الرجال للرجال تهيج في أحشائه كوامن حب الوطن فتهتز من حوله وجه الصحراء في خطاه.